أصدر المركز من أجل التقدم الأمريكي الموجود مقره في واشنطن الإثنين 7 يناير 2008 تقريرا عن المرشح الجمهوري للانتخابت الرئاسية القادمة جون ماك كاين بعنوان مخطط ماك كاين الإمبريالي للعراق. يعود التقرير في البداية إلى تصريح الرئيس بوش في السنة الماضية عندما أعرب عن نيته في إقامة علاقات دائمة مع العراق. وإلى تأكيد قائد القوات الدولية في العراق الجنرال دافيد بيتراوس في شهر سبتمبر الماضي على أن المكوث في العراق لخمسين سنة أخرى سيكون أمرا جيدا وواقعيا. يقول التقرير إن المرشح جون ماك كاين قال في الأسبوع المنصرم خلال حملته الانتخابية وهو يردد صدى هذا الشعور وهذه الرغبة لدى الرئيس بوشبأنه سيكون جيدا بالنسبة له إذا ما استمرت القوات الأمريكية في العراق لمائة سنة؛ بل وحتى مليون سنة؛ بهدف ضمان عراق مستقر . وكان ماك كاين قد صرح في حوار تلفزيوني يوم الأحد سادس يناير الجاري بالقول: أنا لا أعتقد أن الأمريكيين سوف يهتمون لو مكثنا هناك مائة، أو ألف، بل وحتى مليون سنة؛ ما دامت الخسائر في أرواح الجنود الأمريكيين ضئيلة جدا. وطبعا لا يهم ماك كاين المليون عراقي الذين قتلوا لحد الآن؛ أكثر من تسعين في المائة منهم مدنيون.ولا يهم كذلك أن تكاليف الغزو تبلغ حسب الميزانية التي خصصها الكونغريس لهذا الغرض؛ ما يزيد عن خمس عشر بليون دولار في الشهر، وأن مجموع ما تنفقه الولاياتالمتحدةالأمريكية على غزوها للعراق وأفغانستان وعلى ما يرافق ذلك مما تسميه حربا على الإرهاب مابين 1,2 و1,7 تريليون دولار. تقرير المركز من أجل التقدم الأمريكي عن المخطط الإمبريالي للمرشح الذي يقف على رأس لائحة مرشحي الحزب الجمهوري لا يفضح سرا؛ فالعقلية الاستعمارية والعنصرية لهذا الحزب معروفة منذ دائما؛ وقد ازدادت تطرفا مع استيلاء تيار المحافظين الجدد على قيادته؛ أولائك الذين يسمون أنفسهم المولودون من جديد. ويعنون بذلك أنهم أبناء الصحوة الإنجليكانيية الأصولية، وهي تيار صليبي مرتبط بالمشروع الصهيوني. هؤلاء لايختلفون في الحقيقة عن غيرهم من السياسين الأمريكيين سواء في الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي إلا بدرجة التطرف والاعتدال لدى كل منهم. أما المخططات الإمبريالية فهي نفسها بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية التي تعتبر أن جدار أمنها يبتدأ من الحدود الشرقية للمحيط الأطلسي وينتهي عند الحدود الغربية للمحيط الهادي، وأن ما بين ذلك هو أراضٍ صالحة لأن تستعمر؛ ولا يستثنى منها إلا حليفها وبيدقها؛ الكيان الصهيوني. وأن كل ما تحوي الأرض تحتها في مشارقها ومغاربها من بترول يجب أن يكون لها ولو بالقوة.صحيح أن هناك أناسا عادلين في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ ولكنهم لا يمثلون إلا نسبة ليس لها كبير وزن في ترجيح هذا المرشح عن ذاك. وتأكيد جون ماك كاين على أن نسبة القتلى في الصفوف الأمريكية ضئيلة جدا مقارنة مع الأعداد الهائلة من القتلى العراقيين. يدفعنا للتساؤل: من يقتل من في العراق؟ ولمصلحة من يُقتل العراقيون هناك في الوقت الذي يتحصن فيه الأمريكيون وعملاؤهم داخل المنطقة الخضراء؟