في هذا الجزء يعرج المقرئ أبو زيد على الدور الذي قامت به بعض محاضراته في التأصيل لقضية المشاركة السياسية وخاصة محاضرته المواقف السياسية للإمام مالك، ويشرح تفاصيل فتح النوافذ على تجارب الحركة الإسلامية في العالم، وكيف استثمرت الحركة هذه التجارب لإقناع الإخوة بالمشاركة السياسية، كما يحكي تفاصيل تشكل خط الدفاع عن قضايا الأمة داخل حركة الإصلاح والتجديد -تحدثت عن المواقف السياسية للإمام مالك، وكنت أهدف إلى فكرتين، ذلك أن الإمام مالك رضي الله عنه كان يؤمن بالإيجابية والتعاون والتناصح وبالتعامل الإيجابي مع الحاكم، لكنه كان في نفس الوقت يفعل ذلك بنوع من العزة والكرامة بعيدا عن التملق والمصلحية. -محاضرة المواقف السياسية للإمام مالك قامت بدور التأصيل وإرجاع الوعي الحركي للشباب إلى رموزهم، كما قامت ببيان خط سياسي وسط ما بين المفاصلة الراديكالية والمشاركة المنبطحة، وبتأصيل خط المشاركة المشروطة بالاستقلالية والكرامة وقول كلمة الحق. -لما قال لي رجاء جارودي الحضارة تموت عندما يتسرب إلى الذهن الوهم بالاستغناء عن الآخر قررت أن أفتح نافذة على الحركات الإسلامية في العالم أستفيد من تجاربها وأدخل رياحا جديدة ، وأظن بأن جزءا من انفتاح تجربتنا الحركية يعود إلى هذه الرياح التي دخلت على خطنا الفكري. -لما استقر الوجه التنظيمي للحركة وبرزت على الساحة وأصبح متاحا لها عبر جمعياتها وواجهاتها الثقافية أن تنشط وتتدافع مع غيرها، برز خط نصرة القضايا الإسلامية وكان ذلك مع نهاية سنة 1983 وبداية سنة 1984. •بالإضافة إلى كتب الطحان التي استثمرتها كأداة للإقناع كانت هناك محاضرة شهيرة عنونتها ب المواقف السياسية للإمام مالك ، كيف جاءت فكرة المحاضرة وكيف ساهمت هذه المحاضرة في تقدم وعي الإخوة في الجماعة الإسلامية في اتجاه المشاركة السياسية؟ •دائما أؤكد أني لم أكن من أصحاب المبادرة، ولكني كنت ممن يحسن تفعيلها وتنزيلها. كانت المبادرة من الأستاذ مصطفى أبو السعد المقيم حاليا بالكويت والذي غير اختياره واتجاهه كلية ولكنه ما زال في الخير والدعوة وإصلاح المجتمع، كان يومها نشيطا في العمل الجمعوي بدار الشباب، وكانت عنده جمعية نشيطة جدا اسمهما جمعية الشروق، وبدأنا نقتنع آنذاك بتبيئة مشروعنا الإسلامي في واقعنا المغربي وأن نكف عن الحديث فقط عن علماء الشرق، إذ لم نكن نتحدث قبلها إلا عن حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب وسعيد حوى وأبي الأعلى المودودي وابن تيمية وابن القيم، وبدأنا نفكر في ضرورة الحديث عن رموز المغاربة، وفي ذلك الإطار جاءت فكرة إلقاء محاضرة عن المختار السوسي رحمه الله وعن مجموعة من الشخصيات المغربية التي كان لها دور في التاريخ الديني والسياسي للمغرب المعاصر. وفي إطار تدعيم هذا الوعي، اقترح الأخ مصطفى أبو السعد تنظيم أسبوع كامل عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، فاخترت الشق السياسي عن عمد لأننا كنا ذلك الوقت نعيش تحولا فكريا على مستوى قناعاتنا السياسية وبدأنا نطرح فكرة المشاركة