تحتفل أسرة القوات المسلحة الملكية ومعها الشعب المغربي ، غدا الأربعاء14 ماي ، بالذكرى الثانية والخمسين لتأسيس هذه القوات . وقد شهدت القوات المسلحة الملكية على امتداد سنوات الاستقلال تطورا نوعيا سواء من حيث التكوين والتدريب واكتساب المزيد من الخبرة، أو من حيث التأطير والكفاءة في استعمال أحدث التكنولوجيات المتطورة في المجال العسكري، وعلى مختلف المستويات البرية والجوية والبحرية. وقد رأت النور سنة1956 على يد الملك محمد الخامس رحمه الله، ودطلعت مند ذلك بمهام أخرى منها الانخراط في الاوراش الاجتماعية والاقتصادية وتقديم المساعدة خلال وقوع الكوارث.وفي هذا الصدد يمكن التذكير بعملية تافيلالت سنة1956 التي تم اطلاقها عقب احوال الطقس القاسية التي شهدتها اقاليم المنطقة الشرقية الجنوبية من المملكة خلال فصل الشتاء حيث ساهمت القوات المسلحة الملكية بكل إمكانياتها من خلال تجديد واقامة بنيات تحتية لفائدة الساكنة القروية بهذه المنطقة، وكذلك الشأن خلال زلزالي اكادير سنة1960 و الحسيمة سنة,2004 حيث تعبأت من أجل تقديم المساعدة للساكنة المنكوبة والمساهمة في إعادة بناء المدينة المدمرة . وتظل ذكرى المسيرة الخضراء لحظة مشرقة في تاريخ المؤسسة العسكرية سواء على مستوى الإعداد اللوجيستيكي أو على مستوى التأطير والأمن والدعم والتموين والنقل والخدمات الاجتماعية المتنوعة. وعلى المستوى القومي، لم يتخلف الجنود المغاربة عن الموعد حيث يسجل لهم التاريخ مشاركتهم البطولية في حرب أكتوبر1973 في الجولان وسيناء. وعلى صعيد عمليات حفظ السلم شاركت القوات المغربية في استتباب الامن في مناطق التوتر في العالم . وكانت أول تجريدة أوفدها الراحل محمد الخامس سنة1960 الى الكونغو لتتوالى بعدها المهمات الإنسانية في البوسنة وكوسوفو والصومال والكوت ديفوار وهايتي، وهي مشاركة تركت صدى طيبا لدى المنتظم الدولي. وترسيخا لصورته كجيش عصري منفتح، فتحت المؤسسة العسكرية أبوابها أمام الكفاءات النسائية متيحة لها آفاقا واسعة لاثبات الذات ولعب دور متميز في مختلف المصالح التابعة لها.ويعود التحاق المرأة بصفوف الجيش إلى سنة,1963 كطبيبة أو ممرضة أو مساعدة اجتماعية أو إدارية أو تقنية في القوات الجوية او الاتصال اللاسلكي. وتم تأسيس اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، بقرار من الراحل الملك الحسن الثاني في22 اكتوبر,1996 وأحدثت من طرف الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بالظهير المصادق عليه في ماي.2000 وتضطلع هذه اللجنة بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في مجال التراث العسكري وانشاء بنيات لحماية هذا التراث وإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع مجموعة من الدول في هذا المجال من أجل تبادل التجارب.