صرّح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لصحيفة البيان الإماراتية أن إسرائيل خارج ولاية الوكالة لعدم امتلاكها صلاحيات الرقابة على الترسانة النووية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن مصادر الوكالة كشفت أول أمس أن البرادعي سيسعى خلال زيارته لإسرائيل إلى إقناعها بالتخلي عن سياسة الغموض النووي كخطوة أولى لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وكان البرادعي أول أمس في زيارة للإمارات، حين قال للصحيفة إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تمتلك صلاحيات للرقابة على ترسانة إسرائيل النووية، شأنها في ذلك شأن الهند وباكستان، لكون الدول الثلاث لم توقع على معاهدة الحظر النووي. وجدد البرادعي ربط إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة التدمير الشامل بتحقيق عملية السلام في المنطقة. وعلى أبواب الزيارة التي تبدأ اليوم في الكيان الصهيوني، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية، مارك جوزدكي، إن الزيارة في جزء منها روتينية، لكنه أضاف أن البرادعي ينوي >الترويج لمفهوم شرق أوسط خال من الأسلحة النووية وهي نقطة محورية في محادثاته<. وذهب دبلوماسي قريب من الوكالة إلى القول: >لا يمكن أن تنجح أي عملية للسلام في الشرق الأوسط بدون معالجة قضية أسلحة الدمار الشامل<. وحتى وقت قريب قال دبلوماسيون في فيينا إن البرادعي قد يحاول إقناع إسرائيل بالاعتراف بامتلاك أسلحة نووية كخطوة أولى تجاه نزع السلاح، غير أن مسؤولين صهاينة ودبلوماسيين في فيينا قالوا إن ذلك لن يحدث. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتخلي عن سياسة الغموض الاستراتيجي، قال مسؤول صهيوني كبير لوكالة رويترز: >بالقطع لا. كانت السياسة مفيدة للبلد لعقود في مواجهة جيران شديدي العداء في الشرق الأوسط. وحين يتحسن هذا الوضع الإقليمي يمكن أن نبحث جديا تغيير السياسة<. وقد تمكن العالم للمرة الأولى أول أمس من إلقاء نظرة رسمية، وإن لم تكن كافية على مجمع ديمونة الإسرائيلي النووي المحاط بالسرية التامة من الداخل من خلال موقع جديد على شبكة الأنترنت أطلقته لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية. بيد أن صورة ملونة لما تصفه إسرائيل بأنه مركز النقب للأبحاث النووية، ويشتبه خبراء أجانب في أنه المكان الذي تمت فيه صناعة عدد من الرؤوس النووية، لم تظهر سوى مشهد يقتصر على صف من الأشجار الخضراء المشذبة يقود إلى مفاعل ذي قبة بيضاء في الخلفية. ولم يظهر أي أشخاص في صورة المنشأة التي عمل فيها ذات يوم الفني موردخاي فعنونو الذي فضح أسرارا نووية صهيونية وأطلق سراحه في أبريل الماضي بعد أن قضى 17 عاما في السجن بتهمة الخيانة. والتقط فعنونو صوره الفوتوغرافية الخاصة وعددها 60 صورة من داخل مفاعل ديمونة وأعطاها لصحيفة صنداي تايمز البريطانية عام ,1986 وخلص خبراء مستقلون فحصوا الصور إلى أن إسرائيل أنتجت ما يتراوح بين 100 و200 رأس نووي في ذلك الموقع.