السياسية، فتحدثت عن المواقف السياسية للإمام مالك، وكنت أهدف إلى فكرتين ما زلت أدعو إليهما إلى الآن، وقد رأيت أن سيرة الإمام مالك السياسية تبرز هاتين الفكرتين بشكل واضح: الفكرة الأولى تتلخص في كون الإمام مالك رضي الله عنه كان يؤمن بالإيجابية والتعاون والتناصح وبالتعامل الإيجابي مع الحاكم، ولكنه، وهذه هي الفكرة الثانية، كان يفعل ذلك بنوع من العزة والكرامة بعيدا عن التملق والمصلحية. •تحدثت عن السياق التي جاءت فيه فكرة المحاضرة، فماذا عن الأثر؟ •كانت هذه المحاضرة من ضمن المحاضرات التي لقيت رواجا كبيرا خصوصا وقد بدأنا في تلك المرحلة بالتسجيل بالفيديو، فكان لهذه التقنية الجديدة – توظيف الفيديو- دور كبير في ذيوع هذه المحاضرة وغيرها، وأنا شخصيا فوجئت لأول مرة وأنا أشاهد أمامي كاميرا فيديو للتسجيل، وكان ذلك لما كنت أحاضر في شرح ميثاق حركة الإصلاح والتجديد، وأتذكر أني أنكرت في البدء تسجيلهم لكلامي، وكنت أقول لهم إن كلام العظماء هو الذي ينبغي أن يسجل. ثم فوجئت بعد ذلك بمدى الرواج الواسع لهذه المحاضرات حتى أصبحت أجدها في كل مكان أزوره حتى خارج المغرب، إذ فوجئت بطلبة مغاربة في موسكو وفي موريال، بل وبعض المغاربة في اليابان يحملون بعض أشرطتي، وفوجئت في الحج سنة 1995 ببعض الإخوة يحملون شريط محاضرة التطبيع الثقافي، وفوجئت بسوريين وفلسطينيين وأوربيين مسلمين يعانقونني ويشيدون بأثر الشريط عليهم. أظن أن محاضرة المواقف السياسية للإمام مالك قامت بدور التأصيل وإرجاع الوعي الحركي للشباب إلى رموزهم، ومن ضمن رموزهم الإمام مالك، وكان لهذه المحاضرة دور بيان خط سياسي وسط ما بين المفاصلة الراديكالية والمشاركة المنبطحة. ويمكن القول بأن المحاضرة أصلت للمشاركة المشروطة بحد أدنى من الاستقلالية والكرامة وقول كلمة الحق. * في هذه المرحلة بدأت تفتح نافذة على الحركات الإسلامية في العالم بدءا بالحركة الإسلامية بتركيا والاتجاه الإسلامي في تونس ثم الحركة الإسلامية في السودان، إلى أن عرجت على جميع التجارب الحركية في ماليزيا وإندونيسيا وباكستان هذا دون أن ننسى تجربة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا. لماذا توجهت لدراسة هذه التجارب؟ هل كانت شروط الواقع المغربي تقتضي الإفادة من هذه التجارب لتأصيل مسألة المشاركة السياسية؟ •تعلمت من المفكر الفيلسوف روجي جارودي في أول لقاء لي به في جواب عن سؤال وجهته له بصفة شخصية، وكان السؤال هو كيف تسقط حضارة المسلمين وتنهار حضارتهم بعد كل هذه العزة والإشراق، وكان ذلك مني تعليقا على كتابه: عظمة الإسلام وانحطاطاته تجربة الأندلس نموذجا قلت له كيف ينحط الإسلام كما ذكرت في الكتاب فقال لي: أجيبك ليس عن تجربة المسلمين ولكن عن تجربة البشرية كلها. الإنسان يموت، والدولة تموت، والحضارة تموت عندما يتسرب إلى الذهن الوهم بالاستغناء عن الآخر وعدم الحاجة إليه والانغلاق في التجربة الذاتية وقال لي : إني أومن بأن الغرب رغم قوته وديناميكيته سيموت لأنه لا ينفتح على الآخرين إلا من زاوية التحكم