الاتحاد الاشتراكي سيكون تحت الضغط لإظهار مدى وطنيته وإن كان لا يتفق مع الملك في الصحراء! برقية رقم 04996171914 صادرة من السفارة الأمريكيةبالرباط الي وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن بتاريخ وتم نزع السرية عنها في 6 يوليوز 2006. الموضوع : رد الفعل المحلي على التطورات الأخيرة 1 ـ خطبة الملك : دعا الملك في خطابه يوم 16 أكتوبر بقوة وبلغة مؤثرة من الشعب مساندة المسيرة (يقصد المسيرة الخضراء). وقد كانت استجابت الحكومة المغربية لنداء الملك سريعة وفورية. حددت نقاط تجميع المتطوعين واستمرت المركز؛ على الأقل في المدن الرئيسية تعمل بحماس ونشاط طول اليوم. بينما مظاهرات التأييد التي خرجت للشوارع مباشرة بعد الخطاب في الليلة الماضية على إثر الخطاب يبدو أنها قد تم الحث عليها من الجهات الرسمية وأخرى بدا أنها قد خرجت بعفوية . فانطباعنا المبدئي هو ذاك في هذه اللحظة. هناك دعم شعبي حقيقي وأصيل للمقترح . وقد تم رصد بعض حركات نقل المدنيين في الشاحنات على الطريق بين الرباطوالدارالبيضاء ولكن ليست ذات أهمية كبيرة. 2 ـ كانت قيادات الأحزاب السياسية حاضرة في القاعة أثناء إلقاء الملك لخطابه ولكن حزبين فقط تفاعلا على نحو علني إلى أبعد حد . زعيم حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عبد الله إبراهيم الذي كان في الفترة السابقة قد تميز بصمته الطويل أصدر بيانا نقلته على الفور وكالة الأنباء الرسمية وصف من خلاله اقتراح الملك بأنه عمل يستجيب كلية لضروريات الوضع. وبيان من المحجوبي أحرضان زعيم الحركة الشعبية قال بأن أعضاء من حزبه قد سجلوا أنفسهم بالفعل للمشاركة في المسيرة المسيرة . وربما يعود تأخر ردود أفعال كبريات الأحزاب عن الخطاب الملكي إلى كون جرائد أغلب الأحزاب لم تتمكن من تضمين مواقفها في الطبعات التي كانت قد صدرت لعدد يوم السابع عشر من أكتوبر ولكنهم ربما سيعبرون عن مواقفهم في أقرب فرصة مواتية. ودعم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ضروري بسبب قربه من أكبر اتحاد عمالي مغربيالاتحاد المغربي للشغل؛ والذي أغلبية أعضائه يتمركزون في الدارالبيضاء. 3 ـ وقد أخبرنا مصدرمن وزارة الخارجية بأن زيارة الرئيس البلغاري تيودور زهيفكوف التي كانت مقررة أن تبدأ يوم التاسع عشر من أكتوبر قد تم تأجيلها بسبب انشغالات الملك. والذي من الممكن أن يكون مثيرا للاهتمام ما جاء قي تقرير لوكالة الأنباء التونسية دات من كون الملك قد استدعي سفير تونس إلى مراكش يوم 17 أكتوبر من أجل عشاء مناقشة. 4 ـ واصلت صحيفة المعارضة لوبينيون في 17 أكتوبر هجومها على تقرير لجنة تقصي الحقائق لمحكمة العدل الدولية في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية؛ وقد نعثت صحيفة حزب الاستقلال لوبينيون في عددها ليوم السابع عشر من أكتوبر هذا الرأي الاستشاري بأنه مصيبة، وقالت الجريدة إن كل كلمة في تقريراللجنة تضع أمام القضية المغربية معضلة عويصة لا توصف. وبالنسبة للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية فقد قالتلوبينيون إن موقف المحكمة متناقض وأن العناصر السياسية يبدو أنها قد أربكت المحكمة واتهمت هذا الرأي بأنه مراوغة قانونية وبأنه تشويه للتاريخ ومتأثر بالمصالح الاستعمارية. أما جريدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المحرر ففي عددها الصادر يوم 17 أكتوبر؛ فإنها وبينما كانت لوبنيون تطفئ أضواء الحكومة فقد تركت الباب مفتوحا قائلة بأنه رأي يصد تطلعات الخصوم. 5 ـ شنت لوبينيون حملة ضد الجزائر والبوليزاريو في 16 أكتوبر؛ وأكدت أنه ما بين 2و4 يوليوز 1957 توصل بومدين مع السوفييت إلى اتفاق على خطة لتوقير الدعم للبوليزاريو. والاتفاق المزعوم يتضمن مستشارين سوفييت في تندوف ،أسلحة سوفيتية ، تدريب واحتمال منح قواعد عسكرية بحرية للسوفييت في الصحراء المحررة. ويقول المقال بأن بوتفليقة لم يكن على علم بهذه التطورات عندما كان يجري مفاوضات في 4 يوليوز مع الحكومة المغربية ونتيجة لذلك فهو يواجه مشكلة. 6 ـ هاجمت البيان لسان حال حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي) الولاياتالمتحدة في مقال مطول بتاريخ 16 أكتوبر متهمة إياها بمساندة الإسبان في قضية الصحراء مقابل الترخيص ببناء قاعدتين في جزر الكناري.وقالت الجريدة : إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتخلي عن حيادها بسرعة لو أن الحكومة المغربية على سبيل المثال تخلت عن اعتدالها في الشرق الأوسط. وتتهم المقالة الولاياتالمتحدة بتفضيلها استقلال الصحراء لتحصل بسهولة على منافذ للفوسفات وتتمكن من حرمان المغرب من احتكاره. واتهم المحرر أيضا في 14 أكتوبر الولياات المتحدة بأنها مهتمة ببناء قاعدتين ضخمتين في جزر الكناري وتفضل كيانا مستقلا ضعيفا في الصحراء خدمة لمصالحا الاقتصادية. 7 ـ تعليق: من الصعب الحكم على عمق الدعم الشعبي للمسيرة . ولكن الرد العفوي كان مؤثرا؛ وسيكون مفيدا النظر إلى ردود أهم أحزاب المعارضة؛ الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ الذين سيكونان تحت الضغط لإظهار مدى وطنيتهما وإن كانا لا يتفقان مع قرار الملك. 8 ـ يبدو أن قصد الملك هو تطويق أي نزاع عسكري وتجنبه مع مواصلة المباحثات في الأممالمتحدة؛ التي أصبح موقفه فيها ضعيفا. وتحتل البوليزاريو حيزا كبيرا من تفكير المغرب هذه الأيام ، و قد حذر الملك في خطابه بأن المسيرة نحو الصحراء ستكون محمية ضد غير الأسبان مما يظن معه بأنه يشير إلى البوليزاريو والجزائر.