بعد الضجة الكبيرة التي لاحقت إعلان النائب الأسير مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح بالضفة الغربية والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، الترشح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية كمستقل، والتصريحات التي تلت هذا الإعلان، خاصة من رجالات فتح وقيادتها، كان لا بد من استيضاح الصورة ومعرفة الأسباب التي دفعت البرغوثي للعدول عن موقفه السابق بعدم الترشح، وأثر ذلك على حركة فتح وعلى الساحة الفلسطينية بشكل عام. التجديد اتصلت بالمحامية فدوى البرغوثي، عقيلة الأسير مروان، وكان لنا معها هذا اللقاء. ما هي الأسباب التي دفعت زوجك للرجوع عن قراره بعدم الترشح؟ مروان رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية بناء على طلب من بعض المجموعات من كتائب شهداء الأقصى، وبناء على الضغط الذي شكله الشارع الفلسطيني عليه للترشح للانتخابات وتحد للاحتلال وليس من أجل الكرسي. ويأتي ترشيح مروان قبل سويعات من إنهاء التسجيل للترشح نتيجة إلحاح الناس عليه، لذلك فقد جاء ترشيحه لنفسه بناء على قرار وطني.. ولم يكن ترشيح مروان للوصول إلى الكرسي كما يقولون، فالكرسي في ظل الاحتلال ليس له صلاحية وهو باطل، والمقعد الذي كان قد شغله عرفات هو مقعد الثبات في وجه الاحتلال ولم يكن للمناصب. وعملية الانتخابات هي عملية ديمقراطية وليست حكرا على أحد، وهي تعكس الجانب الحضاري الذي وصل إليه الفلسطينيون. هل لك أن تذكري لنا الأهداف التي ينوي السيد مروان تحقيقها في حال وصوله إلى منصب الرئاسة؟ إن هدف مروان الأول هو دعم قضية الشعب الفلسطيني، الذي ضحى وسيظل يضحي من أجلها، كما أن هدفه حماية الانتفاضة والمقاومة من عبث الإرهاب الصهيوني، وإنقاذها من الغرق الذي وقعت فيه، لأنها انتفاضة الشعب كاملا، وليست انتفاضة أفراد ورموز. كما سيعمل مروان على إنصاف المقاومة والانتفاضة، بعد أن ظلمها بعض الفلسطينيين، الذين حاولوا طمس هذه الانتفاضة وإنهاء المقاومة المشروعة. دعم مروان في موقفه الأول أبو مازن وطالب بالوقوف إلى جانبه، ها هو اليوم يتراجع عن ذلك ويقف ندا له، ما وجهة نظرك في هذا؟ الاتفاق على ترشيح الأخ أبو مازن كان اجتهادا، وهذا الاجتهاد قابل للتغيير، خاصة بعد أن لقي مروان ردة فعل لعزوفه عن الترشيح، سواء من جانب القيادة في السلطة أم من جانب الفصائل ومن الشعب، الذي مارس معظم أشكال الضغط عليه للعدول عن قراره. تشير أراء المحللين إلى أن ترشح مروان للرئاسة سيؤدي لا محالة لخلق انقسام داخل صفوف حركة فتح، وسيشتت قوتها وتجمعها ويخلق بلبلة في صفوف أبنائها؟ ترشيح مروان ليس فيه تفريق للصف الفتحاوي ولا للوحدة الوطنية، فالأمر كله أن ترشيحعه يعني تحديه للاحتلال وليس لأحد، لأجل تثبيت خيار المقاومة والنهوض بالانتفاضة الفلسطينية. ونحن يجب ألا نلتف حول فئات من هنا وهناك، فقد كان البعض لا يوافق على انتفاضة الأقصى قبل وفاة أبو عمار، ولكنهم لم يحدثوا خللا في فرقة الشعب الفلسطيني، وكانوا يوافقوا على ما يتم اتخاذه من قرارات. كتائب الأقصى وقفت في صف أبو مازن ودعت البرغوثي للتراجع عن قراره.. أقول إن كتائب الأقصى، والتي حوكم مروان على أنه مؤسسها، عبارة عن مجموعات وخلايا، ولكل رأيه في ترشيح مروان، كما أنه لم يكن ليرشح نفسه لو لم يكن هناك ضغط أولا من كتائب الأقصى. ومن حق كل فصيل فلسطيني أو أي شخص يرى في نفسه المؤهلات لذلك أن يرشح نفسه للانتخابات. سأقف بكل قواي مع زوجي من أجل فوزه في الانتخابات، وان شاء الله سيفوز مروان، وفي حال عدم فوزه لا سمح الله فإن ذلك لا يعني عدم ترشحه لانتخابات المجلس التشريعي، وفي وقتها لكل حادث حديث. وأخيرا، هل تعتقدين أن فوز زوجك في الانتخابات سيجبر إسرائيل أن تفرج عنه؟ لا أعول كثيرا على أن فوز مروان سيجعل الحكومة الإسرائيلية تفرج عنه، ففوزه لا يعني أن إسرائيل ستقوم بذلك، وإنما أراد مروان، وراء ذلك، خوض الديمقراطية التي بني على أساسها، وهذه تجربة وهناك تجارب كثيرة مرت بها الشعوب كان أبسطها تجربة المناضل نيلسون منديلا، فالقيادات موجودة داخل السجون، والمجتمع الفلسطيني هو مجتمع مؤسساتي تديره المؤسسات، وعلى إسرائيل أن تقتنع بأن هذه عملية ديمقراطية وهي حق للشعب الفلسطيني. أجرى الحوار: سامر خويرة من نابلس