نحن في بداية القرن الواحد والعشرين تواجهنا الكثير من التساؤلات المرتبطة بمتغيرات الحياة المتسارعة من حولنا وبالطبع فإن الشباب هم أكثر أفراد المجتمع تحملا للمسؤولية و التحديات المستقبلية، وبلا شك باتت المسؤولية هذه مضاعفة بالنسبة للفتيات التي سيصبحن أمهات الأجيال القادمة. واليوم في الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعاني منها مجتمعنا الفسطيني بين تحديات الواقع و المستقبل الغامض، ظهرت عدة تساؤلات كان أبرزها إشكالية الاختيار بين مواصلة الدراسة أو الانخراط فى سوق العمل " أو الزواج. هذا التحقيق مع الطالبات في المستوى الجامعي وخياراتهم بين الدراسة أم العمل والزواج، افرز كانت آراء متعددة سنحاول إيجازها من خلال هذا التحقيق من خلال عينة مختارة من بنات الجامعات في قطاع غزة . قالت منى أو حسين التي تدرس إدارة أعمال في جامعة الأزهر أن الزواج لا يتفق نهائيا مع الدراسة كون كلاهما مسؤولية كبيرة على الفتاه. لعل الفتيات يلجأن للزواج بسبب ضغوطات نفسية أو عائلية و بالتالي هروب الفتاه إلى الزوج طلبا للسعادة. أما بالنسبة لي فأنا أفضل الدراسة ثم بعد التخرج أفكر في الزواج أما الآن فمهما كانت الضغوطات لن أتخلى عن الجامعة. منى كان رأيها مخالفا للطالبة داليا سعيد التي قالت أن البيئة تحتم بعد الثانوية العامة زواج البنت لأنها إذا لم تتزوج تكون قد فاتتها الفرصة. هكذا يقولون في مجتمعنا أما بالنسبة لي فأنا أستطيع أن أتزوج و أكمل مسيرتي التعليمية وخاصة إذا كانت الزوج مستعدا لتعليمي . وفاء يسري علوم رياضيات في الأزهر قالت إن الفتاه بإمكانها ان تتابع دراستها وهي متزوجة وبالذات إذا كان الزوج رافضا. فباعتقادها الدراسة أهم، و تقول أن أكثر الفتيات اللواتي يلجأن للزواج يتعرضن لظروف قاهرة سواء عائلية أو مادية أو معيشية. هل ترغب ان تكمل زوجتك تعليمها ؟ هل ترغب ان تنخرط زوجتك في العمل اثناء الزواج ؟ "نعم" بهذه الكلمة اجاب سعيد سفيان موظف في احدى المؤسسات المالية واعتبر التعليم صفة اساسية للمرأة في الوقت الحاضر، وضرورة اجتماعية ملحة وشكل من اشكال التقدم الحضاري للمجتمعات المتقدمة في ان تتحمل الزوجة جزءا من المسؤولية الملقاة على رب الاسرة . أما نسرين عبدا لحميد فتقول إن أهلها في الخارج وهذا يؤجل الزواج عندها وحتى بوجود أهلها فهي تعتقد أن الدراسة أهم وتقول إن زواج الفتاة و هي في مرحلة الدراسة قد يكون هروبا من الواقع المعيشي أو الوضع الأسرى لأن الفتاه لو كانت مرتاحة مع أهلها فسوف تؤجل فكرة الزواج إلى حين انتهاء فترة الدراسة. أما لو لم تكن مرتاحة فسوف تلجأ إلى شخص ترتاح معه من وضعها فتلجأ للزواج . وأضافت أنا أستطيع الجمع بين الاثنين. بينما زميلتها فاتن فقد كان لها رأي آخر، حيث قالت إن الفتاة تستطيع أن توفق بين الدراسة و الزواج و هذا الشيء تتفق عليه الفتاه مع خطيبها في البداية. وقالت أيضا لعل فترة الدراسة تكون أكثر صعوبة عند الفتاه المتزوجة عن غيرها لأن الدراسة و الزواج في خط واحد. فالزواج سيحملها أكثر مسؤولية أما بالنسبة للعمل فهي تعتقد أنت الفتاه بحاجة للعمل كي تثبت ذاتها و تساعد زوجها. أما إذا تكفل بها و لا يريدها أن تعمل فعليها ترك العمل . بالنسبة لي كوني مخطوبة فأنا أفضل الزواج عن الدراسة. الأخصائي الاجتماعي الأستاذ نادر العبادلة اكد ان الفتاة في هذه المرحلة تكون أمام خيارين أحدهما أصعب من الآخر. فالزواج بالنسبة للفتاة في سن الرشد مطلب فسيولوجي بالدرجة الأولى ينمو من داخل الفتاة مع تقدم مراحلها العمرية، والثاني رغبة في الهروب