وجاءت تصريحات ضمن مقال لجهاد الخازن الكاتب الصحفي في صحيفة الحياة اللندنية ورئيس تحريرها السابق، في سياق مكالمة هاتفية مع البرادعي للتهنئة بعيد الاضحى. فقد نقل الخازن عن البرادعي قوله حول سورية ان "الوكالة لا تزال تنتظر تفسيرات كثيرة من سورية، ولا تزال تريد أن يفحص مفتشوها مواقع عدة". واضاف انه "لا يستطيع أن يحرم سورية حقها في عضوية النادي النووي، فمثل هذا القرار يتبع ثبوت عدم التزام سورية بالاتفاقات المعقودة والشروط القائمة". واوضح البرادعي للصحيفة ان على "سورية تبرئة نفسها من التهم المتداولة بعد الغارة الإسرائيلية". وقال ان "اسرائيل ضربت على الشبهة، بدل أن تعطي (والولايات المتحدة) الوكالة المعلومات المتوافرة لها لتتأكد الوكالة من صحة المعلومات أو زيفها". يشار الى ان تقريرا صدر عن الوكالة قال ان منشأة الكبر السورية "تحمل سمات الموقع النووي، لكن من غير المستبعد ايضا أن تكون لأغراض لاعلاقة لها بأي نشاط نووي". ففي أول تقرير تعده الوكالة بشأن النتائج التي توصلت إليها تحقيقاتها بشأن طبيعة منشأة الكبر الواقعة في محافظة دير الزور شرقي البلاد، قالت الوكالة إن محققيها عثروا على "كميات "هامة" من اليورانيوم. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت قد دمرت المنشأة المذكورة الواقعة في الصحراء السورية، في غارة جوية شنتها عليها في سبتمبر/ ايلول من العام الماضي. ونقلت الحياة عن البرادعي قوله عن ايران: "انهم يتصرفون ضمن نطاق القوانين، ويسمحون للوكالة بفحص المواد التي يستوردونها، ويبدو أنهم بانتظار الإدارة الجديدة في واشنطن، ويحاولون تهدئة الوضع حتى رحيل ادارة بوش". وكان البرادعي قد دعا ايران في سبتمبر/ ايلول الماضي للرد على اتهامات باجراء دراسات لانتاج رأس حربي نووي. وقال البرادعي إنه بدلا من أن تصف ايران تلك الادعاءات بأنها "مزورة وملفقة"، من الافضل لها ان "توضح مدى صحة هذه الدراسة ومن اين تمت فبركة مثل هذه المعلومات" حسب الرد الإيراني. وأضاف البرادعي أمام مجلس حكام الوكالة أن "على ايران أن تقدم معلومات أساسية لدعم تصريحاتها وان تسمح بالوصول الى الوثائق والاشخاص المعنيين". وكانت ايران قد رفضت الاثنين عرض الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الذي يتضمن تقديم مزيد من الحوافز الاقتصادية لها مقابل تغيير نهجها في المجال النووي والا مواجهة مزيد من العقوبات. واعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقوي ان "سياسة العصا والجزرة" لن تجدي مع ايران وهي مرفوضة وفاشلة. وكان اوباما قد اعلن في برنامج تلفزيوني ان على واشنطن فتح قنوات دبلوماسية مباشرة مع ايران لاقناعها بتغيير سلوكها في المجال النووي والتوقف عن دعم الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله اللبناني. وتكرر طهران رغبتها في الجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع واشنطن رافضة الشروط المسبقة بوقف برنامجها النووي.