ابني تنصر وخرج عن ملة الإسلام، فهل هناك أمل لإعادته من جديد، حتى تقر عيني به؟ أعوذ بالله من الشطط في القول، وأن يلهمنا الصواب حتى نتعاون على هذا الموضوع الخطير الذي استشرى في المجتمع، ألا وهو ظاهرة التنصير. هذه الأم المؤمنة التي ترجو كيف تدعو إبنها إلى الرجوع إلى الإسلام، حالة لم نعاينها لحد الآن، وأرجو ألا نراها، لأن المسألة خطيرة جدا. الإسلام نعمة كبرى في الدنيا، وإذا ظفر العبد بهذه النعمة ودفعها عنه، يجب أن يعلم أن دفعها هو زج بنفسه في النار، ليس إلا ونسأل له الهداية، ويلهمه رشده، حتى ينعم و يستمتع بالصلاة مع المسلمين، لأن الصلاة سياج المومن من الانفلات، وحصانة من كل داء، قال تعالى: إن الدين عند الله الإسلام، وعندما نزلت على الصحابة الآية الكريمة في سورة آل عمران: أيها أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون استصعب الصحابة هذه الآية، وقالوا يارسول كيف نتقي الله حق تقاته، ويصعب علينا أن نكون في هذا المستوى العال جدا، وأنى لنا أن نكون لنا ذلك، فأنزل الله أواخر سورة البقرة، من قرأها في ليلته كفتاه،: أمن الرسول بما أنزل من ربه والمومنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، ...إلى أن قال: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت.... بمعنى، على هذه الأم ألا تيأس من دعوته ورجوعه إلى الإسلام ، حتى يتمتع بأنواره، وينجي رقبته من النار،ويجنب والدته الحرج مع نفسها، ومع الله، خوفا من السؤال عنه يوم الحساب، ثم أن طاعة الوالدين، من طاعة الله، فنسأل الله أن يتوب إلى الله، وباب العودة مفتوح، ولا يأس من روح الله. وكفى بالله هاديا، وكفى به حسيبا.