من الواقع الذي تعيشه. أعني قد تكون واجهت مشاكل أسرية لها علاقة بالمادة أو عدم تكيفها في هذا السن بالذات مع الوضع الاسري الاجتماعي في البيت. وبالنسبة للدراسة فهي حاجة ثانوية تعبر من خلالها عن حلقة مفقودة في داخلها، تجدها من خلال الدراسة لبناء شخصية اجتماعية تحدد مكانتها في المجتمع المحيط. أما سمية رميحي في قسم اللغة الإنجليزية كلية التربية بالأزهر فتابعت قائلة : انا شخصيا من النوع الطموح افضل ان أكمل تعليمي، وان اتوظف لان الوظيفة تحقيق للذات ثم أفكر بالزواج. الطالبة سماح من جامعة الازهر قالت" أنا شخصيا أفضل أن أنهي دراستي و لكن ليست مشكلة لأن تتعلم الفتاه وهي متزوجة و كثير من الفتيات يتزوجن بسبب رغبة شخصية منها وضغوضات فرضت عليها ذلك». وتضيف الطالبة دعاء أداب إنجليزى «لو خيرت بين الدراسة و الزواج سوف اختار الدراسة مهما كانت ظروف الزواج جيدة حتى لو كان العريس موظفا و وضعه المادى جيد ولديه شقة ...إلخ من مواصفات الزواج التي تعتبر نادرة. فلا أستطيع ترك الدراسة من أجل الزواج. أما بالنسبة للعمل سوف اعمل و أنا متزوجة إلا إذا كان هناك أطفال فسوف اختار الأطفال بالطبع. العمل للفتاة من وجهة نظر الأخصائي الاجتماعي يعتبر ضرورة ملحة تستطيع من خلاله فرض شخصيتها في المجتمع وأحيانا على زوجها، وذلك بحسب الترتيب الوظيفي فناظرة المدرسة تختلف شخصيتها عن المدرسة . كذلك مديرة في بنك تختلف عن سكرتيرة في اي شركة . الطالبة أمال ( إدارة أعمال ) من كلية العلوم والتكنولوجيا ترى من الصعب على الفتاه أن تجمع بين الدراسة والزواج لان كليهما مسؤولية و يحتاج إلى الجهد و الوقت. وأنا شخصيا أفضل الزواج بعد الانتهاء من الدراسة . وعن رأيها في سبب زواج الفتيات في مرحلة الدراسة أو اختيار الزوج وتركها للدراسة فهناك عدة أسباب منها هروب الفتاة من وضع تعيشه بين الأهل و ةعدم الراحة في حياتها الأسرية أو الضغوضات النفسية بسبب مشاكل اجتماعية تجعلها تلجأ لفكرة الزواج . الطالبة سهام علي من جامعة الاقصى قالت : أنا لا أرى أي مشكلة في أن الفتاة تتزوج و تكمل دراستها أو ان الزواج يجعلها تترك الدراسة أصلا طالما أن الزوج يؤمن لها كل ما تحتاج إليه، خاصة أن مجتمعنا ليس هناك من يشجع على أن المرأة لها الأحقية في العمل بل على العكس يفضلون بقاء المرأة فى البيت . أنا شخصيا سوف أختار على حسب الشخص إن كان ملائما أو إن كان غير ملائم فسأكمل دراستي. الطالبة رنين احمد من الجامعة الاسلامية أجابت : اعتقادي الشخصى أن موضوع الدراسة و الزواج أو الجمع بينهما يتوقف على طبيعة الفتاة. فكثيرا ما نسمع عن طالبات متزوجات ويحصلن على الأمتياز في كل فصل و هناك طالبات على العكس تنخفض معدلاتهن التراكمية. فالأمر يتوقف على مقدرة الطالبة على تنظيم وقتها وتقسيمه، بحيث تعطى كل ذي حق حقه. فالزواج مسؤولية لا يمكن الاستهانة بها فهو ليس مجرد فستان أبيض وحفلة زفاف إنما رعاية واهتمام وبناء لبنة من لبنات المجتمع. لذلك يجب أن تكون هذه اللبنة على أسس سليمة حتى يقوى مجتمعنا ويكون في المقدمة ركب التطوير و التقدم و الدراسة مسؤولية أيضا في مستقبل الفتاة، وسلاحها التي تواجه به المستقبل وأنا شخصيا لا أجد مشكلة في أن ادرس وأتزوج ولكني لن أترك الدراسة بسبب الزواج . الرجل لابد ان تكون له الكلمة الأولى والأخيرة في البيت. هكذا عبر محمد فؤاد عن رأيه مضيفا انه عندما طلب يد زوجته كان من شروط الاهل ان تكمل تعليمها الجامعي. تردد في البداية ولكن بعد تفكير عميق ودراسة كاملة أصبح من رواد فكرة تعليم الزوجة لعدة أسباب يراها بداخله