أقابل بالرفض كلما تقدمت لأي عمل لأنني مرتدية للحجاب، فمادا أفعل وأنا محتاجة للعمل، فالجميع ينصحني أن أنزع الحجاب حتى أحصل على العمل، لكنني أرفض الفكرة، ومحتارة في نفس الوقت، فما العمل ؟ أختي الكريمة: الحجاب فريضة الله تعالى على بنات حواء، بل وضع دستورا للأخلاق جاء الحديث عن الحجاب في سياقه كما قال سبحانه وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أوآبائهن، سورة النور: 31 . وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء وقد بدا منها بعض ما يجب ستره: يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يحل منها إلا هذا وذاك، وأشار إلى وجهه وكفيه. والحجاب من الفرائض المقطوع بوجوبها ولا خلاف في فرضيته، ولا يجوز التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف، حتى لو كان للقمة العيش، فإنه يمكن للإنسان أن يعيش بأقل مما يعيش غيره، على ألا يتهاون في دينه، أو يبيعه، وإن كنت من أهل الحاجة والعوز، فقد أوجب الله تعالى لك حقك من زكاة مال المسلمين، فهذا حقك ولا يتفضل به أحد إليك، ولئن تذهبين للجان الزكاة لأخذ ما فرض الله تعالى خير من خلع الحجاب. بل مثلك أولى من غيره لأخذ الزكاة والصدقة، وهو نوع من التكافل الاجتماعي الذي أوجبه الله تعالى على المجتمع المسلم فيما بينه، وليس من باب التفضل. كما أن المرء لن يرحل من الدنيا إلا وقد استوفى رزقه، كما ورد عن حذيفة قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل صلى الله عليه وسلم نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم بسط الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار. فأنت يا أختاه في ابتلاء، فاصبري واحتسبي، واجعلي نصب عينيك ما ورد عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. رواه الترمذي. فأكثري من الدعاء أن يهبك الله تعالى رزقا عن طريق الطاعة، وأن يحفظك عليك حجابك، فهو رمز عفافك . حفظك الله تعالى بحفظه، وأوسع لك من رزقه، وأفاض عليك من النعيم في الدنيا والآخرة ما تقر به عينك. ولا تنسني من صالح دعائك.