قرية سيدي علي بنواحي مكناس، تشهد كل سنة توافد الزوار على ضريح الولي سيدي علي بنحمدوش بدعوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تنتشر خلالها مختلف أنواع الخرافة والشعوذة والانحرافات العقدية والسلوكية، هذه القرية التي تبعد عن مكناس بحوالي عشرين كيلومترا، وينتمي سكانها إلى جماعة المغاصيين، بدأت تعرف خلال السنوات الأخيرة، طقوسا أخرى وأنواعا من الانحراف، رجال يتسترون تحت الخرافة والشعوذة برعاية العرافات لممارسة طقوسهم الشيطانية وانحرافاتهم الشاذة. محلات ملئت بكل أنواع البخور والعطور والملابس، وأقفاص للدجاج، وبعض الماشية تنتظر من يقتنيها ليذبحها بـبكرمة للا عائشة السودانية، نداءات من هنا وهناك تغري الزبناء باقتناء السلع المعروضة، ونساء ينادين على المارة من أجل نقش الحناء، وعرافة تدعوك إلى زيارة زاويتها من أجل قراءة الكف وضرب الكارطة، وبعض المقاهي الشعبية البئيسة، هذا هو حال قرية سيدي علي. بمنحدر توجد كرمة للا عائشة، حيث يجلس رجل وامرأة يضعان طبقا يضع فيه الزوار الباروك، الذي لا يقتصر على دراهم معدودة، بل الأوراق النقدية من فئة 100 درهم و200 درهم. نساء من مستويات اجتماعية مختلفة، منهن من ارتدت لباسا يدل على وظيفتها في مركز عال، يقمن بإشعال الشموع في مكان مخصص لذلك، ويرمين بالحناء وماء الورد وأشياء غريبة، وبالجانب الآخر هناك مجزرة للذبائح فاق عددها العشرة عند زيارتنا لها، هذا المكان تقصده النساء من أجل أن تمنحهم عائشة الرجال. تقول سيدة قدمت من مدينة سلا، إنها جاءت هذه السنة لمعالجة قريبة لها، تعاني من مسّ الجن لرياح جئن بها لتقوم بالحضرة، لأنها مبلية، على حدّ قولها، ولذلك فهي تنصب خيمة في الهواء الطلق بدون أداء، لكنها أكدت لـالتجديد أن الوضع جيد هذه السنة، ومختلف كثيرا عن السنة الماضية، لا شواذ، لا مخمرين، لا حشاشين، كل الخيام هادئة. أما سيدة أخرى، رفضت ذكر اسمها، فهي أتت فقط مع أولادها عند خالتهم، للراحة وتغيير الجو، لا أهدي ولا أحضر ولا أثق بمعبود سوى الله، وبحسبها ما يقوم به الناس هناك يعبر عن مستوى وعيهم و إيمانهم. فعند للا عائشة جمهور من النساء يطلبن رفع التابعة أو الحسد أو العين أو الجن، الذي يسكن الإنس أو لعكس، خاصة في الزواج (للحصول على زوج أو زوجة)، أو التجارة (مخافة البوار) أو يطلبون الأولاد. وبعين المكان هناك مكان فيه رشاشات مغطاة بثوب أسود، تغتسلن فيها الفتيات والنساء وتعلقن ملابسهن الداخلية على أسلاك بالقرب منه، يعتقدن أنهن أزلن بذلك العين والحسد والثقاف ولعكس، ومنهن من يطلبن الولد. لكن منذ أكثر من خمس سنوات أصبح الرجال أيضا يقصدن المكان من أجل أن تمنحهم عائشة الرجال، فيستغلون فترة الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، التي تقام بالمنطقة ليقوموا بأفعالهم الشاذة الشيطانية يقول محمد من سكان القرية المذكورة.