أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، متزوجة منذ 8 أشهر بزواج وفق مشورة وموافقة أهلي، عمر زوجي 31 سنة، قصتي بدأت من أول يوم في الزواج؛ فقد كانت صدمتي كبيرة جدا عندما اكتشفت أن زوجي عاجز جنسيا من أول يوم زواج؛ فقد أصابته نوبة عصبية كبيرة، فقمت بتهدئته وذكرته بالله، وبعد مرور عدة أشهر على الزواج بقي المشكل كما هو، ووجد الطبيب أن المشكل أعقد بسبب ضمور، كما قام الدكتور بعمل فحص لمعرفة مدى قدرته على الإنجاب فكانت النتيجة أيضًا ليست جيدة، لا يستطيع الإنجاب حتى بالطرق الحديثة؛ لهذا أريد الانفصال ولا يردني عن الموضوع أي شيء! غير أني أريد أن أعلم رأي أصحاب الاختصاص في الموضوع، هل أنا على حق لو طلبت الانفصال؟ تقول د.ليلى الأحدب مستشارة صفحة مشاكل وحلول الشباب بموقع إسلام أون لاين لطالما ذكرت في إجاباتي أن البحث عن شريك الحياة يعني البحث عمن يستطيع تحقيق الإرضاء المعنوي والمادي، وأحد أهم مقومات الزواج هو الإرضاء الجنسي الذي يشمل البعدين العاطفي والجسدي معا، وأحدهما معنوي والآخر حسي، وهو بهذه الحالة نعمة كبيرة وآية من آيات الله قوامها المودة والرحمة اللتان تؤديان إلى الشعور بالسكينة في الحياة الزوجية. أما في حالتك فقد انقلب المشترك الجنسي بينكما إلى نقمة حتى تطورت بك الحالة إلى الرفض التام لهذه العلاقة المنفرة، إضافة إلى انعدام القدرة الإنجابية لدى زوجك مما يعني غياب وظائف الجنس في حياتك فلا هو للتواصل ولا هو للتناسل، فما الفائدة من علاقة كهذه إذن؟! ثم تأتي طامة أخرى وهي الإنفاق، وهو حق للزوجة على الزوج فإذا بك أمام رجل بخيل لا يحقق لك شيئا من الاستقلال عن أهلك، بل هم من يقضون لك حوائجك، وإذا كنت ربما أنصحك بأن تطلبي من أهلك أن يتدخلوا لصالحك في هذا الموضوع وأنه كرجل يجب أن ينفق عليك، فمن ذا الذي سوف يتدخل لصالحك في الأمر الجنسي وهو معدوم عنده تماما؟! تسألين عن حقك في الطلاق؟! فإذا لم يكن طلب الطلاق لمثل حالتك فلمن شرعه الله يا أختي الكريمة؟! أما رأي الشرع فيقول د. محمد سعدي وهو باحث شرعي بـإسلام أون لاين.نت: دائما ما ننصح من يقدم على الزواج أن يبين للآخر ما فيه من العيوب الخِلْقية قبل الزواج حتى يكون الطرف الآخر على بصيرة من الأمر، والمرأة في سؤالنا هذا بإمكانها أن تطلب من زوجها الطلاق للضرر الواقع عليها بسبب عقمه وعدم قدرته على الوطء بصورة مرضية، فلا حرج على هذه المرأة في طلب الطلاق؛ نظرا لما في عدم الإنجاب من حصول الضرر، وفوات أعظم المقاصد من الزواج، فإن أجابها الزوج لهذا كان حسنا، وإن رفض الطلاق فبإمكان المرأة رفع الأمر للقضاء حتى يطلقها القاضي منه مع احتفاظها بالحقوق المادية المترتبة على الطلاق، فإن لم يتيسر لها الحصول على الطلاق فبإمكانها أن تفدي نفسها بمال، والله أعلم.