منصفة للمرأة، أولها تعليم أبنائها وثانيها سلاح يحميها في أصعب الظروف خصوصا أننا نعيش في عصر المتغيرات الاجتماعية السريعة، وغلاء الاسعار بصورة مفاجئة ولا احد يعرف مصيره غدا. أما عن رأي علم النفس فعلق الأستاذ ياسر منصور أستاذ علم النفس الأجتماعى بجامعة الأزهر بغزة عن سبب لجوء الفتيات للزواج وعزوفهن عن الدراسة أو جمعهن بين الدراسة و الزواج فقال": إن طبيعة الفتاه الخلقية تفرض عليها في سن معين رغبة الأمومة ويصبح لديها شعور بالحاجة للزواج، كونه السبيل الوحيد للأمومة. في هذا السن بالتحديد تشعر الفتاه غير المتزوجة بالغربة حتى في بيت أهلها و من أعراض الغربة الضعف و الخوف والقلق الحاد وأحلام اليقظة والتخيلات أن مكانها الطبيعي فى هذا السن في بيت الزوجية. ونتيجة هذا الفراغ التي تعاني منه تكون تحت ضغط شديد وتبدأ الفتاه بمعاناة شديدة و خاصة من موضوع فقدان الشىء و المقصود به « الحب أو الزواج » و نتيجة هذه الأعراض تكون هناك أعراض جسدية مثل زغللة في العينين ، تقلص في العضلات، ألم في المفاصل. فى هذه المرحلة تحاول الفتاة أن تخفي آلامها النفسية بسبب أن المرض النفسي فى ثقافتنا عار فتهرب الفتاة من الأعراض النفسية وتطرح أعراضا عضوية وذلك ملاحظ على فتيات الجامعة بنسبة 97% لذلك الفتاه تلجأ للزواج كطبيعة بيولوجية بالدرجة الأولى وقد يكون هناك أسباب أجتماعية وعائلية. عن دنيا الوطن واعتقد جازماً أن إزالة مثل هذه العقبات التي تقف كحجر عثرة أمام العلاقات الطيبة بين بلدينا، وأهمها على الإطلاق التخلص من"الأصول السامة" لتعديل الميزانيات السلبية، سيكون نافعاً لنا، ونافعاً للعالم بأسره. وهذا الأمر يتطلب جهوداً مشتركة بين بلدينا، وهي جهود بدأناها من خلال تبادل الرسائل بيني وبين الرئيس أوباما هذا العام، وهي الرسائل التي أظهر -لحسن الحظ- استعداداً متبادلا لدينا لبناء علاقات ثنائية ناضجة بطريقة براغماتية وعملية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، توجد لدينا "خريطة طريق" تتمثل في "إعلان الإطار الاستراتيجي" الذي وقعته دولتانا في "سوتشي" عام 2008، والذي تدعونا الضرورة إلى العمل من أجل إعادة إحياء الأفكار الإيجابية المتضمنة فيه، وهو أمر نحن على استعداد له. ومجالات التعاون المتاحة بيننا عديدة. فأنا على سبيل المثال، أتفق مع الرئيس أوباما على أن استئناف عملية نزع السلاح يجب أن يصبح على رأس قائمة أولوياتنا. كما أن شركاءنا الجدد في واشنطن يدركون مغزى ما قلناه دائماً من أن الرغبة في تأمين السلام المطلق بأسلوب إحادي الجانب، تمثل وهماً خطيراً للغاية. والشاهد أننا جميعاً ندرك أهمية الحاجة إلى البحث عن حلول جماعية للمشكلات التي تواجه أفغانستان من خلال مشاركة جميع اللاعبين النافذين. بهذه الروح استضافت موسكو مؤتمراً موسعاً حول أفغانستان تحت رعاية منظمة شنغهاي للتعاون، وبها أيضاً ترحب بمبادرة الأممالمتحدة لعقد مؤتمر دولي في هولندا. غير أنه من المهم للغاية أن تنظر كل من روسياوالولاياتالمتحدة إلى هذين المؤتمرين على أساس أن كلا منهما يكمل الآخر ولا يتعارض معه. إن روسياوالولاياتالمتحدة لا تتحملان أي جنوح أو لا مبالاة في العلاقات التي تربط بينهما. وأود التذكير هنا أنني قد تحدثت في واشنطن، في شهر نونبر الماضي، عن الحاجة لوضع نهاية لأزمة الثقة بيننا. وكبداية، يجب علينا الاتفاق على أن التغلب على الإرث السلبي المشترك فيما بيننا لن يكون ممكناً إلا من خلال ضمان المساواة، والمنفعة المتبادلة، ومن خلال وضع مصالحنا المشتركة في الحسبان. وأنا على استعداد