فيما اعرب 76 بالمئة من الفلسطينيين عن اعتقادهم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعدل عن قراره عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية للسلطة الفلسطينية قام الاخير بزيارة الاحد لمحافظتي الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية وسط تجمع الآلاف من المواطنين المطالبين بعدوله عن قراره. وكان عباس اعلن قبل ايام بأنه لا يرغب بالترشح لرئاسة السلطة في الانتخابات القادمة الامر الذي دفع الآلاف من اهالي الخليل الاحد للخروج الى الشوارع في استقباله ومطالبته بالتراجع عن قراره. وفيما هتف المئات من المواطنين الذي اصطفوا بجوار الشوارع التي سلكها موكب عباس قائلين 'يا محمود عباس.. لا تتنحى أنت الاساس' قالت مصادر فلسطينية محلية بالخليل ان استقباله كان منظما وليس شعبيا. واكدت المصادر بأن عباس شرع في دعاية انتخابية بزيارة الخليل الاحد اكبر محافظات الضفة الغربية، مشيرة الى ان قراره عدم الترشح لرئاسة السلطة ليس حقيقيا، مؤكدة على انه سيتراجع عنه على حد قولها. وزار عباس محافظة الخليل الاحد لافتتاح العديد من المؤسسات فيما تبرع بعشرات الآلاف من الدولارات لمؤسسات اهلية. وتبرع عباس بمبلغ 30 ألف دولار لمجلس طلبة جامعة الخليل، ومثلها لمجلس طلبة جامعة بولتكنيك فلسطين، و30 ألف دولار أخرى للجمعية الخيرية الإسلامية، و10 آلاف دولار لجمعية البر والإحسان، 10 آلاف دولار لمنتدى حلحول الثقافي. ونظمت حركة فتح في محافظة بيت لحم مهرجانا تأييديا لعباس مساء الاحد استقبالا له وسط مطالبات بعدوله عن قراره عدم الترشيح لرئاسة السلطة مرة اخرى. وعلى نفس الصعيد اظهر استطلاع للرأي الفلسطيني ان 76 بالمئة من الفلسطينيين يعتقدون أن عباس سيعدل عن قراره. وكشفت نتائج استطلاع للرأي أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة مؤخراً أن 62 بالمئة يعارضون قرارعباس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، مقابل 38 بالمئة يؤيدون هذا القرار. وبينت نتائج الاستطلاع الذي أجراه طاقم شركة الشرق الأدنى للاستشارات 'نير ايست كونسلتنغ' في رام الله، أن 79 بالمئة من مؤيدي حركة حماس مع قرار الرئيس بعدم الترشح، مقارنة مع 77 بالمئة من مؤيدي حركة فتح يطالبون عباس بالعدول عن قراره. وحول الأسباب التي دفعت عباس لاتخاذ هذا القرار، يعتقد 45 بالمئة أنه يعاني من أزمة سياسية، مقابل 16بالمئة يعتقدون أنه يهدف الى الضغط على الولاياتالمتحدة واسرائيل و12 بالمئة، والضغط على حركة حماس و10 بالمئة بأنه لديه استراتيجية غير معلنة، و17 بالمئة لأسباب أخرى منهم نسبة قليلة تصل الى 3 بالمئة تعتقد أنه يهدف الى حل السلطة وتسليم منظمة التحرير مسؤولية ادارة الأراضي الفلسطينية. وبينت النتائج أن غالبية 76 بالمئة يعتقدون أن عباس سيعدل عن قراره بعدم الترشح للانتخابات، مقابل 24 بالمئة يعتقدون أنه حسم موقفه في عدم الترشح. وفي سؤال للمستطلعين حول الشخصية التي سيمنحونها أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أظهرت النتائج أن 31 بالمئة سينتخبون عباس حتى بعد إعلانه عن عدم ترشحه للانتخابات مع العلم أن هذا الخيار لم يذكر للمستطلعين، و12بالمئة مروان البرغوثي، و8 بالمئة محمد دحلان، و7 بالمئة د.سلام فياض، و4 بالمئة إسماعيل هنية، و3 بالمئة د.