اقتربت التجديد من الموضوع وسبكت خبايا هذه الظاهرة بالاتصال بالمعنيين بالأمر وقفت على الحقائق التالية. الصابون والنشر في الخلاء بشارع رئيسي بمدينة بني ملال ملابس منشورة من جميع الأنواع سراويل رجال، أفرشة، ملابس أطفال، وملابس للنساء، على أحبال مختلفة في ساحة لم تلتهمها بعد البنايات الإسمنتية التي تنامت بشكل سريع في هذه المنطقة قرب المحطة الطرقية. سألت التجديد عن أصحابها وتقدمت سيدة نحيفة الجسم (م.م) من مواليد 1975 أم لأربعة أطفال اعترفت أنها صاحبة الملابس المنشورة في هذه الساحة بحي شعبي بجاور المحطة الطرقية مكان آهل بالسكان والمارة. أضافت السيدة ورضيعها يجدب ثديها الجاف من كل شيء إلا من حنان الأمومة، مسحت جبينها من فرط الخجل وتساءلت أشنو غادي ندير؟ وأشارت إلى غرفة قصديرية فوق سطح منزل صغير قرب الساحة التي نشرت فيها ملابس أطفالها الصغار وقالت: هنا أسكن أنا وأبنائي وزوجي العامل المياوم . نكتري الغرفة بـ 250 درهما هذه الغرفة التي نستقر بها منذ مدة بعد ان جبنا العديد من البيوت مع الجيران. الساحات الفارغة مؤقتا أجلب الماء من الساقية هناك في عمق الحي المجاور وهنا أصبن وهنا أنشر ملابس أسرتي في هذه الساحة الفارغة من البنايات في انتظار أن تبنى ويحن الله آنذاك . وعن نشر الملابس أكدت السيدة مينة، وأعراض حياة شقية واضحة على معالمها، الأمر حيوي جدا خاصة أن كل الأطفال صغار في سن التبول وقلة ذات اليد لشراء الحفاظات. تقولها مينة عن مضض لأنها ربما تخشى أن تمس كرامتها كسيدة للبيت، ربة أسرة أو تتهم بعدم العناية بأطفالها الشمس حاجة يومية وإلا كيف أوفق بين ندرة ملابس الأطفال وضرورة تغييرها يوميا؟ محنة دون شك وحرج كبير؟. أكيد أن السيدة مينة تتدبر أمورها بشكل من الأشكال كما كانت سيدات العهود السالفة تتدبرن أمورهن إلا أنها لا تريد الإفصاح عنه لكن مما لاشك فيه أنها تعاني كثيرا من ظروف معيشتها القاسية في هذه الغرفة الأقرب من الكوخ الوضيع منه إلى غرفة وسط المدينة. أعراض وأمراض وعن الأمراض التي يتعرض لها اطفالها ردت أمينة أنها تجهل مصدرها لكن أكدت أنها تتعلق بأمراض اللوزتين ونزلات البرد والحمى والأمراض الجلدية أحيانا... وأنها تعلم أنه لايستبعد أن تكون ظروف عيشها داخل هذه الغرفة وراء هذه الأحوال وتتمنى طلوع اليوم الذي تستفيد هي وأمثالها من سكن يحفظ كرامتهن وأشارت إلى الحي المقابل للساحة التي توجد بها وقالت هناك العديد من الأسر التي تعيش في غرفة واحدة ونتسابق أيام الأحد والأيام المشمسة للظفر بمكان لعرض ألبستنا وأفرشتنا المتواضعة لأشعة الشمس ونحن نحس بحرج كبير أمام أعين المارة. البيت الذي تدخله الشمس أوجز الدكتور الكموني ما يمكن أن يتسبب فيه مسكن لا تدخله الشمس بالقول البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب وأضاف والعكس بالعكس البيت الذي لا تدخله الشمس يسكن فيه الطبيب لأن هذا الفضاء هو أرضية خصبة لجميع الميكروبات والجراثيم وبالتالي أصحابه معرضون إلى كافة أنواع المخاطر الصحية، جلدية، وباطنية. المجلس البلدي يحمل المسؤولية للمواطنين عزا محمد علي الصنهاجي رئيس المجلس البلدي التشويه الذي تتعرض له واجهات العمارات إلى عدم انخراط المواطنين في جمالية المدينة والإسهام في نظافتها والسهر على تبليط الواجهات واحترام الشرفات التي هي معدة لأغراض أخرى غير نشر الغسيل. وساق عدم استجابة الساكنة إلى تبليط الواجهات وإقدام البعض منهم إلى تخريب نبتات الحدائق. استعمال الشرفات لنشر الغسيل أمر يتحكم فيه الضغط الاقتصادي والاجتماعي فيما عزا مهندس معماري فضل عدم ذكر اسمه أمر لجوء الناس إلى نشر غسيلهم في الشرفات إلى ضغوط ذات طابع اقتصادي وقال جل الزبناء يريدون استخراج أكبر عدد ممكن من الغرف والمرافق من قطعة أرضية لا تسمح أصلا بذلك. ومنهم من يلجأ إلى تغيير معالم التصميم وتحويل المرافق الخاصة بالتهوية أو نشر الغسيل إلى غرف لنوم الأطفال لما يزيد عددهم أو إلى مطبخ، وهو ما يخلق هذا النوع من الفوضى في البنايات، لكن موضوع استعمال الشرفات لنشر الغسيل يمكن اعتباره مرتبطا بمشاكل اقتصادية واجتماعية وديمغرافية أيضا. وعلى جميع المتدخلين الانتباه له بجدية. وشدد المهندس على ضرورة التفكير في البناء الذي يتماشى مع العقلية المغربية ويلبي حاجياتها. الفناء والسطح من المعمار الجيد الذي يحل هذه المشاكل للأسرة المغربية.