قسم ترشيح مروان البرغوثي لمنصب الرئيس الشارع الفلسطيني إلى قسمين الأول تتزعمه حركة فتح معتبرة أن البرغوثي ارتكب خطأ كبيرا بمخالفته قرار منظمة فتح وخروجه على الإجماع، وأن ذلك قد يؤدي إلى تقسيمها وخلق بلبلة في فلسطين، والثاني تدعمه غالبية فروع كتائب الأقصى وعددا من الفلسطينيين الذي يرون في مروان استمرارية الانتفاضة والمقاومة، في حين يتخوفون من تفريط عباس ابومازن في الثوابت الفلسطينية منطلقين من مؤشرأولي وقرار اتخذه قبل أن يحتل منصبا رسميا، ويتعلق الامر بمطالبيته التلفزيون الفلسطيني ومن الصحفييين والإعلاميين وقف ماسماه بالتحريض على إسرائيل. المقربون من مروان البرغوثي يؤكدون على أن تراجعه في السابق عن سحب الترشيح وتأكيده خوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية من جديد جاء بعد ما لمس أن هناك إخلالا بالشروط المتفق عليها داخل السجن مع مبعوث حركة فتح قدورة فارس، وهي الشروط التي كان من المقررإعلانها بعد72 ساعة من الاتفاق، الامر الذي لم يتم ، وقالت مصادر إعلامية بأن البرغوثي كان قد قال للمبعوث المذكور بانه سيكون في حل من الاتفاق في في حال لم ينجز عباس ابو مازن ما اتفق عليه. وعدم الوفاء بالشروط التي ظلت سرا وينتظرأن يعلن عنها للرأي العام الفلسطيني في اليومين المقبلين، جعلت مروان البرغوثي حسب المصادر نفسها يحس بوجود لعبة لإخضاعه للأمر الواقع دون نتيجة تذكر. ويرجح المتتبعون أن تكون تلك الشروط عبارة عن مواقف سياسية علنية وواضحة تتعلق بالالتزام بثوابت الشعب الفلسطيني وحماية الانتفاضة وكتائب الأقصى. من جهة أخرى توقع حاتم عبد القادر عضو اللجنة العليا لحركة فتح أول امس الثلاثاء أن يحسم مروان البرغوثي قراره بسحب ترشيحه من الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية قبل نهاية الأسبوع الجاري. مشيرا في حديث له مع إذاعة صوت فلسطين أن هناك اتصالات عدة مع البرغوثي من أجل إقناعه بضرورة سحب ترشيحه حفاظا على وحدة السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح . ووسط الخلاف الذي أثاره ترشيح مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية الفلسطينية داخل الشارع الفلسطيني وحركة فتح ، وسعي محمود عباس بكل الأساليب لانهاء الانتخابات الرئاسية الفلسطسينة بأسرع وقت ممكن قبل أن يفقد الدعم النسبي الذي حصل عليه بعد وفاة ياسرعرفات، خاصة بعدما أظهر استطلاع للرأي تقارب الأصوات بينهما وتساوي التأييد الشعبي لهما، فإن أصوات فلسطينية لم تردد في الدعوة إلى التريث وتأجيل مشروع الانتخابات التي ينعتها البعض بالكرزاتية حتي تتضح الرؤية وتتبدد الخلافات والوصول إلى توافق على القيادة المناسبة تفاديا للفرقة والفتنة التي قد تحدث داخل الشعب الفلسطيني الذي يحتاج في الظرفية الراهنة إلى الوقت وعدم التسرع والسعي لتوحيد الهدف وانتخاب قيادة في مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني وجهاده. محمد عيادي