أكد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي أن النفس الجديد لإصلاح التعليم أو ما سمي خطأ بالبرنامج الاستعجالي، سيرى النور في ماي المقبل، على أن يمتد العمل به لأربع سنوات علما أن عشرية الإصلاح التي تبناها ميثاق التربية والتكوين لم يتبق منها إلا سنتين، وأبرز الوزير في لقاء جمعه ببعض الصحفيين الجمعة المنصرم بمقر الوزارة، أن النفس الجديد له أربع أولويات أساسية، تتمثل الأولى في إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية خاصة في الوسط القروي، مذكرا بكون 75% من مؤسسات التعليم العمومي بدون ماء صالح للشرب، و60% بدون كهربة، و80% بدون مرافق صحية، وهذا بحسبه إهانة لكرامة المتدخلين في المدرسة على اعتبار أنه لا يمكن أن نطلب من أستاذ فعل كذا وكذا، وهو لا يتوفر على ماء أو حتى على مرافق صحية. أما الأولوية الثانية بحسب اخشيشن، فتتمثل في محاربة الهدر المدرسي الذي يستنزف طاقات لا تتصور حيث تفقد المدرسة الوطنية سنويا %2 من الناتج الخام في الهدر المدرسي والتكرار، وأوضح المسؤول الحكومي أن التكرار ممنوع لدى بعض الدول كأنجلترا، في حين أن المغرب لوحده لازال ينقط على ,20 مشيرا إلى أن الهدر المدرسي مرتبط بنسبة عالية بنا نحن، بما في ذلك عدم توفر المتعلمين على الكتب المدرسية، والاكتظاظ لعدم توفير البنيات التحتية بحيث لازال الخصاص في بناء الإعداديات يقدر بحوالي 1000 ثانوية إعدادية، وقال إنه لم يتم الاجتهاد في توفير شروط التمدرس في الإعدادي بل تم تفريخ ما يسمى بالفرعيات أو الملحقات. وبخصوص الأولوية الثالثة للنفس الجديد، ذكر اخشيشن أنها ستركز على محاربة التغيبات، وكشف عن رقم مليون 860 ألف يوم من التغيبات خلال سنة 2006 علما أن مليوني يوم غياب يعادل بناء 80 إعدادية، مؤكدا أننا لا نحرك ساكنا فيما يخص التغيبات التي قد يكون بعضها فعلا مبررا، كما سجل الوزير غياب من نوع آخر حينما تحدث عن عدم إنجاز الحصة الكاملة للمدرسين مشيرا على سبيل المثال أن 15% فقط من أساتذة الثانوي التأهيلي ينجزون الحصة الكاملة في حين أن 85% لا ينجزونها.إلى ذلك سجل اخشيشن كون محاربة الاكتظاظ ضمن رابع الأولويات مبرزا أن الظاهرة سببها موضوعي من جهة كالانفجار السكاني نحو الحواضر ثم بسبب اختلال في التدبير وخصاص في الموارد البشرية من جهة أخرى. من جهة أخرى كشف اخشيشن عن احترامه للشركاء الاجتماعيين للوزارة وتحدث عن وجود 28 نقابة تعليمية بالإضافة إلى الجمعيات مشيرا على أنه يتعامل مع خمس نقابات تعليمية الأكثر تمثيلية وأنه لا يعترف بمن يمثل فئة بل يعترف بمن يمثل مصالح مرتبطة بالقطاع واستغرب إقدام من أسماهم بالجمعيات الدعوة إلى خوض إضرابات.