برقية رقم ABAT003041975صادرة من السفارة الأمريكية في الرباط بتاريخ 20 يناير 1975 إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن ونزعت عنها السرية في 5 يوليوز 2006. الموضوع: المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية 1 ـ عقد الجناح اليساري لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والذي أسس مؤخرا في العام الماضي بعد عامين من الانشقاق حزبا جديدا هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، مؤتمرا استثنائيا ما بين 10-12 يناير حضره ما بين 700600من مناضليه. وقد توزع المشاركون على عدة فئات مهنية ( عمال ، فلاحون ، مثقفون ، طلبة ...الخ) جاءوا من مختلف المناطق فيما عدا الحسيمة، حيث لم يصرح للحزب بالاشتغال فيها منذ تمرد عام 1958. وقد أرسلت تونس والعراق فقط مبعوثين إلى المؤتمر. بينما وصلت رسائل عديدة من دول أخرى خاصة من شرق أوروبا. والحضور كان عموما ضعيفا وأقل من مؤتمر الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في ديسمبر وبعيدا جدا في ضعفه أعلن عن انشقاق 3500 عضوا عن مؤتمر حزب الاستقلال. و حضر السفير الأمريكي الجلسة الافتتاحية ضمن نصف دزينة من السفراء، أو ما يناهز ذلك؛ معظمهم من العرب أو من أوروبا الشرقية. وقد حضرها أيضا قيادات أحزاب الاستقلال والشيوعي، ومن اليمين حضرت أيضا قيادات الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية. 2 ـ السياسات الدولية: بينما كان التقرير المذهبي للحزب يقرأه الرجل الثالث في الحزب عمر بن جلون والذي أكد بشكل مطول على ضرورة بناء اشتراكية إسلامية في المغرب المعتدل ، وعلى انفتاح براجماتي فيما يقترب من خطب الزعيم بوعبيد في المؤتمرات. وطالب بوعبيد بوحدة جميع عناصر المجتمع لبناء ديمقراطية حقيقية ولتأميم عدد من القطاعات الاقتصادية و بعفو عام عن المعتقلين السياسيين. وقد ركز بوعبيد وآخرون على القمع الشديد الوطأة الذي عاني منه الحزب خلال العقد الأخير. وكان أبرز ما في المؤتمر تشغيل شريط مسجل يحمل رسالة من عبد الرحمن اليوسفي زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنفي الذي طالب بالسماح له بالاستقالة من المهام القيادية في الحزب واعتباره مناضلا بسيطا فيه. وأكد بوعبيد أيضا أن المؤتمرلم يجتمع للانخراط في الانتخابات لأن شروط المشاركة لم يطرأ عليها تغيير وأن هذا الحزب لم يسمع أي شيء محدد من القصر حول الانتخابات. ومع ذلك ، واصل الإعلان عن استمرارية دعمه للكتلة الوطنية التي تجمعه مع حزب الاستقلال وأوضح بأن الحزب سوف يأخذ في اعتباره بكل جدية أية مقترحات جادة في شأن الانتخابات. 3 ـ الشؤون الخارجية: وبطبيعة الحال تبني الحزب المواقف اليسارية في دعم حركات التحرر على امتداد العالم وحظيت الحالة الفلسطينية بأكبر اهتمام كما هو متوقع . وأشاد أبو مروان ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في المغرب بالمؤتمر وبتضامنه مع الفلسطينيين خلال كلمته. وبخصوص الصحراء ، نوه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالدبلوماسية المغربية التيعرضت الأمر على محكمة العدل الدولية .( وكانت قيادات الحزب قد قالت في المناقشات بأن بوعبيد هو الذي اقترح فكرة اللجوء إلى محكمة العدل الدولية على الملك كوسيلة للخروج من المأزق خلال الصيف )كما نوه بالموقف البناء لموريتانيا. 4 ـ الأجهزة: انتخب المؤتمر مكتبا سياسيا من سبعة رجال واختير بوعبيد ككاتب أول. كما اختير 35 عضوا للجنة التنفيذية و70 عضوا للجنة المركزية وانتخبت منها لجان مصغرة للتحكيم والرقابة. 5 ـ تعليق: كان المؤتمر مناسبة جيدة لبوعبيد وجهوده لإظهار أسلوبه وفلسفته المعتدلة. وبعد وفاة علال الفاسي فإن بوعبيد أمسى الشخصية المعارضة الأكثر أهمية.ويظهر أنه يعتبر كذلك من قبل القصر. ومواقفه المعتدلة ربما توحي لأول وهلة بأنه يسعى لحيازة على ثقة الملك بعد أن تم استنزاف قيادات الحزب. 6 ـ وفي ذات الوقت، فإن الحزب قد عانى كثيرا من بطش النظام؛ وهناك شواهد على أن عددا من أعضائه يفضلون انتهاج خط أكثر تشددا . والرجلان الثاني والثالث من رجال الحزب؛ محمد اليازغي وعمر بن جلون قد أمضيا معظم العامين المنصرمين ونسبة معتبرة من العقد الماضي في السجن وتعرضا لمحاولة اغتيال عام 1973 عن طريق طرود ملغومة يعتقد على نطاق واسع أنها قد دبرت من قبل النظام. وقد تعرض أيضا ما بين 10إلى35 من أعضاء الحزب خلال السنوات الأخيرة للسجن بتهم سياسية. وقد أكد بوعبيد أن شروط الحزب بشأن الانتخابات لازالت هي هي لم تتغير وأن هذا المؤتمر لم يستدع للتصديق عليها. وأن هذا المؤتمر كان القصد من دعوته للانعقاد يبدو لتأكيد تلك المواقف ولتشبيب أطير وضخ دماء مثقفة وأكثر راديكالية في صفوفه. 7 ـ في التحليل الأخير: ومع أننا نعتقد أن حزب الاتحاد الاشتراكي مثله في ذلك مثل حزب الاستقلال الذي أعلن بدوره الأسبوع الماضي بأنه مستعد لخوض الانتخابات على أساس نفس الشروط التي أعلنها بوعبيد، سوف يدرس أي مقترحات من لقصر حول الانتخابات بعناية وسوف يفكر طويلا وبعمق قبل أن يرفضها. والاتحاد الاشتراكي مثل باقي الأحزاب في غاية الضعف، ومن المحتمل أن بوعبيد يرى أن مقاربة إيجابية تجاه النظام هي الاتجاه الواقعي الوحيد للعمل في الوقت الحاضر.