أكد حسين الكفوني رئيس جمعية الماء والطاقة للجميع أن المغرب مهدد مستقبلا في توفير حاجياته المائية، على اعتبار النقص الكبير في التخفيف من استعمال الماء، سواء على المستوى الفلاحي، أو على مستوى الصناعات والمعامل، موضحا أن 86 في المائة من الماء موجهة للفلاحة، و50 في المائة من هذه النسبة لا تستفيد منها الفلاحة، ليبقى حوالي 14 في المائة للمنازل والصناعة والمجالات الأخرى. واعتبر عبد اللطيف سدو مهندس في المجال المائي، أن عدم ترشيد المياه في القطاع الفلاحي، ينعكس سلبا على الماء الصالح للشرب، وبالتالي وجود بوادر أزمة في الماء على المدى المتوسط، من ثم دعا الحكومة إلى التدخل بغية تجنب الانعكاسات السلبية، بالإضافة إلى تدخل جميع شرائح المجتمع. من جهة ثانية، كشفت دراسة سابقة لوزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة أن هناك كميات كبيرة من المياه الضائعة الناتجة عن ضعف مردودية نظام السقي، حيث أن المردودية الإجمالية لشبكات التزويد بماء الشرب هي دون 70 في المائة في جل المدن، وقد تم سنة 2005 استهلاك أقل من 600 مليون متر مكعب من أصل 915 مليون متر مكعب التي تم إنتاجها من الماء الصالح للشرب. وأضاف المصدر ذاته أن المياه الجوفية، والطبقات المائية تعرف انخفاضا مستمرا ينذر بالخطر، حيث تشكل هذه المياه ما يربو عن 20 في المائة من الموارد المائية القابلة للتعبئة، والمورد الرئيسي لتزويد أكثر من 13 مليون نسمة من الماء الصالح للشرب في البوادي، وتساهم في تأمين تزويد جميع مدن البلاد تقريبا. من جهة أخرى، يتم إنتاج ما لا يقل عن 600 مليون متر مكعب من المياه العادمة، ولا تعالج سوى نسبة 8 في المائة، حيث تقدر كلفة تدهور الموارد المائية، بأكثر من 3,4 ملايير درهم. من جهته، أكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري موحا مرغي، السبت الماضي، أن الوزارة أعدت برنامجا وطنيا لاقتصاد الماء في الري الذي سينجز لفترة تمتد على مدى15 سنة، وأضاف مرغي في افتتاح أشغال المنتدى الرابع لطلبة المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، وسيهم مساحة تقدر بـ550 ألف هكتار، أي37 ألف هكتار سنويا. وأشار أن هذا البرنامج يهدف، بشكل خاص، إلى اقتصاد الماء من30 إلى50 في المائة على أساس انتقائي لتعبئة الثروات المائية المقننة وغير المقننة. ويتوقع الخبراء انخفاض في الموارد المائية نسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المائة، حيث تعرف نسبة واردات الأودية عجزا كبيرا منذ عدة عقود وصل إلى ما بين 20 و35 في المائة.