قلب الدار البيضاء الحديثة ومركزها وبدون منازع، حملت تسميات عديدة من ساحة النصر والساحة الكبرى إلى الساحة الإدارية وساحة اليوطي ثم ساحة الأممالمتحدة وأخيرا ساحة محمد الخامس. لم يكن اختيار الموقع عشوائيا إنما كانت له دلالات عميقة حيث إنه كان سنة 1907 أول موقع تطأه أقدام قوات أوربية بالدارالبيضاء، وقد تنافس على تصميم الساحة مهندسان شهيران الأول هو هنري بروست، والثاني جوزيف مراست، الذي وقع عليه الاختيار بعد أن فضل إضفاء طابع إسلامي/ موريسكي على العمران بالمباني الرسمية خاصة. أهمية ساحة محمد الخامس تأتي من تموقعها وسط مجموعة من المرافق الحيوية، والبنايات الرسمية كمقر الولاية والجماعة الحضرية ثم المحكمة الابتدائية ومكتب البريد إضافة إلى الجمارك وإدارة الضرائب ثم المحافظة العقارية، وعلى امتداد ساحة محمد الخامس يوجد شارع الحسن الثاني، الذي على جنباته عمارات نمط سنوات الثلاثينات، ويجمع أهم مقرات شركات التأمين والأبناك. وهذا الشارع التجاري يضم أجمل عمارات المدينة المشيدة سنة ,1930 ملتقى اللمسات الفنية التزيينية الأصيلة وفن الديكور العصري جعل واجهات هاته العمارات تشهد على جمالية هندسة تلك الحقبة. وحاليا تشكل تراثا معماريا فريدا، يعاني من انعدام برامج تأهيلية تساعده على الاستمرار وحفظ الذاكرة البيضاوية. وقد عرفت ساحة محمد الخامس نهاية الستينيات إنشاء نافورة مياه أضافت بريقا خاصا وبهجة لهذه الساحة مع أسراب الحمام التي تغطي المكان. وفي الوقت الراهن فإن ساحة محمد الخامس يغلب عليها الطابع الرسمي الإداري، وتبقى المركز الرسمي لإبراز جهة الدارالبيضاء الكبرى. على الرغم من أنها بدأت تفقد مكانتها كفضاء لاستقبال تجمعات المواطنين والراغبين في قضاء حاجياتهم الإدارية أو حتى الراغبين في الاستمتاع، نظرا لافتقارها إلى العدد الكافي من مقاعد الاستراحة مما يفرض على المواطنين اقتعاد الأسوار والجدران القصيرة في مشاهد عشوائية، والمصورين الفوتوغرافيين في حشود غفيرة غير منظمة، كما لا تخلو الساحة أيضا من بعض المشردين الذين يعيشون على السؤال بين الزوار سواء كانوا مغاربة أو أجانب.