عد استعادة قواها وترتيب صفوفها، بدأت قوات المحاكم الإسلامية في فرض سيطرتها على مختلف القرى والمدن الصومالية إلى أن وصلت على مشارف مدينة بيدوا التي تعتبر المقرّ الأمن للحكومة ويوجد بها مقر البرلمان، حيث وصل نحو ثلاثمائة مقاتل مدججين بالسلاح إلى مدينة "إيدالي" شمالي "بيدوا". ونقلت إذاعة "بنادر" المحلية عن أويس خليف المسئول المحلي بمدينة إيدالي قوله: "إن العشرات من مقاتلي المحاكم المدججين بالأسلحة وصلوا مساء الأحد إلى مدينة إيدالي الواقعة شمالي بيدوا مما أدى إلى فرار المسئولين المحليين في المدينة. وبرّر الفرار بالقول: "ليس لدينا قوات كافية لمواجهتهم، لذا اضطررنا إلى مغادرة المدينة نحو بيدوا، مشيرًا إلى أن مسلحي المحاكم غادرت المدينة بعد استيلائها عليها لعدة ساعات متوجهين صوب القرى المجاورة. وأفاد المسئول المحلي بأن "شبابًا من أبناء إيدالي كانوا بين مقاتلي المحاكم الذين دخلوا المدينة والذين يرجح أنهم حاربوا في صفوف المحاكم التي انسحبت من المدينة ذاتها قبل عام". وشهدت "إيدالي" أواخر شهر ديسمبر 2006 مواجهات شرسة بين قوات المحاكم والقوات الحكومية والإثيوبية الموالية لها، مما أدّى إلى مقتل المئات من الجانبين. ومؤخرًا كانت السيطرة لقوات المحاكم على العديد من المدن، ففي أواخر ديسمبر 2007 دخلت مدينة "جرعيل" في محافظة "جلجدود" جنوبي العاصمة مقديشو، وهي مدينة استراتيجية لقربها من الحدود الصومالية- الإثيوبية. وتمهد السيطرة على "جرعيل" الطريق لدخول مدينة بلدوين شمالي مقديشو والتي تتمركز القوات الإثيوبية في ضاحيتها الشمالية، وفي حال سقوطها فإن هذه القوات ستفقد طريقًا استراتيجيًا، ويبقى أمامها مدخلاً وحيدًا في الجنوب الغربي، لكنه طويل ولا تسلم فيه أيضًا من قوات المحاكم. وصعدت قوات المعارضة من عملياتها بعد تشكيل تحالف في سبتمبر الماضي بين المحاكم الإسلامية و42 عضوًا منشقًا عن البرلمان وصوماليين في المهجر وبعض قيادات المجتمع المدني، بهدف تعبئة الطاقات ضد الوجود العسكري الإثيوبي بالصومال