علمت التجديد أن القاضي الإسباني في الجزيرة الخضراء، أعطى أوامره للشرطة القضائية من أجل ترسل وفدا قضائيا إلى المغرب، لإجراء تحليل للحمض النووي، لعائلات 13 مهاجر سرّي الذين قضوا نحبهم في مياه جبل طارق، منذ حوالي 3 أشهر، وبقوا في مستودع خاص للأموات هناك، دون أن تتمكن عائلاتهم من استلامهم، بعدما رفضت السلطات الإسبانية ذلك، متشبثة بإجراء تحليلات للحمض النووي، للتأكد مما إذا كان الهالكون مغاربة حقا، ومن أفراد العائلات التي تطالب بجثامينهم. هذا، وتطالب عائلات مغربية من نواحي مدينة قلعة السراغنة، منذ حوالي 3 شهور بتسلم جثامين أبنائها، بعدما تأكدت من هويتهم، غير أنها اصطدمت برفض السلطات الإسبانية التي تصر على تحليل الحمض النووي، دون تأخذ بعين الاعتبار إكراهات هذه الأسر، لكونها لا تتوفر على تأشيرة، ومن تم لا يمكنها أن السفر إلى إسبانيا من أجل الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة. وكان قارب قد غرق يوم 2 يناير الماضي، وعلى متنه 24 شابا مغربيا، انتشلت جثت 31 منهم، بينما بقي الآخرون في عداد المفقودين، حيث جرى التعرف على أفراد عائلات الشبان المغاربة الذين قضوا نحبهم، وانتشلت جثتهم من قبل السلطات الأمنية الإسبانية، وتوجد في مستودع لوس باريوس بالجزيرة الخضراء، يديره إسباني متزوج من مغربية. ويتوقع اليوم أن تكون جمعية أصدقاء عائلات ضحايا الهجرة السرية لقاء مع عائلات الضحايا بمقرها في خريبكة، في إطار الإعداد للقاء مع مفوض الشعب الإسباني، نهاية الأسبوع القادم في الجزيرة الخضراء،، من أجل مدارسة المشكل، وقال خليل جماح رئيس الجمعية إنهم يرمون إلى التوصل إلى اتفاق يقضي بإجراء فحوصات بتحليل الحمض النووي للعائلات في القنصلية الاسبانية بالمغرب، تماما كما جرى سنة 2003, مع 56 عائلة مغربية من بني ملال، فقدت أبناءها حينذاك، ولم تتسلم جثتهم سوى بهذه الطريقة. وطالب المسؤول الجمعوي وزارة الخارجية المغربية، وكذا السفير الإسباني بالمغرب بالتدخل من أجل إنهاء معاناة أهالي الضحايا، ونقل الجثت إليها من أجل دفنها في مقابر إسلامية، وبالقرب منهم. ومما يزيد من مأساه هذه الأسر أن الجثت محتفظ بها لدى مستودع خاص للأموات، تقع تكلفته على هذه العائلات التي تعاني الفقر، وستكون مجبرة على دفع ثمن كراء الجثت في المستودع. إضافة إلى أن نقل الجثة حسب جماح يكلف ما بين 35 إلى 50 ألف درهم، تسلم لمقاولات أنشئت خصيصا لتعمل في جمع جثت المغاربة من أجل إرسالها إلى المغرب، على حدّ قوله، إذ أصبح الأمر تجارة مربحة بالنسبة إليهم.