مصطفى البرغوثي، و6 بالمئة شخصيات أخرى، و 16بالمئة سيمتنعون عن المشاركة أو التصويت في الانتخابات، و13 بالمئة رفضوا الإجابة. ووفقاً للنتائج، ترتفع نسبة تأييد مروان البرغوثي ومحمد دحلان بين عنصر الشباب، في حين يحصل عباس على تأييد متساو تقريباً من مختلف الفئات العمرية. وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية، توضح النتائج أن الخطاب الذي ألقاه عباس واعلن فيه قراره عدم الرغبة في الترشح مرة ثانية لرئاسة السلطة، زاد من شعبية حركة فتح، حيث سيدلي 62 بالمئة بأصواتهم لحركة فتح إذا جرت الانتخابات الأسبوع المقبل. وعلى صعيد حل السلطة الفلسطينية، عبر غالبية 75 بالمئة عن رفضهم ذلك، مقابل 25بالمئة يؤيدون حل السلطة. وفي حال تم حل السلطة، يفضل 61 بالمئة تولي منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية الأراضي الفلسطينية، مقابل 27 بالمئة يفضلون إعادة الوضع إلى ما قبل اتفاق اوسلو، و7بالمئة مع وجود قوات دولية و5بالمئة إلحاق الضفة الغربية بالأردن وضم قطاع غزة الى مصر. هذا واثار قرار عباس عدم رغبته بالترشح مرة اخرى لرئاسة السلطة ردود فعل متباينة على الصعيد الفلسطيني في حين اقر رئيس دولة اسرائيل شمعون بيريس بان تل ابيب وواشنطن مست بعباس مما دفعه لاتخاذ ذلك القرار. ودافع بيرس عن عباس، حيث اعتبر في حديث مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان اسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية عملتا على المس وازعاج عباس وهذا ما ادى الى غضبه، والاعلان قبل ايام عن عدم ترشيح نفسه مرة أخرى للرئاسة في السلطة الفلسطينية. وبحسب ما نشر موقع الصحيفة صباح الاحد فإن تصريحات بيريس جاءت اثناء احياء ذكرى رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق رابين ليلة أمس الاول في ميدان رابين بمدينة تل ابيب، حيث اعتبر بيريس ان تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والتي دعت فيها الى بدء المفاوضات دون وضع شروط مسبقة ووقف الاستيطان، كان لها دور كبير في الموقف الاخير لعباس. واضاف الموقع نقلا عن بيريس 'كلنا ساهمنا في المس بالرئيس عباس، وليس مهما اذا كنا نقصد ذلك ام لا، لان النتيجة كانت واحدة، وهذا الامر كان بمثابة رشق الحجارة بوجه ابو مازن من الجميع، حيث ساهم ذلك بشكل كبير في غضب الرئيس الفلسطيني، خاصة انه يعمل منذ 50 عاما للتوصل لنهاية لهذا الصراع ومن غير المعقول ان يتلقى هذا الموقف من اسرائيل وامريكا'. وفي ظل الاعتراف الاسرائيلي بدفع عباس لاتخاذ قراره الاخير نفت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية الاحد اعتزامها تقديم توصية بتأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية التي حدد موعدها عباس في 24 كانون الثاني (يناير) القادم. وأكدت اللجنة في بيان صادر عنها الاحد أنها لا تزال ملتزمة بالموعد الذي حدده عباس لإجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من كانون ثاني المقبل، وأنه ليس من صلاحيتها تغيير المرسوم الرئاسي الصادر بهذا الخصوص. وناشدت اللجنة كافة وسائل الإعلام عدم التعاطي مع التسريبات الإعلامية، والالتزام بأخذ المعلومات والبيانات التي تخص اللجنة من مصادرها الرسمية، علما بأن اللجنة تصدر بانتظام بيانات صحافية رسمية حول موقفها وإجراءاتها الانتخابية في الوطن.