من المرتقب أن يزور وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد المغرب يوم الأحد المقبل بعد حضوره قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في صقلية حسب ما ذكرت وكالة رويترز. وتأتي زيارة وزير الدفاع الأمريكي بعد زيارة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف.بي.اي) روبرت موللر للمغرب أول أمس الاثنين أجرى خلالها محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين المغاربة في إطار الحملة لمكافحة الإرهاب والإجرام الدوليين تليها زيارة لكل من الجزائر وتونس. وقد استقبل موللر أمس من قبل جلالة الملك محمد السادس بالديوان الملكي بالرباط مرفوقا بسفير بلاده بالمغرب طوماس ريلي وممثلة مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بالرباط لورين أندرسون، وحضر هذا الاستقبال كل من مصطفى ساهل وزير الداخلية والجنرال حميدو لعنيكري المدير العام للأمن الوطني وعبد اللطيف الحموشي مدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وتتزامن زيارة المسؤولين الأمريكيين مع متابعة العديد من المغاربة بالانتماء للقاعدة من بينهم مغاربة كانوا أسرى في غوانتانامو وآخرين كانوا في عدة دول اوروبية والذين ما تزال ملفاتهم معروضة على ملحقة محكمة الاستئناف بسلا وضمنهم مغاربة سبق أن سلمتهم السلطات الجزائرية للمغرب بعدما ذكرت هذه الأخيرة أنهم تسللوا سرا إلى أراضيها. ولم يستبعد بعض المتتبعين أن تكون قد نوقشت خلال هذه الزيارة مسألة إقامة قواعد عسكرية بكل من المغرب وتونس لتتمكن أمريكا من التدخل بسرعة في حال الضرورة في جميع أنحاء إفريقيا، علما أن أخبارا ترددت بالمغرب سابقا عن بناء قاعدة عسكرية أمريكية بمنطقة طانطان. كما تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تقدم فيه بوش بميزانية سيناقشها الكونغرس الأمريكي والتي خصص فيها للدفاع ميزانية قدرها 4‚439 مليار دولار، وهي أكبر ميزانية للدفاع في تاريخ الولاياتالمتحدة على الإطلاق، وتهدف إلى محاربة ما يسمى أمريكيا بالإرهاب وخوض حروب كبرى إذا لزم الأمر. ومن الفرضيات التي يطرحها بعض المراقبين ما اذا كانت لزيارة المسؤولين الأمريكيين علاقة بما رددته صحيفة لوس انجليس تايمز في عددها 29 يناير من سنة 2006 من وجود برنامج سري سيخرج قريبا من رفوف وزارة الدفاع ويتعلق بعملية عسكرية وشيكة سيكون المغرب ومنطقة الصحراء الكبرى مسرحا لها تقضي بتصفية قياديين تابعين لالقاعدة، وأكدت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات الأمريكية أعدت طائرة صغيرة الحجم، بدون ربان مجهزة بقذائف وآليات جد متطورة مهمتها رصد الأشخاص المبحوث عنهم وتصفيتهم جسديا. يشار إلى أن المغرب يعتبر حليفا لأمريكا في حربها على ما سمي بالإرهاب خاصة بعد أحداث 11 شتنبر وازداد اهتمام أمريكا بالمغرب بعد الأحداث الأليمة التي عرفها 16 ماي من سنة 2003.