منذ سنوات ليست باليسيرة، نشطت حركية بيع المجلات العربية والأجنبية التي تهتم بعالم الأزياء وأخبار الفنانين وأنشطتهم، وأصبحت المجلات المصرية بالدرجة الأولى، في غياب المنافسة الإعلامية اللبنانية، أكثر رواجا، فزاد اهتمامها بنشر الصور المثيرة وازدادت جرأتها في الترويج لها تحت يافطة عالم الأزياء وكواليس الفنانات وغيرها من العناوين التي أضحت تبطينا لمواضيع يمجها الذوق الفطري، وقد تعددت عناوين هذه المنتوجات التي أصبحت تتصدر رفوف الأكشاك المغربية، ومن ذلك جريدة الحادثة التي طلعت علينا في عددها ليوم الأحد 5 فبراير الجاري على صفحتها الأولى بصورجنسية مثيرة ومغرية، وخصصت صفحتين كاملتين للدعارة بأمريكا من غير معالجة على الأقل صحافيا، مما جعل الجريدة تقدم إعلانا بالمجان وبالمجون لعاهرات وتدرج أسماءهن وأوصافهن ورغباتهن الجنسية، وبالتالي تحولت صفحاتها إلى مواخير انحازت عن وظيفتها المهنية الأساس وانصهرت في طابورات القوادة الإعلامية التي أصبحت مسلكا متبعا عند كثير من المنابر الصحفية حتى لا يكسد سوقها التجاري. وأكثر المجلات العربية التي تضج بالإثارة تأتي من لبنان ولندن التي يصدر بها أكثر من عشرين مجلة عربية تنتمي إلى هذه النوعية من المجلات، وهي مجلات غالبا ما تتضمن على صدر أغلفتها صورا لنساء عاريات أو أشبه بذلك ينتمين إلى عالم الغناء أو الأزياء. ورغم أن هذه المجلات تعتمد في تأثيث صفحاتها على أخبار الفن وآخر صيحات الموضة وبعض الأخبار الثقافية ، إلا أنها لا يكاد يخلو أي عدد منها من تضمين صور فاضحة لفنانات أو راقصات عربيات وأحيانا حوارات ملتهبة تخرج عن حدود اللياقة الأدبية، ناهيك عن الحياء والعفة؛ ففي عدد نونبر من مجلة نادين اللبنانية التي تلقى رواجا بالمغرب ، تقول مارجولين في إحدى دردشاتها: أنا باردة في الشكل فقط ..وتعتز هذه الفتاة بنشر صور لها شاذة مع صديقاتها، معززة ذلك بقولها كانت لي تجربة جنسية سابقة مع إحداهن ، وكنت سعيدة جدا بها .. ثم تتحدث هذه الصحافية الإيروتيكية التي عرض عليها تقديم برنامج على قناة (تي إف 1) الفرنسية عن بعض الرجال الذين شاركوها الفراش ونثروا على جسدها آلاف القبلات و مليارات الدولارات، حتى أصبحت مليونيرة لا تحتاج إلى عمل آخر .. وقد سبق لمجلة لبنانية أن صورت الفنانة حلا شيحا بعد أن ارتدت الحجاب وتخلت عنه في المرة الأولى قبل أن تتزيى باللباس الإسلامي في الفترة الأخيرة، شبه عارية؛ حيث تبدو في النصف الأيمن من جسدها مرتدية الحجاب وقد كتب على ثديها كلمة الجنة، فيما صورالنصف الثاني عاريا، وقد كتب على ثديها الأيسر كلمة النار. وقد أثارت هذه الصورة سخطا عارما في مصر، نتج عنه سحب هذا العدد من الأسواق ومنع توزيع هذه المجلة بمصر قبل أن يتدخل وزير الإعلام المصري لصالح المجلة اللبنانية لتعاود الصدور بعد أربعة أشهر من المصادرة، في حين لم يلتفت في المغرب إلى أفدح من هذه الصورة، بل إلى مئات الصور الخادشة للحياء والعفة والتي تصل في أحايين كثيرة إلى صور بورنوغرافية بما تحمله الصورة من معنى ورؤية، ولعل الصور الخليعة التي تدرجها مجلة شوك (كُوك) الفرنسية بعض من الابتذال الإعلامي الذي تروج له كثير من المجلات والصحف التي توزع بالمغرب؛ فهذه المجلة تروج للشذوذ الجنسي ونشر الرذيلة، وقد خصصت بمناسبة اليوم العالمي للطفل ملفا حول البيدوفيليا وعوض أن تقدم مقاربة للموضوع، أدرجت صورا من التعاطي الجنسي بين الرجال والأطفال في غاية الضعة والامتهان، وبسطت على ظهر غلاف العدد 38 صورا لمرأة سحاقية تجهر بقولها وأخيرا عثرت على فتاة تناسب ذوقي . أما ما يوجد بباطن هذه المجلة فهو أكثر فضاعة وفضاحة، ولا يقيم اعتبارا لقيم المجتمع العربي الإسلامي ولأخلاقه. ويستقبل المغرب مجلات أجنبية كثيرة تنخرط في نشر صور الإغراء والإثارة الجنسية والترويج لأفكار دخيلة عن المجتمع المغربي وشاذة عن قيمه الأصيلة، وتظل هذه المجلات تتصدر أكشاك بيع الصحف دون تفعيل لبنود قانون الصحافة والنشر التي إن توفرت الإرادة في إعمالها وأجرأتها ،سيتم منع كثير من هذه المجلات من تأثيث الأكشاك المغربية، كما حدث ذات زمان عندما تم منع مجلات بلاي بوي وهستلر وبينتاوز الأمريكية من التداول بالمغرب.