اكدت مصادر مقربة جدا من اللجنة المركزية لحركة فتح ل'القدس العربي' الجمعة بأن هناك معارضة في اللجنة لفكرة ترشيح الاسير مروان البرغوثي لرئاسة السلطة الفلسطينية اذا ما واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اصراره على عدم الترشح مرة اخرى. وكان عباس اعلن مساء الخميس عدم رغبته في ترشيح نفسه لرئاسة السلطة في الانتخابات القادمة التي حدد موعدها في 24 كانون الثاني (يناير) القادم.واوضحت المصادر الفلسطينية ل'القدس العربي' بأن الاسير مروان البرغوثي يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة السلطة اذا واصل عباس الاصرار على عدم ترشيح نفسه. واشارت المصادر بأن المشكلة التي قد تواجه البرغوثي هي المعارضة التي يبديها العديد من اعضاء مركزية فتح لترشيحه لرئاسة السلطة. واوضحت المصادر بأن المعارضة داخل المركزية لترشيح البرغوثي تأتي لأنه 'لا يعقل انتخاب رئيس للسلطة معتقل في سجون اسرائيل ومحكوم بعدة مؤبدات'. ونقلت المصادر عن اعضاء في مركزية فتح قولهم 'سنبقى نفاوض اسرائيل لعدة سنوات من اجل اطلاق سراح الرئيس وبعد ان ننجز مهمة اطلاق سراحه تكون اسرائيل انهت جميع مخططاتها على ارض الواقع وانهت فكرة وامكانية قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة'. وتعقيبا على حجة المعارضين لترشيح البرغوثي لرئاسة السلطة قال قدورة فارس احد قادة حركة فتح المقربين من البرغوثي للقدس العربي 'وهل اذا انتخبنا واحدا من خارج السجن ستنطلق المفاوضات ونحقق اهدافنا الوطنية من خلالها؟'، رافضا الحديث ل'القدس العربي' حول اسباب المعارضة الموجودة في اللجنة المركزية لترشيح البرغوثي لرئاسة السلطة. ومن جهتها اعلنت اسرائيل بانه لا يوجد لديها امكانية لاطلاق سراح البرغوثي حتى لو تم انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايلون بانه لا يرى امكانية لمنح مروان البرغوثي عفوا واطلاق سراحه حتى في حال انتخابه رئيسا خلفا لمحمود عباس. وحول قرار عباس قال ايلون بأن اسرائيل لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية وان قرار تنحيه عن خوض الانتخابات الفلسطينية القادمة يقع ضمن الشؤون الداخلية. ونقلت مصادر فلسطينية الجمعة عن مصادر امريكية أن إدارة أوباما لا تشعر بقلق كبير تجاه عدم ترشّح عباس للانتخابات المقبلة . وقالت مصادر أمريكية إن البيت الأبيض يفضّل في هذه الحالة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أوعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان لخلافة عباس. وأضافت أن مسؤولين في البيت الأبيض عقدوا جلسات استراتيجية مع كل من فياض ودحلان بشأن احتمالات خلافة عباس في عام 2010. وأعربت مصادر فلسطينية عن تقييمها بأنه من المحتمل أن يعدل عباس عن قراره عدم التنافس مرة أخرى على رئاسة السلطة في حين قالت مصادر مقربة من رئاسة السلطة للقدس العربي الجمعة بان عباس سيعدل عن عدم الترشح شرط ان يكون مرشح فصائل منظمة التحرير لاية انتخابات قادمة في مواجهة حماس. وقال مسؤول فلسطيني للاذاعة الاسرائيلية إن عباس قد يعيد النظر في هذا القرار إذا طرأ تغير حقيقي في المسار السياسي. وكانت مصادر اسرائيلية قالت ان قرار عباس يهدف إلى الضغط على الأمريكيين للضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان قبل العودة لطاولة المفاوضات. وكان مفوض العلاقات الخارجية في حركة 'فتح' وعضو لجنتها المركزية نبيل شعث اكد أن عباس يمر بمأزق سياسي كبير، نتيجة تخلي الإدارة الأمريكية وتراجعها عن وعدها إياه بوقف 'الاستيطان'. وقال شعث 'إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تراجعت عن التزاماته تجاه عملية السلام' ما وضع عباس في مأزق سياسي كبير، مشيرا إلى أن عباس يشعر من جرَّاء ذلك ب'إحباط كبير'. ورغم الاحباط الذي يعاني عباس نتيجة المواقف الامريكية اكدت اللجنة المركزية لحركة فتح على تمسكها بعباس كمرشح وحيد باسم الحركة للانتخابات الرئاسية القادمة. وقال بيان باسم اللجنة المركزية لفتح: إن الحكمة والتاريخ النضالي المشرف والتجربة الطويلة والخبرات التراكمية ولما يحظى به الأخ الرئيس من إحترام على جميع المستويات، فإن اللجنة المركزية للحركة التي تعبر عن كل الأطر الحركية تجدد موقفها مؤكدة بعد الخطاب الذي ألقاه السيد الرئيس - مساء الخميس- وتؤكد وقوف حركة فتح بكل إطرها خلفه، تثق به وتلتف من حوله بقوة خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها القضية الفلسطينية ، وتطالبه بالإستمرار في تحمل المسؤولية في المرحلة القادمة كما حملها بأمانة بعد رحيل الرئيس الخالد ياسر عرفات وحتى تحقيق أهدافنا واستكمال مشروعنا الوطني . وأختتم الناطق الرسمي تصريحه بقوله إن اللجنة المركزية وكل الأطر الحركية القيادية والقاعدية ستكون الى جانبه وخلفه في مواجهة كل التحديات التي تواجه مسيرتنا الوطنية بما فيها العقبات والعراقيل التي تضعها إسرائيل أمام عملية السلام والعمل على إنهاء الإنقسام وإعادة اللحمة لشعبنا على طريق تحقيق الحرية والأستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . وخرجت مسيرة حاشدة في مدينة رام الله، بعد صلاة الجمعة، مؤيدة لعباس وداعية إياه إلى العدول عن قراره بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وانطلقت المسيرة من مسجد البيرة الكبير باتجاه دوار المنارة وسط المدينة، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ورددوا الشعارات المؤيدة لعباس، وجددوا البيعة له، وأكدوا ثقتهم به. وأعرب المشاركون في المسيرة عن رغبتهم في ترشح عباس للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقالوا إن الرئيس له أثر كبير على السياسة، داخليا وخارجيا، بسبب حنكته السياسية وخبرته الطويلة، وهو القادر على قيادة الشعب الفلسطيني إلى بر الأمان وتحقيق الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدين أنه الرئيس الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.