هذه البرقية التي تحمل رقم 109948 من السفارة الأمريكية بالرباط إلى وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ أول مارس سنة 1975 تخص عقد الشيوعيين المغاربة مؤتمرهم . وجاء في البرقية إن شرعية التقدم والاشتراكية تظهر تحركا لاذعا ، على الأقل في المسار القريب .وعلي المدى القريب، فإن الحزب سيظل ضعيفا، وسياسيا مراقبا بإحكام، وتهديده الكامن لأمن المملكة سوف يكون محدودا. وهكذا فإن تكلفته متواضعة ، ويعطي به النظام لنفسه مظهرا ليبراليا يقوي به موقفه لدى معظم الدول الأكثر ليبرالية على وجه العموم ومع الدول الاشتراكية على وجه الخصوص. وطالما أن يعته قادر على خلق توازن لدى الملكية فسيظل شيئا ثمينا للنظام. 1 ـ الملخص: فيما بين 2321 فبراير 1975 ، انعقد مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية ، الحزب الشيوعي المغربي ، والذي يعد مناسبة هامة لحركة الشيوعيين المغاربة، التي كانت ممنوعة قانونا خلال معظم فترة ما بعد الاستقلال. وقد هيمن على مجرياته أمينه العام علي يعته. الذي قدم برنامجا عصريا نسبيا يدعو إلى: تأميم واسع المدى وإصلاح الأراضي ومن أجل تأخير الانتخابات حتى ينم إقامة حكومة وحدة وطنية تخلق شروطا ملائمة. 2 ـ الحزب في غاية الضعف إذ أن 300 هم الذين يقيمون المؤتمر ربما يكونون هم معظم الأعضاء. وهكذا، في الوقت الحاضر، فإن منحه الشرعية تكلف النظام القليل وتحسن صورة الحكومة لدي معظم الدول الحرة عموما ومع الدول الشيوعية خاصة . وفي ذات الوقت ، فإن المجموعة تابعة بالتأكيد والمؤتمر تابع لشرعيته والتي يتمتع بها منذ سنوات مضت. انتهى الملخص ـ من 21 إلى 23 فبراير عقد حزب التقدم والاشتراكية المغربي ، الحزب الشيوعي المغربي، مؤتمرا في الدارالبيضاء جمع زهاء 300 من المؤمنين به .بالإضافة إلي ممثلين من كل أقطار أوروبا الشرقية فيما عدا ألبانيا ، وكذلك للأحزاب الشيوعية من فرنسا والبرتغال وأسبانيا وكوبا ومن الغرب فإن الأحزاب الشيوعية في سوريا والعراق فقط هي التي أرسلت ممثلين لها.ومن المجموعات السياسية المحلية حضره بوعبيد أو الاتحاد الاشتراكي ، وبوستة وغيره من قادة حزب الاستقلال وممثل عن أتجاد التجارة المغربي. 4 ـ باستثناء فترة وجيزة عام 1968, عندما سجل قانونا باسم حزب الحرية والاشتراكية، فإن الحزب الشيوعي كان محظورا منذ 1959 وحتى غشت 1947 فإن مؤتمر الحزب هو الأول له منذ عدة أعوام. وربما يريد مجرد جمع مجموعة لم يصرح لها بالتجمع هنا من قبل. وكان المؤتمر قد جدول من قبل في مابين 7 و9 أبريل ولكنه تم تأخيره، ونحن نفهم أن ذلك كان بطلب من القصر. 5 ـ جريدة الحزب البيان شرعت الآن في تقديم تفاصيل وقائع المؤتمر وتبعا لمراقبينا أساسا وحواراتنا مع العديد من المراقبين ، فإن حديث الأمين العام على يعته المذهبي الذي استغرق سبعة ساعات والذي هيمن تماما على مجريات المؤتمر، هو الذي أعطي نكهة للمؤتمر.وقد تطرق يعته إلي الوجع الممتد بإنجازات الشيوعية والعالم العربي والصعوبات التي تواجة غير الشيوعيين في تصنيع الدول والحالة المحزنة للأمور في المغرب الناتجة عن توزيع الأراضي الفقيرة وهيمنة دور الرأسمال الأجنبي في الاقتصاد الوطني .وفي الشؤون الغربية ، انحني كالعادة من أجل الفلسطينيين ، الذين مثلوا في ذاك المؤتمر ودعا الي عقد مؤتمر السلام في جنيف .وهو أيضا أعلن بنفسه نيابة عن المغرب الموحد، بأن كل دولة في المجموعة تدار بنظام قمعي .وفي شأن الصحراء والجيوب المحتلة فقد تناولها بصوت وطني قوي وأشاد بسياسة النظام. وقد استعمل الصحراء والجيوب المحتلة ليناشد هؤلاء الذين يعلقون رتبا في الجيش دورا شجاعا في معركة التحرير..وقد غطت الصحف شبه الرسمية فقط المؤتمر، وقد مضت متبنية نفس النص الذي جمع بين الصحراء والجيوب المحتلة في إيجاد حل لهما . 