السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة عندي 32 سنة، متزوجة منذ شهرين وحامل الآن، ولكني منذ شهر وأنا أفكر في أن أنفصل عن زوجي؛ لأنني اكتشفت فيه عيبًا لا أحبه أبدا وهو الأنانية الشديدة؛ فأنا أكره هذه الصفة جدا جدا، وبالرغم من أني أخذت وقتًا طويلا في الزواج منه وكانت فترة الخطوبة طويلة، وبذلت أقصى ما في وسعي للتعرف على زوجي، فهو زواج صالونات، لم أكن أعرف زوجي من قبل، وعندما تقدم لي لم أتسرع، بل أخذت أسأل عنه، وأحاول أن أستكشف شخصيته، واستخرت الله وتزوجنا. المشكلة أن به صفات أخرى اكتشفتها وهي تضايقني منه، وهناك صفات أخرى كنت أعرفها قبل الزواج، وكنت أتصور أني سوف أستطيع أن أغيرها، ولكني فشلت، ولكن هذه الصفة بالذات (وهي الأنانية) من الصفات التي أكرهها جدا جدا، ولا أعرف كيف لم أكتشف ذلك في فترة الخطوبة؛ فإنه لم يظهر هذه الصفة أبدا، بل بالعكس كان يؤثرني على نفسه أكثر من مرة. ولكن بعد الزواج اكتشفت أنه يفعل كل ما يريده هو، بغض النظر عن ضيقي، ولكنه يفعل ذلك بصور متعددة؛ مرة باستغلال حبي له واستعطافي، أو أن تكون ظروف الموقف في صالحه، المهم أن ما يريده هو يتحقق ولكن بطريقة تظهر أنه هو الذي يستعطفني لتحقيق ما يريده، وأنه لا يفعل ذلك غصب عني ولكنه مضطر، وأن ذلك لمصلحتي.. حتى في العلاقة الخاصة يكون أنانيا فيها؛ فهو يسألني أكثر من مرة عما أحبه، وأرد عليه بصراحة، وبالرغم من ذلك يفعل ما يريده هو. أنا في منتهى التعاسة، وأحس بالاكتئاب الشديد، وأتمنى الموت حتى أستريح منه.. فهل الطلاق هو الحل خاصة بعد هذه الفترة القصيرة من الزواج، بالإضافة إلى وجود طفل بيننا الآن؟ أرجو الإفادة، و جزاكم الله كل الخير. *** الزواج ميثاق غليظ وليس نزهة ابنتي الحبيبة.. الزواج ميثاق غليظ وليس نزهة، ويحمل من التحديات الكثير، فالتفكير في الانفصال ليس بتلك السهولة، ولكي تستعيدي توازنك عليك أن تتفهمي عدة نقاط: - أن عمر زواجك لا زال قصيرا، ولا يمكنك أن تتصوري أنك بالفعل فهمت وعرفت زوجك تماما؛ فالعشرة ومرور مواقف الحياة عليك معه ستوضح لك الكثير، وما قد ترينه اليوم أنانية يكون هو مدخل رحمة وحب بينكما، ولكن بعد أن تعرفيه جيدا. - اعتبريه طفلك الأول، فهل إذا وجدت طفلك أنانيا ستتركيه؟! أين تحدي نجاحك في حياتك الزوجية؟! أهكذا ترفعين الراية البيضاء بسهولة وتتركين ساحة التحدي! فلتعلميه برفق يا صغيرتي أن يتخلى عن أنانيته بوسائل عديدة؛ كالرجاء مثلما يرجوك، وببعض الحسم أحيانا دون التأثر برجائه مهما ترجا، وبالتلميح وبالتصريح، وببعض الخصام إذا لزم الأمر. - كلما داهمك غضبك من أنانيته تذكري حلو خصاله الأخرى؛ فستهدئين وتدركين أنك تكسبين أشياء مقابل مجهودك في تحمل أشياء أخرى، فلكل زوج وزوجة زلات وخصال غير لطفية، فلعله يكون متحملا لشيء لديك لا يهواه، ولكنه يعجز عن التعبير، أو يحبك كما أنت. - ابدئي بوضع خطة فورا لعلاج أنانيته تكون متدرجة حتى لا تتوتر علاقتك به، أو تتركي نفسك تكرهينه فتكرهينه فعلا، والتدرج سيتطلب منك تخير المواقف المناسبة في الأوقات المناسبة، وبطريقة لبقة ودون مشاحنات أو تحد مستفز. ومن التدرج أيضا الحديث المباشر بأنك ترين فيه صفة لا ترتضينها له، وأنكما معا تستطيعان أن تتغلبا عليها بروح الود والرفق لا روح التحدي والعناد والتوبيخ. ولكل فتاة في مرحلة الاختيار أقول: إياك أن تقعي في فخ أنك تستطيعين أن تغيري من خطيبك بعد الزواج؛ فالإنسان لا يتغير إلا إذا أراد هو التغير.