فيهم ولا يتواضع أمام تجارب الآخرين ليتعلم منها وأرشدني إلى قراءة كتابه نداء إلى الأحياء فقرأته بإمعان ووجدت هذه الفكرة حاضرة بقوة في كتابه، فالذي لا يستفيد من الآخر ويؤمن بالانغلاق يوشك أن يموت. وإيمانا مني بهذه الفكرة وهذا المعنى الذي بسطه هذا الفيلسوف الحكيم وهذا المسلم العظيم، اعتقدت أن الحركة الإسلامية يمكن أن تؤتى من مقتل ضمن مقاتل عديدة، وهو مقتل قراءة الذات والانغلاق عليها والعزوف عن قراءة التجارب الأخرى قصد الإفادة منها، فأمنت بضرورة أن أكون رسول هذه الحركات والتجارب إلى إخواني، أقرأ نيابة عنهم وألخص لهم وأبسط هذه التجارب أمامهم، وكنت دائما أومن بأن هذه الأمة ليست للأسف أمة قارئة بما يكفي وأننا ينبغي أن نحفز على القراءة، ومن جملة وسائل التحفيز أن تقرأ للناس كتابا، ثم تحاضر فيه لعلك بذلك تحفزهم إلى أن يقرؤوا، فأخذت على عاتقي أن أقرأ تجارب الحركات الإسلامية، وقرأت فيها من أمريكا إلى إندونيسيا، بل تتبعت تجربة المركز الإسلامي في اليابان، وطلائع الوجود الإسلامي في جزر كيريباتي، والعمل الإسلامي في نيوزيلندا ولم أترك وثيقة وقعت في يدي أحسن قراءة اللغة التي كتبت بها إلا قرأتها عن تجربة الحركات الإسلامية وحاضرت فيها أمام إخواني فتحا للنافذة كما قلتم وإدخالا لرياح جديدة مجددة وأظن بأن جزءا من انفتاح تجربتنا الحركية والدعوية يعود إلى هذه الرياح التي دخلت على خطنا الفكري الدعوي التي استفدنا منها عبرا ودروسا كما جنبتنا كثيرا من الكوارث، إلا أنني أريد أن أذكر للإنصاف إلى أن هذا الخط في التأطير لم يكن وحده هو الذي أثر على حركتنا، بل كان هناك خط موازي قاده مجموعة من الإخوان وعلى رأسهم الأستاذ عبد الإله بن كيران، وربما بحكم تواجده بالرباط، استفاد الإخوة مما تتيحه هذه المدينة بصفتها عاصمة المغرب من استقبال عدد من الضيوف المشاركين في الدروس الحسنية أو الضيوف عليها، وعدد من الرموز السياسية، فكان الإخوة يلتقطون هذه الرموز ويجلسون إليها من حسن الترابي إلى يوسف القرضاوي مرورا براشد الغنوشي وبكل الشخصيات الدعوية والعلمية، وهنا لا يمكن أن ننسى الدكتور عبد المجيد النجار وكثيرين ممن كان الإخوة يلتقطون فرص وجودهم في المغرب إما في مهام سياسية إذا كانوا سفراء أو منتدبين لأعمال، وإما في أعمال أكاديمية علمية مثل أخينا الدكتور محسن عبد الحميد، وإما في مهام دينية كمحاضرات ودروس دينية خاصة في شهر رمضان المبارك. وكان هؤلاء الوافدون على المغرب يقومون بتبصرة الإخوة بعواقب الراديكالية والعمل السري، والمنهج الصدامي ضد الحكام، وكانوا يفتحون لهم أيضا آفاقا لفهم خصوصية المغرب في ضوء المقارنة وكنت إذا حضرت هذه اللقاءات أو حكيت لي حفزتني على أن أعمق أكثر هذا الاتجاه إلى التعريف بالعمل الإسلامي العالمي، ثم لما كنت أدعى إلى لقاءات ومؤتمرات في العالم كله من قبل هذه التنظيمات أو من قبل من ينظم أنشطة تحضرها هذه التنظيمات، كنت من خلال الاحتكاك المباشر والاتصال بالشخصيات والقيادات أجتهد لأخذ الوثائق التي يأتون بها لهذه المنتديات الفكرية والثقافية، وكنت أوسع بها مداركي وأبثها للإخوان من خلال المحاضرة والدورة التكوينية لعلي أشركهم في قراءة تجارب الحركات الإسلامية في العالم. •هل كان الهدف من ذلك هو أن تقنع الإخوان بالمشاركة السياسية من خلال عرضك لهذه التجارب؟ •كان هذا أحد الأهداف، بدليل أن بعض التجارب كانت المشاركة السياسية وبالا عليها ومع ذلك عرضتها بأمانة، ولكن هدف الإقناع بالمشاركة السياسية كان حاضرا بكل قوة ولا يمكن أن ننكر ذلك. هذا إذن كان أحد الأهداف، وكان من بين الأهداف أيضا تعميق خط الاعتدال والوسطية التي نعمل من خلاله، وكان أيضا من الأهداف هو ترسيخ روح الانفتاح على تجارب الحركات الإسلامية، وهو الهدف الذي نقلته عن جارودي من أجل ألا نموت ولا نتساقط داخليا ولا نصاب بداء الغرور والاعتقاد بتفرد التجربة وتميزها، وهناك فوق ذلك وقبله وبعده هدف الاطلاع المعرفي، إذ المعرفة عبادة في الإسلام، فمجرد أن يستنير الإنسان بمعارف ومعلومات وتجارب الآخرين ويأخذ منها وجه العبرة أيا كان هذا الوجه ويخزنها في ذاكرته ويضيفها إلى رصيده وخبرته فهذا في حد ذاته طلب شريف ورفيع. •مع بداية سنة 1987، بدأ يتبلور داخل الجماعة الإسلامية خط مناصرة قضايا الأمة بل ومناصرة الشعوب التي تريد أن تتحرر من الاستعمار والهيمنة، ولا شك أنكم كنتم على رأس الحربة في هذا الملف، كيف نضجت هذه الفكرة؟ وكيف ساهمت فيها؟ •الانتماء الطبيعي لأبناء الحركة الإسلامية هو لأمتهم، ونحن لم نلغ هذا الانتماء أو نضعفه عندما قمنا بتصحيح التصور، وإنما وضعنا الوطن في إطاره الطبيعي باعتباره القطعة الأعز والأغلى والأقرب من الوطن الإسلامي دون أن يفقد الوطن الإسلامي مكانه أو جزءا من مكانه في قلوبنا، وبالتالي، أول ما تفجر الجهاد الأفغاني في جبال الهندوكوش عزة ومقاومة إلا وجدنا أنفسهم كبقية المسلمين بل وفي طليعتهم منجذبين لبطولاته وكراماته ومواقفه وإنجازاته العظيمة، فبدأ التعريف بالجهاد الإسلامي من خلال المحاضرة وتنظيم المهرجانات والندوات. •متى بدأ ذلك بالضبط؟ •بدأ أول ما استقر الوجه التنظيمي للحركة وبرزت على الساحة رغم أنها لم تحصل على الترخيص القانوني ولكنها حصلت على الاعتراف الضمني، وأصبح متاحا لها عبر جمعياتها وواجهاتها الثقافية أن تنشط وتتدافع مع غيرها، وكانت ذلك على وجه التقريب في سنة 1983 أو سنة 1984، وأظن أن الزيارة كانت بداية مع الشهيد الشيخ محمد الأزرق التونسي الأصل إلى المغرب، وحضورنا لمهرجان ضخم حاشد نظمته له الجمعية المغربية لمساندة الجهاد الأفغاني، وكانت هذه هي بداية لقائنا بالدكتور الخطيب(لكنه لم يثمر عملا مشتركا آنذاك) فبدأنا ننظم بعدها معارض الصور ومعارض الكتب، ومحاضرات وأنشطة تحسيسية بالقضية الأفغانية، وكان من أوائل من نظم مهرجانا ضخما لدعم القضية الأفغانية في الحي الجامعي السويسي الأول الأستاذ العربي بوسلهام وكنا ضمن الحضور والمشاركين، وانطلقت على بركة الله منذ ذلك الوقت فكرة نصرة القضايا الإسلامية باعتبارها بعدا حيويا من أبعاد العقيدة والانتماء