دعا المرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أول أمس، إلى وقف التدخلات والإسرائيلية الخارجية في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في التاسع من يناير القادم. وهدد البرغوثي، في مؤتمر صحفي بتحويل حملته الانتخابية إلى أنشطة احتجاجية ضد الممارسات الإسرائيلية، التي تسمح فقط بحرية الحركة لمرشح واحد دون باقي المرشحين، في إشارة إلى مرشح حركة فتح محمود عباس أبو مازن. وقال البرغوثي إذا لم تحل هذه المشاكل، خلال الأيام القادمة، سنبدأ بحملة نشاطات احتجاجية مباشرة ضد الإجراءات الإسرائيلية. وأضاف أنه سيخوض الانتخابات باسم الأغلبية الصامتة من الشعب الفلسطيني، والتي همشت عن صنع القرار لسنوات طويلة، ولن نسمح بأن يستمر تهميشها بفعل الممارسات الإسرائيلية. وأوضح البرغوثي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تمنعه من التوجه إلى قطاع غزة، كما منعته من دخول بعض الأحياء في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية واحتجزته، بينما كان في طريقه إلى مدينة سلفيت شمالا. وأضاف حتى اللحظة لا يسمح للمرشحين بالوصول إلى قطاع غزة باستثناء مرشح واحد، لا بد من حرية الحركة للمرشحين والمواطنين أيضا. كما اتهم البرغوثي أطرافا خارجية لم يسمها بالتدخل في الانتخابات الفلسطينية لصالح مرشح فتح محمود عباس. وقال إن هذه الأطراف تواصل التدخل بالإيحاء بأن نتائج الانتخابات باتت محسومة والضغط على بعض المرشحين للانسحاب. ودعا البرغوثي بقية المرشحين لرئاسة السلطة الفلسطينية، بمن فيهم عباس الذي يشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى التخلي عن مواقعهم الرسمية و بالتفرغ لحملة انتخابية نزيهة. يشار إلى أن البرغوثي تعرض ليلة الأربعاء الماضي للاحتجاز والضرب على أيدي جنود الاحتلال في نقطة تفتيش بالضفة الغربية، وقد ضربوه وثبتوه في الأرض باستخدام بنادقهم. وفي ذات السياق، أعلن المرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية حسن خريشة انسحابه من الانتخابات الفلسطينية، مبررا انسحابه بأن هذه الانتخابات لن تكون شاملة وقطاعات واسعة من شعبنا لن تشارك فيها مما سينعكس على مدى شرعيتها. وأضاف خريشة أن الإجراءات الإسرائيلية تضع العراقيل أمام هذا الاستحقاق الدستوري والديمقراطي وتحول دون تنقلي شخصيا لشرح برنامجي الانتخابي. وعلى صعيد آخر، عبر الكثير من الفلسطينيين عن خيبة أملهم ونكستهم نتيجة عدم الإفراج عن النائب الأسير مروان البرغوثي، مقابل إفراج المصريين عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام. واعتبر المحلل السياسي أشرف العجرمي، في تصريح خاص بالتجديد، أن هذه الصفقة ليست منصفة للبرغوثي، لأنها بالأصل ليست صفقة تبادل أسرى أو سجناء وإنما الجزء الأكبر منها سياسي، وأضاف التسهيل الذي قدمته مصر لإسرائيل بالإفراج عن عزام، كان مقابله أن تسهل إسرائيل دخول مصر على خط العملية السلمية، وذلك من خلال الدور الأمني على الحدود والدور الأمني في تدريب الشرطة الفلسطينية في غزة والضفة، وكذلك إعادة السفير المصري إليها. واعتبر سعد نمر، مدير الحملة الشعبية للتضامن مع البرغوثي، أن الإفراج عن عزام لا يشكل أي اثر على حرية مروان، مضيفا أن هذه سياسة مصرية إسرائيلية، وهي ناتجة عن خوف المصريين، الذين أسرعوا في عملية الإفراج، لأسباب تتعلق بهم، ونحن لا نعول عليها كثيرا. وفي حديث معه، أشار عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية لالتجديد إلى أن مروان البرغوثي وضع نفسه في مأزق حرج ليس الآن، وإنما منذ فترة طويلة، والسبب أن مروان استعمل ووضع في فوهة المدفع، وأضاف حسب معرفتي به انه مندفع، وبالتالي دفع ثمن هذا الاندفاع، وبالرغم من أن مروان كانت لديه حسن نية تجاه هذه الوطن، لكن حسن النوايا لا تأتي بثمار طيبة هذه الأيام وفي مثل أوضاعنا. وقال الدكتور فريد أبو ضهير، أستاذ الإعلام بجامعة النجاح بنابلس، يبدو أن حسابات مصر صارت خاصة، تتعلق بسياستها بعيدا عن الأبعاد العربية الأخرى وأطراف الصراع مع إسرائيل، ولذلك فإن هذه الخطوة تمثل خللا في النظام العربي والعلاقات العربية والمواقف تجاه الصراع مع إسرائيل. واعتبر أبو ضهير أن ما يقوم به حزب الله من عمليات مبادلة للأسرى هو أنجح مما تقوم به الدول العربية من عمليات مبادلة، لان حزب الله تختلف حساباته فهو ليس دولة ولا يقيم علاقة بأي شكل من الأشكال مع إسرائيل ويتعامل بمنطق المقاومة والمواجهة ولذلك يبقى الرهان عليه اكبر بالنسبة للفلسطينيين. سامر خويرة من نابلس