- ما هو تعليقك على الهجوم الإسرائيلي، على قطاع غزة، خاصة أن هذا الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 17 مواطنا فلسطينيا وجرح آخرين، جاء مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى منطقة الشرق الأوسط؟ < طبعا هذه الجريمة البشعة التي استهدفت غزة ليست إلا بداية للنتائج المباشرة للزيارة المشؤومة التي قادت مجرم الحرب بوش، إلى فلسطين وعدة دول في المنطقة، وهي الزيارة التي لم يخف فيها بوش في أية محطة من محطاتها، أنه جاء لدعم الكيان الصهيوني ولدعم قيام الدولة العنصرية اليهودية في أفق الإجهاز على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني. وكان المطلوب في حقيقية الأمر أن يتم اعتقال بوش على أي أرض عربية كمجرم حرب لا أن يتم استقباله بالأحضان. والغريب أيضا أن بوش لم يخف أن جولته هذه جاءت لدعم رئيس الكيان الصهيوني أولمرت خلال هذه الفترة المتبقية لهما معا في السلطة قبل موعد الانتخابات القادمة في كل من أمريكا وإسرائيل. والأخطر من ذلك أن جولة بوش تأتي تمهيدا لشن عدوان على إيران التي تبقى، في نظره، العدو المشترك الذي ينبغي أن يتصدى له الجميع. أي أن عدو الدول العربية، في نظره، ليس هو إسرائيل وإنما هو إيران وكل فصائل المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان. إذن بوش هدفه واضح وهو تقديم كل أشكال الدعم العسكري والمادي لبناء دولة إسرئيل العنصرية. - وما هو مستقبل السلام بعد هذا التصعيد العسكري ضد الشعب الفلسطيني؟ < أنا شخصيا أتساءل عن أي سلام يتحدث دعاة السلام بعد أن تأكدت للجميع حقيقة الكيان الصهيوني. وفي اعتقادي أن الرهان على هذا الكيان لصنع السلام هو مجرد وهم. والمطلوب فورا، بعد هذه الجرائم المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني، هو إيقاف المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني والتوجه إلى مفاوضات في حوار مفتوح بين المكونات الفلسطينية من أجل بناء الوحدة الفلسطينية التي تبقى السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق وبناء الدولة الفلسطينية. - وما المطلوب مغربيا، خاصة أن الملك محمد السادس هو الذي يرأس لجنة القدس؟ < أتوجه بالمناسبة إلى جلالة الملك لعقد اجتماع عاجل للجنة القدس لأن القدس، وخاصة المسجد الأقصى، أصبح مهددا بالانهيار بعد أن استأنفت إسرائيل حفر الأنفاق تحت باب المغاربة، بالإضافة إلى استكمال إجراءات عزل القدس عن محيطها الفلسطيني من خلال بناء المستوطنات من طرف الكيان الصهيوني. من جهة أخرى، لابد من الانتباه إلى مخاطر التطبيع مع هذا الكيان من طرف بعض «المطبعين» المغاربة، لأن ذلك يشكل دعما مباشرا لجرائم الصهاينة، وفي الوقت نفسه يشكل طعنة من الخلف للشعب الفلسطيني الذي يعيش كل أنواع الحصار والتقتيل والتجويع.