كيف تقيم مرور سنة على المقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية؟ من المؤكد أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب السنة الماضية، أعتقد أنه مشروع متقدم، وينسجم جوهريا مع أهم التوصيات الأممية بخصوص الصحراء. بل ويقدم آليات جوهرية من أجل إيجاد حلّ نهائي للنزاع الذي استمر أكثر من 30 سنة، لكن يبدو أن الأطراف الخارجية الأخرى، وأقصد البوليساريو والجزائر، حاولت خلال سنة كاملة إعاقة هذا المشروع، والمحاولة دون أن يكون أرضية للتفاوض. وهو ما حال دون أن تكون هناك مفاوضات في الجوهر، وأن تبقى في دائرة ما هو شكلي. بعد جولات المفاوضات بين الطرفين، المغربي والبوليساريو، يسود اليوم تشكيك في جدواها، هل وصلت إلى الباب المسدود؟ بالفعل، هناك تشكيك من الأطراف في جدوى المفاوضات، بعد الجولات الأربع التي تمت، وحتى التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، تحدث بصراحة عن أن المفاوضات بين الطرفين دخلت إلى مأزق سياسي. وأرى أن هناك شعور على المستوى الإقليمي والدولي، يشير إلى أن المفاوضات قد لا تفضي إلى شيء محدد، وربما هذا هو السبب في الموقف المغربي بعد الجولة الرابعة، الذي أكد وجود صعوبة في إحراز تقدم ملموس دون المشاركة الفعلية والمباشرة للجزائر في المفاوضات. وأعتقد أن البيان الذي أعلنته وزارة الخارجية المغربية عقب الجولة الرابعة من المفاوضات، ودعت فيه إلى فتح الحدود مع الجزائر، يسير في هذا الاتجاه، فهو يحمل إدانة ضمنية لهذه الأخيرة، لجهودها غير المحمودة في إفشال الجولات السابقة، والحيلولة دون التقدم فيها، فالبيان لم يكن قصده الأساسي أن يقبل الجزائر بفتح الحدود، وإنما هو إدانة لها لتحركاتها بإفشال هذه المفاوضات. ومن تم فالقضية في العمق هي بين المغرب والجزائر. كيف تتوقعون مستقل الحكم الذاتي والمفاوضات؟ كما قلت آنفا، فالمفاوضات لن تفضي إلى شيء، إلا إذا تقدمت القوى الكبرى مثل فرنسا وأمريكا بأرضية معينة، ووافقت الجزائر على التفاعل معها، وذلك بالدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب، أما إذا استمرت المفاوضات بالطريقة التي تمت بها لحد الآن، وبقيت حبيسة الشكل، أرى أنه ربما سيعلن المغرب في أي لحظة، عن توقفه عن السير في هذا المسار، وقد يعلن عن خطوة متقدمة أخرى، وهي تطبيق مشروع الحكم الذاتي في الصحراء من طرف واحد... أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية الحقوق- فاس