يحاول قادة سبع دول من جنوب الاتحاد الأوروبي، من بينها فرنسا واليونان، يوم السبت 28 يناير 2017، في لشبونة التوصل إلى منصة مشتركة من اجل اعادة اطلاق المشروع الاوروبي الذي يواجه تحديات خروج بريطانيا ووصول دونالد ترامب الى السلطة في الولاياتالمتحدة. وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإنه على غرار قمة أولى في اثينا في شتنبر، سيحاول قادة هذه الدول المطلة على البحر المتوسط درس سبل تخفيف القيود الخانقة للموازنة الاوروبية وتسهيل "تقاسم اكثر عدلا للاعباء" على صعيد استقبال اللاجئين. وكان رئيس الوزراء البرتغالي انتونيو كوستا اعلن منذ الثلاثاء أن منطقة اليورو بحاجة ملحة لإصلاحات "لتجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والشرعية السياسية التي تزعزعها" ازاء صعود "الحماية والشعبوية". تنطلق "قمة الدول المتوسطية للاتحاد الاوروبي" التي تضم ايضا ايطاليا واسبانيا وقبرص ومالطا عند الساعة 11,00 ت غ وتختتم بعدها باربع ساعات، ببيان مشترك يشمل خصوصا اعادة اطلاق النمو والاستثمارات في اوروبا. الهدف من القمة هو التنسيق قبل قمتين اوروبيتين اخريين مقررتين في الثالث من فبراير في مالطا للتباحث في مستقبل الاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا وفي 25 مارس في روما بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتوقيع المعاهدة التاسيسية في العاصمة الايطالية. بين المواضيع المطروحة ايضا الامن والدفاع وازمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية. وكان رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حذر في اواسط يناير الحالي من ان اوروبا يمكن ان تواجه في الربيع تدفقا "غير مسبوق" من المهاجرين على السواحل الايطالية. "نادي المتوسط" يفترض ان تتناول القمة في لشبونة خصوصا تاييد التطبيق الفعلي للاتفاق الموقع في مارس 2016 بين الاتحاد الاوروبي وتركيا لوقف تدفق اللاجئين الى اوروبا. الا ان انقرة لوحت الجمعة بانها ستلغي الاتفاق المثير للجدل بعد رفض اثينا تسليمها ثمانية عسكريين اتراك لجأوا الى اليونان وتتهمهم تركيا بالتورط في محاولة الانقلاب في 15 يوليوز. وتؤكد دول الجنوب التي اشار اليها اليمين الالماني بانها "نادي المتوسط" انها تريد اطلاق مشاريع تفيد مجمل الاتحاد الاوروبي. واوضح مصدر في الحكومة البرتغالية لوكالة فرانس برس "في السياق الجديد الناتج عن خروج بريطانيا من الاتحاد، علينا اعادة التاكيد على حيوية ووحدة اوروبا". كما اشار مصدر دبلوماسي فرنسي الى ان الامر يتعلق باعداد "مقترحات لكل اوروبا ودفع المشروع الاوروبي قدما". وعلق غونترام فولف مدير مركز بروغل للابحاث لفرانس برس ان "فرنسا في الوقت نفسه بلد من الجنوب والشمال وهي تقيم جسورا بين المنطقتين. وليس هناك ما يدعو الى الاعتقاد بانها تسعى الى مواجهة مع المانيا". وكدليل على ذلك، حرص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على لقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، أمس الجمعة، في برلين للتاكيد على الوحدة بين البلدين. ظل ترامب مع أن التغيير الجذري على رأس الولاياتالمتحدة والاستحقاقات الانتخابية الحاسمة في هولنداوفرنساوالمانيا ليست رسميا على جدول اعمال قمة لشبونة، الا ان تبعاتها حاضرة في كل الاذهاب. فقد صرح هولاند ان الادارة الاميركية الجديدة "تشكل تحديا" لاوروبا "خصوصا على صعيد القواعد التجارية وسبل حل النزاعات في العالم". كما قال رئيس مجموعة يوروغروب يورين ديسلبلوم الجمعة ان اوروبا باتت "لوحدها" منذ تنصيب ترامب، مضيفا "ربما هذا ما تحتاج اليه حتى نعمل معا فعلا". يدعو الرئيس الاميركي الجديد المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الى سياسة حمائية وقومية تبعد الولاياتالمتحدة عن حليفتها الاوروبية التقليدية. وعلق الخبير السياسي البرتغالي جوزيه انتونيو باسوس بالميرا "ريما ان يشكل ترامب فرصة للاتحاد الاوروبي ويحمل الاوروبيين على رص الصفوف ازاء التحديات من الجانب الاخر للمحيط الاطلسي".