مشكلتي أن أمي تتصرف تصرفات غير أخلاقية لا تناسب مجتمعنا وديننا الحنيف حيث إنها تعود إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل وتضع مساحيق التجميل ورغم أنها في الأربعين ترتدي ملابس مكشوفة.. حاولت بدوري أن أنصحها بسبب أن ذلك قد بدأ يؤثر على سمعتنا، لكن محاولاتي باءت بالفشل. فهل يمكنني أن أضغط عليها بمقاطعتها وإني على يقين بأفعالها المنافية للدين لكنني لا يمكن أن أستعرض هنا كل أفعالها. الحب يصنع المعجزات، فيبدو أن علاقتك مع والدتك متوترة، وليس بينكما حوار أو صداقة ، فإن استطعت أن تصلي إلى حب أمك، من خلال وسائل متعددة، من قيامك بخدمتها على الوجه الأكمل، ومن خلال بعض الهدايا، ومن خلال الجلوس معها والحوار فيما يهمهما من قضايا، اجعلي نفسك صديقة لها قبل أن تكون بنتها، فالإحسان يا أختي يقلب الأمور، وصدق القائل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ولطالما استعبد الإحسان إنسانا قد يكون من غير المقبول في المرحلة الأولى الحديث معها مباشرة، ولكن أشعريها بدون كلام، فالناس لا تحب النقد، ولكن إشعارهم بالخطأ أمر هام، ولهذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يشير إلى الفعل دون ذكر أصحابه، فيقول: مال بال أقوام يفعلون كذا . واعلمي كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فترفقي بأمك، وانظري مفاتيح قلبها، فإن فتح الله تعالى لك قلب أمك، فقد فتح لها طريقا للصلاح. وهناك أمر أخير، وهو أننا دائما نركز في نظرتنا على الأشخاص بما يعلمون من سيئات، وما يتصفون به من أخلاق سيئة، أمك يا أختي ليست شيطانا، ولكنها إنسان يخطئ ويصيب، قد يكون الخطأ في هذه الفترة خ حسب ما ذكرت خ كثيرا ، ولكنه ليس متأصلا فيها، فانظري لأمك بنظرة صادقة، شجعيها على الأخلاق الفاضلة، انظري محاسن أفعلها، واشكريها عليها، فإن إحدى وسائل محاربة الشر، تنمية الخير، فكلما كبرنا الخير في الناس، كلما ماتت فيهم نوازع الشر.