كيف نعظم حرمات الله في قلوب المراهقين، وما هو الأسلوب الأمثل لتربيتهم الإيمانية؟ هذه هي الخطوة في الاتجاه الصحيح، وهكذا ينبغي للأمهات أن يسألن، كيف نعظم حرمات الله في قلوب الأبناء؟ أولا: استشعار الآباء المسؤولية الجسيمة بين يدي الله تعالى لا تفارقهم أبدا في حلهم وترحالهم، في يقظتهم ونومهم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ، لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}. فأبناؤكم أمانات في أعناقكم، فالعجيب والغريب أن يهتم الآباء بكل شيء يخص الحياة المادية لأبنائهم؛ من مأكل ومشرب وملبس وتعليم، ويهملون الجانب الروحي، وقد علموا أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الوجوه، ولكن إلى القلوب. ثانيا: أن يقوموا ـ الآباء ـ بالواجب الأعظم تجاههم في مجال القدوة، حيث يتصرفون في حياتهم وفق توجيهات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لإعطاء المثل الأعلى لأبنائهم، فهم أول من يعظم حرمات الله، وهم أصدق الناس حديثا، وهم أسرع الناس لتأدية الفرائض، وعلى رأسها الصلاة. ثالثا: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه في سورة النساء: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ، فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} أي: أن يكون الوالدان من أكثر الناس رقابة لله في السر والعلن، ثم أن يلتزموا دائما القول السديد والمحافظة دائما على اللسان. رابعا: تعليمهم الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت -من يعول- وقد ظن البعض أن التضييع هنا هو تضييع في الجانب المادي، ولكن الحقيقة هو تضييعهم من الناحية الإيمانية، الذي ينتج عنه الخسران المبين يوم القيامة، فإن لم تستطع مثلا المدرسة أن تغذيه إيمانيا انطلاقا من برامجها التعليمية والتربوية. فلماذا يتأخر الآباء عن دفع أبنائهم لمحاضن تحفيظ القرآن وتعليم علومه في مدارس خاصة أعدت لهذا الغرض؟