مروان البرغوثي المعتقل في اسرائيل هو القائد الفعلي للانتفاضة ويرى فيه الكثير من الفلسطينيين الخليفة الطبيعي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وانتخب امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي (50 عاما)عضوا في اللجنة المركزية لفتح في المؤتمر الاول للحركة منذ عشرين عاما الذي عقد في بيت لحم. وبرز نجم الرجل القصير القامة, ذي الوجه المستدير المطبوع بشاربين عند اندلاع الانتفاضة في سبتمبر2000 في الضفة الغربية وقطاع غزة. واضفت هذه الميزات على البرغوثي صبغة اسطورية واكسبته عددا من الالقاب من بينها «ابو الانتفاضة» و«نابوليون الفلسطيني» نظرا لخفة حركته وقصر قامته و«موسى الفلسطينيين» وبرز آنذاك من بين اهم شخصيات «الحرس الجديد»او الجيل الجديد من قادة الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي, بالمقارنة مع «الحرس القديم» الذي احاط بالقائد التاريخي ياسر عرفات في منظمة التحرير الفلسطينية منذ1960 . ولم يخف البرغوثي في اي وقت دعمه للكفاح المسلح مع الاعتراض على العمليات العشوائية في اسرائيل. ومنذ اعتقله الجيش الاسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية في15ابريل من2002 في خضم الانتفاضة, استمرت شعبيته بالارتفاع الى حد انه بدا خليفة محتملا لعرفات حتى قبل وفاته في نوفمبر2004 . وفي يونيو2004 اصدرت بحقه محكمة اسرائيلية خمسة احكام بالسجن المؤبد بعد ادانته في الضلوع مباشرة في اربع عمليات ضد اسرائيل ادت الى مقتل خمسة اشخاص في اثناء الانتفاضة. وسعى البرغوثي في اثناء المحاكمة الى لعب دور المدعي, وتحويلها الى محاكمة للاحتلال. وبالرغم من الحكم القاسي, اعلن ان الانتفاضة ستستمر رافعا شارة النصر. في اواخر2004 , ترشح البرغوثي من السجن الى انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية لتحدي «الحرس القديم» في فتح, قبل الانسحاب وتأييد ترشيح محمود عباس الذي انتخب في يناير2005 تلقى البرغوثي وهو من مواليد قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية, تعليمه في جامعة بير زيت قرب رام الله وحصل على شهادة في العلوم السياسية. وهو يتقن اللغتين الانكليزية والعبرية التي تعلمها خلال وجوده في سجون الاحتلال في سني مراهقته. وابعد خارج الاراضي الفلسطينية عند بداية الانتفاضة الاولى (1987 -1994 ). ثم عاد البرغوثي الى الضفة الغربية بعد اتفاقات اوسلو في1993 التي كان مناصرا حازما لها, وانتخب نائبا في1996 . لكن عرقلة عملية السلام خيبت اماله, بالرغم من ان يبقى من مؤيدي حل من دولتين اسرائيلية وفلسطينية. وعرف البرغوثي بمعارضته الشديدة للاحتلال الاسرائيلي واستعداده لتعبئة الرأي العام, او المقاومة المسلحة على حد وصف الاسرائيليين, ضد الدولة العبرية. وغالبا ما يذكر احتمال الافراج عنه في اطار تبادل للاسرى بين حركة حماس التي تحتجز اسيرا اسرائيليا في غزة واسرائيل.