برقية رقم RABAT06158مرسلة من السفارة الأمريكية إلى وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن بتاريخ تاسع عشر دجنبر1975. الموضوع : اغتيال شخصية معارضة بارزة. 1 ـ اغتيل في الدارالبيضاء بعد ظهر يوم 18 ديسمبر، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية المغرب العربي، عمر بن جلون العضو القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس تحرير جريدة الحزبالمحرر ، وقد ضرب عمر بن جلون حتى الموت بقضيب من حديد ،أمام بيته ، من قبل صانع أحذية يدعي سعد محمد الذي اعتقل على الفور. والدافع غير معروف بعد وفق ما نشرته وكالة أنباء المغرب العربي. والتحقيقات جارية بكل فعالية. 2 ـ وقد كان بن جلون مناضلا معارضا نزيها ذو مصداقية لا تشوبها شائبة، مه ما عرف عنه من بعض اللين مؤخرا . وكان بنجلون قد سجن بسبب نشاطه السياسة خلال الفترات من 1963 إلى 1965 و1966 إلى1967. وفي يناير 1973 كان قد نجا من محاولة اغتيال غير ناجحة بطرد ملغوم أرسله جناة مازالوا غير معروفين.وقد سجن مرة أخرى في اضطرابات مارس 973. وأفرج عنه آخر مرة في سبتمبر 1974. واستمر بن جلون بعد ذلك في نقده الشرس لمعظم سياسات النظام ولكنه كان يؤيد بقوة جهود الحكومة من أجل ضم الصحراء الغربية. مع أن قيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد كان غيابها عن مسيرة الصحراء الأخيرة واضحا. موقفه من الصحراء و بالخصوص ملاحظاته في نوفمبر على النقاش بين محامين إسبان جزائريين في باريس ، استحق علها لقب المعارض المتحذلق والمزور ولاعق الأحذية من طرف وسائل الإعلام الجزائرية. 3 ـ تغطية حادثة القتل تواصلت سواء من الصحافة الشبه رسمية أو المعارضة، دون أي إشارة من جهة أخرى إلى أن الحادثة سوف يعتبر قضية سياسية. وفي تقريرها الأكثر تفصيلا عن الحادث؛ قالت المحرر إن الجاني استخدم سكينا وكان معه اثنان من المرافقين فشوهدا وهما يلوذان بالفرار. واشارت الصحيفة إلى أن سعد محمد كان سليم العقل ومدربا على مثل هذه الجريمة. بعد أن اتجهت بعض الروايات إلى محاولة الادعاء بأن سبب الجريمة هو الجنون فيم رجح تقرير الصحيفة أن القتل قد تم عن عمد وسبق ترصد دون الذهاب إلى حد الاتهام الصريح. معظم وليس كل المراقبين يستبعدون فكرة تورط أجهزة الأمن السري حيث القول بذلك سيكون غير معقول وخطرا. وهناك من يرى احتمال وجود أيد جزائرية بسبب مساندة بن جلون للسياسية الحكومية حول الصحراء وانتقاداته غير المعهودة والمحرجة للموقف الجزائري.