6 ـ لمعالجة وضع المغرب، وضع علي يعته برنامجا يتضمن : تأميم واسع المدى للاقتصاد، إصلاح الأراضي ، التعريب و تقريبا بشيء من التردد :العفو عن السجناء السياسيين. وحول السياسة المستقبلية ، كرر لنا على نحو خاص، رؤية مؤداها عدم إجراء انتخابات قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية والتي يسمح بالانخراط فيها للأحزاب السياسية وتكون قادرة علي خاق حالة في البلد تمكن من تحقيق انتخابات ذات معني. 7 ـ في خضم المؤتمر انتخب علي يعته أمينا عاما للحزب وحسب لوموند في 25 فبراير فإن المناضلين الشيوعيين عبد الله العياشي وعبد السلام بورقية هما عضوان في الديوان المركزي للأمانة. وأفادت لوموند أيضا بأن كثيرا من شباب الحزب المناضلين بمن فيهم امرأتان وواحد أخصائي اجتماعي، قد عينوا في الديوان المركزي. وخارج التجمع فإن أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس: عزيز بلال والشاب الريفي وشيمون ليفي ممن كانوا في المرحلة السابقة مع علي يعته.والأخير هو واحد من أعضاء المجتمع اليهودي النادرين منذ سجن إبراهيم السرفاتي من مدة والذي نعرف أنه كان نشطا في السياسة هنا. وريفي نشط في الحزب عندما نال الشرعية باسم حزب الحرية والاشتراكية عام 1968 وسجن مع يعته لمدة ثمانية أشهر فيما بين 1969 و 1970 عند ما تم فمع حزب الحرية والعدالة . 8 ـ انطباعنا عن المؤتمر هو أنه كان أقل تنظيما من تجمعات حزب الاستقلال ، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الاشتراكي ، وأن عدة نساء وشباب من الحاصلين على مؤهلات عليا يتم بصعوبة حضورهم في تجمعات المناضلين. وقد أخبرنا قادة الاتحاد الاشتراكي بأنه لا يوجد أية إجراءات هناك لاختيار ممثلين في المؤتمر. وكل خلايا الأعضاء عموما في الدارالبيضاء والرباط. وببساطة يقال لهم الحضور كجماعة إلى المؤتمر. وبحيث يمكن الحصول على أكبر نسبة من الأعضاء لحضور المؤتمر. ولاحظت القيادات أيضا أنه لا يوجد نص لعلي يعته كحديث ايجابي يرى هؤلاء الذين يحضرون قيمته بما يقود إلى مناقشات ذكية لتقرير فهذا إذن دونه صعوبة. (وحيث ما كان الأمر، فقد لاحظ إمبوف الذي حضر أحدى حلقات المؤتمر بأن المستندات التي كانت معدة هناك للمؤتمر وكانت متاحة للأعضاء كانت تقريرا من 30 صفحة توضح فقط الخطوط العريضة لما جاء في خطاب علي يعته). 9 ـ ما بينه يعته من أنه يرغب في إرجاء الانتخابات يعني أن أحزاب المعارضة الأربعة، اثنان منهما هما الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية يفضلان تأخير الانتخابات بينما كلف من حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي مع التصويت بأقرب وقت ممكن. وقد هاجمت جريدة العلم ، جريدة حزب الاستقلال التي تصدر بالعربية ، هؤلاء الذين يطالبون بتأخير الانتخابات بأنهم يعملون لصالح بقاء الحال على ما هو عليه من حالته الحالية وقادة الاتحاد الاشتراكي بأنهم يظنون أن موقف علي يعته من الانتخابات ناجم عن إحساسه بأنها ستزيد من ضعف حزب التقدم والاشتراكية. 10 ـ تعليق: المؤتمر يعد حدثا هاما بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية ولعلي يعته ذاته. ومع أنه تحت الضغط الرسمي أزال الحزب من وثائقه مرجعيته الماركسية اللينينية فأنه أثبت أنه مايزال حزبا شيوعيا والمؤتمر أعطاه وضعية لم يتمتع بها منذ سنوات. 11 ـ للحزب جاذبية لبعض من جيل الشباب. وبالرغم من أن صورة يعته متسخة كعميل للاتحاد السوفييتي ،فإن هناك قناعة هنا بأنه ومجموعته يتمتعون بإتباع عبر الجامعة والمعاهد العليا . والمؤتمر قد أعطي التقدم والاشتراكية فرصة لكي يظهروا أن ما يلتزمون به ما زال حيا ، ولو لم يكن جيدا، وأن التصريح به رسميا يسمح له بالعمل المفتوح. 12 ـ من وجهة نظر النظام، فإن شرعية التقدم والاشتراكية تظهر تحركا لاذعا، على الأقل في المسار القريب. وعلى المدى القريب، فإن الحزب سيظل ضعيفا، وسياسيا مراقبا بإحكام، وتهديده الكامن لأمن المملكة سوف يكون محدودا. وهكذا فإن تكلفته متواضعة، ويعطي به النظام لنفسه مظهرا ليبراليا يقوي به موقفه لدى معظم الدول الأكثر ليبرالية على وجه العموم ومع الدول الاشتراكية على وجه الخصوص. وطالما أن يعته قادر على خلق توازن لدى الملكية فسيظل شيئا ثمينا للنظام.