"إن شاء الله يفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما" .. هذا ما يأمله كثير من المواطنين بالمغرب لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في الرابع من نوفمبر المقبل. "" لكن هذا الموقف الشعبي المغربي يتناقض، بحسب خبراء مع الموقف الرسمي غير المعلن والمؤيد للمرشح الجمهوري جون ماكين نظرا لدعم حزبه لموقف الرباط بشأن قضية الصحراء الغربية. وفي تصريح ل"إسلام أون لاين.نت"، قال محمد التهامي طالب بجامعة الرباط: إن شعار "التغيير الذي رفعه أوباما يعطي الأمل باحتمال تحسين واشنطن لعلاقاتها مع الدول العربية وخاصة ما يتعلق بقضية العراق وفلسطين". سعيد أخيار، الطالب بالجامعة نفسها، أعرب هو الآخر عن تأييده للديمقراطيين واستيائه من سياسة الحزب الجمهوري، قائلا: "إن قيادة الرئيس الجمهوري جورج بوش تسببت في كوارث عالمية في مقدمتها تدمير العراق وتشريد أهله، إلى جانب ارتكاب مجازر في أفغانستان، وذلك كله باسم نشر الحرية والديمقراطية والدفاع عن مصالح أمريكا وأمنها". أسوأ صورة ولم تشذ الباحثة المتخصصة في العلوم السياسية بجامعة الرباط زكية العلمي عن الموقف نفسه، فقد اعتبرت أن إدارة بوش "أعطت أسوأ صورة عن دور أمريكا في العالم بعد احتلالها أفغانستان والعراق، ودعمها لاستمرار معتقل جوانتانامو سيئ الصيت وتعاونها على تعذيب بعض من معتقليه باتفاق مع دول عربية". وبحسب العلمي فإن تغييب إدارة بوش لعنصر التوازن حتى الشكلي منه في العلاقة مع إسرائيل وخاصة إبان الحرب ضد حزب الله (صيف 2006) جعل من الجمهوريين "شخصا معنويا غير مرغوب فيه من طرف المغاربة والعرب عموما". فاطمة (ربة منزل)، من جانبها قالت في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت": إن "ذلك الشاب الأسود (أوباما) بابتسامته الهادئة يستحق أن يصل إلى البيت الأبيض". ونددت "فاطمة" بسياسة "بوش وأصدقائه" قائلة: "أصدقاء بوش -ذي الابتسامة البلهاء- لم يجلبوا سوى الدمار لهذا العالم، وكلما رأيت نتائج أفعال أمريكا في العراق ألعن الجيش الأمريكي كل صباح.. أصدقاء بوش لا يستحقون سوى المحاكمة والسجن بعدها". نعم للجمهوريين وخلافا للموقف الشعبي فإن السلطات المغربية تأمل في بقاء الجمهوريين داخل البيت الأبيض، لارتباط مصلحة الرباط بهذا "الوجود"، وخاصة ما يتعلق بالصحراء الغربية، بحسب الدكتور أسعد الإدريسي أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة. وفي تصريح ل"إسلام أون لاين.نت" قال الإدريسي: إن "الرباط تخشى من حدوث ارتباك في السياسة الأمريكية تجاه ملف الصحراء، والتي تميزت بالإيجابية خلال الشهور الأخيرة". وتابع قائلا: "بعد جولات التفاوض في مدينة مانهاست الأمريكية خلال السنة الماضية، تحدثت الإدارة الأمريكية وفي مقدمتها بوش بإيجابية كبيرة عن مقترح المغرب للحكم الذاتي الذي يقدمه كأساس للمفاوضات وحل الملف، وهذا ما تخشى الرباط فقدانه". وكان بوش قد أبلغ العاهل المغربي محمد السادس في رسالة تحدثت عنها تقارير إعلامية في يونيو الماضي دعمه للمقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي للصحراء، ورفضه قيام دولة في الصحراء الغربية مثلما تطالب بها جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب). ونقل موقع "جلوبال فويس" أمس الأربعاء عن معلق مغربي قوله إنه "يعشق فوز أوباما"، لكن تأكده من أن فوز المرشح الجمهوري جون ماكين سيكون لصالح قضية الصحراء جعله يغير موقفه متمنيا انتصار الجمهوريين؛ لأنه "يعشق المغرب أكثر". وسبق لماكين أن ترأس لجنة الصداقة المغربية الأمريكية، وشجع في مواقف عديدة التقارب بين المصالح الأمريكية والمغربية. وأظهر استطلاع لرويترز وسي-سبان ومعهد زغبي نشر اليوم الخميس أن أوباما متقدم بفارق سبع نقاط على ماكين في الأسبوع الأخير من حملة الانتخابات. إسلام أونلاين.نت