للعمل مع الرئيس أوباما على أساس من هذه المبادئ ، وآمل أن نبدأ في ذلك اعتباراً من اجتماعنا الذي يعقد قبل قمة العشرين في لندن. إن حال الاقتصاد العالمي يمثل هماً كبيراً للجميع دون استثناء. ويجب علينا في هذا السياق أن نعرف أننا لن نتمكن من ضمان استدامة النظام المالي العالمي، إلا من خلال جعل هيكله قائماً على أساس تكاملي، يعتمد على نظام متنوع من العملات الاحتياطية الإقليمية والمراكز المالية. خلال هذه القمة يمكن لروسيا، والولاياتالمتحدة تقديم يد المساعدة، من خلال قيادة الجهد الرامي لتأسيس قواعد وأنظمة عالمية تنطبق على جميع الأطراف بدون استثناء. يجب علينا أيضاً أن نفكر معاً حول ما إذا كان من النافع لنا أن نعمل على طرح عملة احتياطي عالمية متجاوزة للأمم، يمكن أن تكون تحت رعاية صندوق النقد الدولي. وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، نود القول إننا بحاجة إلى رؤية مزيد من المشاريع الاستثمارية الناجحة، والمزيد من البحوث والدراسات المشتركة من قبل الشركات، وإلى زيادة نطاق التجارة في منتجات التقنية الفائقة. لقد غير انتهاء الحرب الباردة، وما تلاه من انتشار هائل لظاهرة العولمة، السياق الجيوبوليتيكي لعلاقتنا المشتركة على نحو جوهري، كما عزز بشكل كبير أهمية قيادتنا. فالقيادة، في عالم اليوم، يجب أن تكون جماعية، وقائمة على الرغبة، والمقدرة على إيجاد قواسم مشتركة من أجل مصلحة المجتمع الدولي، ومجموعات الدول الرئيسية، ولا ينتابني أدنى شك أن مجموعة العشرين تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف. إنني على اقتناع بأن روسياوالولاياتالمتحدة قادرتان على تقديم الكثير لهذا العالم الذي نعيش فيه، مع القيام في الوقت بالمحافظة على مسؤوليتهما الخاصة في الشؤون العالمية. وهناك -كما هو واضح أمامنا- العديد من الفرص المتاحة لذلك في مجالي الاستقرار الاستراتيجي والأمن النووي. وفضلا عن ذلك، فإن طبيعة العلاقات الروسية -الأميركية هي التي تحدد، إلى درجة كبيرة، السياسات عبر الأطلسية التي يمكن لها استخدام التعاون الثلاثي بين الاتحاد الأوروبي وروسياوالولاياتالمتحدة، كأساس من أسسها الراسخة. إن الحاجة إلى بدء التعاون بيننا من جديد، هي حاجة تنبع جزئياً من تاريخ علاقتنا، الذي يشتمل على لحظات مفرطة في عاطفيتها تتمثل في الدعم الدبلوماسي الذي قدمته روسيا للولايات المتحدة في لحظات حرجة من تاريخ تطورها، وقتالنا المشترك ضد الفاشية، وبزوغ عصر الوفاق بيننا. وفي خطابه الافتتاحي، كان الرئيس أوباما قد عبر صراحة عن فهمه لحقيقة أن الولاياتالمتحدة بحاجة للتغير هي وباقي العالم. وأود القول إن خطابه قد أثر فيّ تأثيراً عميقاً، خصوصاً لجهة تقييمه غير المتحيز لمشكلات أميركا، كما أسجل أنني اتفق معه في قوله "إن العظمة لا تمنح وإنما يجب أن تكتسب". منذ زمن طويل، تنبأ "أليكسيس دو توكفيل" بمستقبل عظيم لأمتينا. وحتى الآن، حاولت كل دولة إثبات صواب هذه الكلمات لنفسها، وللعالم، من خلال التصرف بمفردها. غير أنني اعتقد اعتقاداً راسخاً، في هذا المنعطف التاريخي، أن الواجب يحتم علينا العمل سوياً. فالعالم يتوقع من روسيا، ومن الولاياتالمتحدة، الإقدام على اتخاذ خطوات حثيثة من أجل تأسيس أجواء من الثقة والنوايا الطيبة في مجال السياسات العالمية، بدلا من الاستمرار في النهج القائم على اللافعل وعدم الانخراط في الشؤون العالمية، وأن يدركا في نفس الوقت أن الظروف الحالية لا تسمح لهما أبداً بترف الإخفاق في الوفاء بهذه التوقعات. (* ) رئيس روسيا الاتحادية عن «لوس أنجلوس تايمز»