احذروا قطع الحديد بالطريق السيار الرابطة بين الجديدة و الدارالبيضاء ، قد تنفع هذه العبارة لتعلق على مدخلي الطريق السيار السالفة الذكر لعل السائقين يأخذون إحتياطاتهم، أو يغيروا عجلاتهم المطاطية بأخرى فولاذية لمقاومة قطع الحديد المتناثرة على الطريق السيار التي استبشر بها السائقون المتنقلون بين البيضاءوالجديدة في الأونة الأخيرة. لكن الحوادث التي عرفتها هذه الطريق منذ افتتاحها تدعوا إلى القلق، خصوصا أمام عجز المسؤولين، وفي مقدمتهم رجال الدرك وإدارة الطرق السيارة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإرغام الشاحنات، التي تنقل قطع الحديد المستعمل إلى معمل الصهر صوناصيد بالجديدة في ظروف تغيب عنها أدنى شروط السلامة. ويعود سبب تطاير قطع الحديد التي تخلف وراءها العديد من الحوادث لحمل لشاحنات أكثر من حمولتها القانونية، ودون وضع أغطية متينة تمنع سقوط هذه القطع. والغريب في الأمر أن أن شكايات عديدة وضعت حول الموضوع، إلا أن سياسة وضع الأصابع في الآذان تبقى هي السياسة الوحيدة التي يجيدها مسؤولينا. وكان آخر ضحايا القطع الحديدية المتناثرة المهندس (ر.ب) الذي انفجر إطار عجلته يوم الثلاثاء الأخير في حدود الساعة السابعة والنصف مساءا بسبب قطعة حديد انغرزت في العجلة، ولولا لطف الله لانقلبت سيارته لينضاف إلى قائمة ضحايا قطع الحديد. وقد صرح المهندس (ر.ب) لـ التجديد أنه يستعمل هذه الطريق يوميا بحكم وجود مكان عمله بالدارالبيضاء، كما أكد أنه لجأ إلى رجال الدرك قصد وضع شكاية حول الحادث، إلا أنه فوجئ بأن الأمر وقد أصبح عاديا لكثرة الشكايات دون جدوى. وأكد مسؤول بالدرك لـ التجديد بأن اجتماعات كثيرة عقدت على مستوى العمالة لتقنين نقل الحديد المستعمل إلى معمل صوناصيد، ولكن الأمور ما زالت على حالها، وهنا تطرح عدة تساؤلات عن الجهة المستفيدة من هذا الوضع، وهل الجهات المسؤولة عجزت عن إرغام هذه الشاحنات على احترام الحمولة القانونية، وتغطيتها بشكل محكم يضمن سلامة مرتادي الطريق السيار، والذين يؤدون ثمن استعمالها من جيوبهم.