واصل الرئيس الامريكي جورج بوش حتى آخر يوم من جولته في منطقة الشرق الاوسط محاولاته لخداع العرب وجرهم الى مصيدة الوعود والمطالب الامريكية، مقابل وعود سرابية. وهكذا دعا بوش يوم الاحد 18 ماي 2008 كل دول الشرق الاوسط الى عزل ايران وسوريا ورفض من وصفهم بالمنظمات المتطرفة. وأضاف ان كل دولة محبة للسلام في المنطقة من مصلحتها معارضة طموحات ايران لامتلاك أسلحة نووية. فالسماح لابرز دولة في العالم راعية للارهاب باكتساب أكثر أسلحة العالم فتكا سيكون خيانة للاجيال في المستقبل لا يمكن غفرانها... من أجل السلام يجب ألا يسمح العالم لايران بامتلاك سلاح نووي. واكد الرئيس الامريكي ان التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين ممكن قبل نهاية العام الجاري لكنه يتطلب تنازلات من الجانبين، بما في ذلك تضحيات قاسية من قبل اسرائيل. وقال بوش في خطاب سيلقيه بعد ظهر الاحد في شرم الشيخ ونشر البيت الابيض نصه مسبقا اعتقد ان بتحمل مسؤولياتنا والبرهنة على شجاعتنا يمكننا التوصل الى اتفاق سلام هذا العام. واضاف انها مهمة شاقة وتتطلب تحرك كل الاطراف، داعيا الفلسطينيين الى مكافحة الارهاب ومواصلة بناء مؤسسات مجتمع حر وسلمي واسرائيل الى تقديم تضحيات قاسية من اجل السلام وتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين. وحول النفط قال بوش ان سعر النفط المرتفع حقق ثروات كبيرة للبعض في هذه المنطقة... ولكن مخزون النفط محدود ودول مثل بلادي تطور بنشاط بدائل للنفط. واضاف مع مضي الوقت ومع تقليل العالم لاعتماده على النفط سيتحتم على دول في الشرق الاوسط تطوير اقتصاديات أكثر تنوعا. واختتم الرئيس بوش يوم الاحد في مصر جولة استمرت خمسة ايام في الشرق الاوسط، دون أن تظهر في الافق حسب الملاحظين أية مؤشرات حقيقية على حدوث انفراج. ولم تشكل هذه الجولة التي شملت اسرائيل والسعودية ومصر سابقة. فقبل اربعة اشهر عاد بوش من المنطقة بدون اي تقدم يذكر في مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وهذه المرة ايضا، لم ينجح في اقناع الحليفة السعودية الكبرى بالتدخل لتزيد منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك انتاج النفط وتخفف بذلك من الضغط على الاقتصاد الامريكي. وبعد اربعة اشهر من جولته الاولى، قد تتعزز الشكوك في فرص التوصل الى تفاهم بين اسرائيل والفلسطينيين قبل انتهاء ولايته الرئاسية في يناير المقبل، اذا لم يعط بوش انطباعا بان تقدما ما سجل. وواجه بوش في الشرق الاوسط المنطقة التي انتظر سبع سنوات قبل ان يتوجه اليها في يناير لزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية، قناعة واسعة بانه رجل الاسرائيليين. وقد اثار استياء كبيرا بمشاركته في احتفالات الذكرى الستين لانشاء اسرائيل بدون ان يلتفت الى الاراضي الفلسطينية التي احيت من جهتها ذكرى النكبة. وقد دافع عن نفسه من هذه التهمة وتعهد بالعمل من اجل التوصل الى اتفاق سلام. وعاد بوش من شرم الشيخ الى واشنطن ليواجه السياسة الامريكية التي لم تتغيب عن جولته. ففي الولاياتالمتحدة، فسرت تصريحاته حول رفضه التحدث الى المتطرفين بانها هجومه الاول على المرشح الديموقراطي باراك اوباما واول تدخل له في الحملة الانتخابية.