لهذه الأمة، ومن أبعاد التفاعل الإيجابي مع مظلومية كثير من الشعوب المسلمة التي ابتليت بالاحتلال أو ابتليت بالقمع . جاءت قضية البوسنة فكانت محطة أخرى طورنا فيها عملنا نحو مزيد من التركيز والتنظيم، وكان لحضور بعض البوسنيين وعلى رأسهم أحد الشخصيات البوسنية معنا وهو الأستاذ محمد باليتش ممثل الرئيس علي عزت بوكوفيتش رحمه الله دور كبير في تطوير هذا العمل والتنسيق للرفع من مستوى دعمه. طبعنا كتبا، وأعددنا ملصقات وصورا، وقمنا بمحاضرات في شرق المغرب وغربه وشماله وجنوبه للتعريف بمحنة إخواننا في البوسنة، وجمعنا تبرعات للقضية البوسنية ما بين سنة 1992 إلى سنة 1996، ولما تفجرت الانتفاضة الثانية المباركة سنة 1990، وجدنا أنفسنا ضمن الخط المساند للقضية الفلسطينية ومن أكثر الأصوات ارتفاعا في مجال دعمها وجمع التبرعات لها، وأيضا التعريف بها من خلال المحاضرات والمهرجانات ومعارض الصور والملصقات وتنظيم المظاهرات والمسيرات والمشاركة في مسيرات دعم الانتفاضة التي كانت تدعو إليها الأحزاب الوطنية، وكانت هذه الأحزاب تتفاوض بالنيابة عنا مع السلطة وكنا نحن نشارك وكنا الجمهور الأكبر، وبقينا على ذلك نساند قضايا الأمة التي لا زالت تتفاعل على الساحة العالمية كقضية العراق والقضية الفلسطينية. وأعتقد أن هذه القضايا خدمتنا أكثر مما خدمناها، خدمتنا لأنها كانت أداتنا الأوسع للتواصل مع الجماهير. كانت وسيلتنا لنتعرف على المواطنين وفي نفس الوقت لنعرف. وكانت منشأ إعجاب واحترام كثير من الأطراف بنا وبالثقة بنا أيضا، لم نقصد ذلك معاذ الله، وإنما كنا نقصد خدمة القضية ونصرة المستضعفين، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن نكافأ على بعض جهدنا في الدنيا قبل الآخرة عرفان جميل من الناس وتواصلا مع هيئات عديدة عالمية ووصول صدى إلى خارج الوطن ومحبة من الناس وثقة منهم . على الأقل المواطن المغربي يعلم أن نصرتنا للقضايا الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ليست موضع مزايدة سياسية ولا مساومة وليست وسيلة لغاية أخرى، وإنما هي غاية في حد ذاتها وأن نيتنا فيها خالصة لوجهه العزيز وهي نية نصرة المستضعفين والمظلومين، وكان لي أيضا في هذا المجل نصيب وافر لقدرتي على إلقاء المحاضرات الطويلة والقدرة على الإقناع والتواصل ولصبري على الأسفار وآلامها ومعاناتها ومفارقة الأهل والأولاد ، وربما أتاح لي عملي كأستاذ جامعي فرصة أكبر للتحرك أربعة أيام خارج مدينة الدارالبيضاء بحكم أني لا أدرس إلا حصصا محددة في الأسبوع، وأنا شاكر لهذا التنظيم الذي انتميت إليه والذي حضن هذه الطموحات وهذه التطلعات وهذه الآمال والأحلام في نفسي وفجر هذه الطاقات في شخصي وأتاح لي فرصة أن أتواصل مع الناس بشكل فاعل ومنظم من خلال هذه المحاضرات التي كانت ترفع من معنويات الإخوة وتحسسهم بقضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين حاروه بلال التليدي في الحلقة الأخيرة المقرئ الإدريسي يحكي جزءا من تاريخ العمل الطلابي داخل حركة الإصلاح والتجديد