يخلد حماة الوطن، اليوم 14 ماي، الذكرى الثانية والخمسون لتأسيس القوات المسلحة الملكية التي شهدت على امتداد سنوات الاستقلال تطورا ملموسا من حيث التكوين والخبرة، أو من حيث التأطير والكفاءة في استعمال أحدث التكنولوجيات المتطورة في المجال العسكري، وعلى مختلف المستويات البرية والجوية والبحرية، "" وكانت مؤسسة Forecast الدولية المختصة في الشؤون العسكرية والدفاع قد أشارت في تقرير سابق أن عدد أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية يصل إلى 250 ألف جندي، 175 ألفا منهم في القوات البرية موزعين بين منطقتين عسكريتين كبيرتين: المنطقة الشمالية التي يوجد مقرها في الرباط والتي تهتم بالدفاع على الحدود مع الجزائر والحفاظ على الأمن الداخلي، والمنطقة الجنوبية ومقرها بأكادير وتهتم بمحاربة انفصاليي البوليساريو. فيما يتراوح عدد القوات البحرية ما بين 7500 رجل و 10 آلاف، في الوقت الذي يبلغ عدد القوات الجوية 13500 رجل موزعين على القواعد الجوية في القنيطرة ومراكش ومكناس والرباطسلا وسيدي سليمان إضافة لقواعد متنقلة بالجنوب. وتتوفر القوات الجوية المغربية على 95 طائرة حربية و 24 طائرة مروحية هجومية وعلى قدرات استخباراتية إلكترونية مهمة وينتظر ان يستلم المغرب طائرات أمريكية حديثة من نوع إف 16 خلال الأشهر القادمة . وكان للقوات المسلحة الملكية، حضورها المتعدد الأبعاد، أولا، على المستوى الوطني بالدفاع عن حوزة التراب الوطني ووحدة أراضيه ومواجهة المرتزقة وفلول الانفصاليين، إذ يمثل بناء الجدار الأمني أحد المنجزات العسكرية المتميزة، التي قدمت في شأنها أغلى التضحيات، وبالمساهمة الفعلية بوضع كل ما تتوفر عليه من وسائل وإمكانيات لتلبية النداء الوطني كلما واجه المغرب كارثة من الكوارث (حرائق، فيضانات، زلزالي أكادير والحسيمة) ثانيا، على المستوى القومي بالمشاركة الفعلية في حرب أكتوبر 1973 في الجولان وسيناء، حيث لم تتخلف القوات المسلحة الملكية عما أملاه الواجب القومي على المغرب من مسؤوليات والتزامات، وقد كانت هذه المشاركة مفخرة للمغرب والمغاربة، يسجلها التاريخ العربي اليوم بمداد الفخر والاعتزاز. ثالثا، على المستوى الدولي، بمشاركة القوات المسلحة الملكية في قوات حفظ السلام، حيث شاركت هذه القوات في مثل هذه العمليات السلمية في الكونغو والبوسنة وكوسوفو والصومال والكوت ديفوار وهايتي، وهي مشاركة تبين كيف تحظى قواتنا المغربية بتقدير المنتظم الدولي، ومن خلالها كيف هي مشاركة المغرب على المستوى الدولي في تسوية النزاعات بكيفية سلمية.