من المقرر أن يزور وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الجزائر في 12 فبراير الحالي. ونقلت صحيفة الشروق اليومية الجزائرية عن مصدر دبلوماسي أمريكي قوله أن الزيارة ستكون الأولى من نوعها لوزير دفاع أمريكي في تاريخ الجزائر، مشيرة الي أنها تؤشر الى دخول التعاون الإستراتيجي بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون العسكري والأمني. واكتفت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر في اتصال مع (يونايتد برس أنترناشيونال) بالقول لا تعليق لدينا حول هذا الخبر . وحسب المصدر الدبلوماسي فإن الجزائر ترغب في استرجاع مكانتها ودورها الإستراتيجي في المنطقة، مشيرا الي أن مثل هذه الزيارة تؤكد نجاح الجزائر في استقطاب اهتمام العواصم المؤثرة . وذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يشغل منصب وزير الدفاع والقائد الأعلي للقوات المسلحة سيلتقي برامسفيلد خلال هذه الزيارة ليتباحث معه حول التعاون الثنائي بين البلدين على ضوء برنامج الرئيس بوتفليقة الذي وضعه العام 1999 لإخراج الجيش الجزائري من حالة الجيش التقليدي التي ميزته في العهد الاشتراكي الي حالة الجيش الحديث والمحترف. وأوضح نفس المصدر أن هذه الزيارة تعكس تقدير واشنطن لجهود الجزائر ووقوفها معها في المعركة ضد ما تسميه الإرهاب الدولي ، لافتا الي أن مواقف الجزائر على المستوي الدولي جعلتها في موقع الشريك الجديد لأمريكا على المستوي الإفريقي والعربي والإسلامي . ولم يستبعد المصدر أن يطرح رامسفيلد خلال لقائه بالرئيس بوتفليقة الذي ترأس بلاده أعمال القمة العربية حاليا فكرة التعاون مستقبلا مع الحكومة العراقية لتأمين انسحاب القوات الاجنبية من خلال مشاركة قوات عربية وإسلامية. يشار الي أن هذه الزيارة إذا تأكدت تأتي قبل أسابيع قليلة عن الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الي الجزائر، والتي سبقها الحديث عن توقيع الجزائر على صفقات شراء أسلحة روسية متطورة خاصة في المجال الطيران والدفاع الجوي بنحو ملياري دولار. إلى ذلك قال مصدر في الخارجية الجزائرية ل يونايتد برس أنترناشيونال أن زيارة الوزير الأمريكي الي الجزائر إذا كتب لها أن تكون ستدخل في سياق سلسلة الزيارات التي تقوم بها الوفود الأمريكية للجزائر هذه الأيام دعما للتعاون بين البلدين. ويعزو مراقبون التقارب المفاجئ بين البلدين الي مسارعة الرئيس بوتفليقة في تعزية الرئيس الامريكي عقب أحداث 11 سبتمبر ,2001 وعرضه تعاون بلاده ووقوفها بقوة مع واشنطن في محاربتها لما يسمي بالإرهاب. ونتج عن هذا الدعم إعلان ويليام برنز مساعد وزير الدولة الامريكي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية خلال زيارته للجزائر قبل سنتين عن توقيع بلاده مع الجزائر اتفاقية بيع أسلحة متطورة لمحاربة الجماعات المسلحة الجزائرية، وهي الأسلحة التي رفضت باريس طيلة تسعينيات القرن الماضي بيعها للجزائر بسبب خوفها من انتقام خلايا الجماعات المسلحة الجزائرية الموجودة على أراضيها. وتطور التعاون الأمني بين البلدين في منطقة الساحل الغربي لإفريقيا وفي جنوب الصحراء الكبري بعد إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أكبر تنظيم مسلح متشدد في الجزائر، ولاءها لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن العدو رقم واحد للولايات المتحدةالأمريكية، واكتشاف تسلل عناصر من القاعدة الي المنطقة الإفريقية وقضية اختطاف السياح الأوروبيين بالصحراء الجزائرية من جانب الجماعة السلفية قبل سنتين. وكانت الجزائر قد شاركت قبل ثلاث سنوات بدعم أمريكي لأول مرة في تاريخها في مناورات أطلسية قبالة السواحل الكرواتية بالاشتراك مع 14 دولة بينها مصر. وتدخل مشاركة الجيش الجزائري في هذه العملية في إطار الشراكة الأطلسية المتوسطية التي تدعمت بعد وصول بوتفليقة الي الحكم عام 1999 وفي إطار الخيار الإستراتيجي الذي اتخذته الجزائر بالتوجه نحو دعم علاقاتها مع الغرب عموما والولاياتالمتحدةالامريكية خصوصا بعدما كانت تصنف على انها في المعسكر المعادي للغرب. وكانت مناورات عسكرية قد جرت في صيف العام الماضي بالصحراء الكبري شاركت فيها لأول مرة قوات أمريكية بالإضافة الي قوات من تونس والمغرب والسنغال ونيجريا وشملت أيضا مالي وموريتانيا وتشاد والنيجر. وأطلق على هذه المناورات اسم فلينتلوك 2005 وتدخل في إطار مخطط الساحل الإفريقي الذي أطلقته واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 من أجل منع الجماعات الإرهابية من استعمال إفريقيا كقاعدة جديدة لانطلاق عملياتها ضد مصالح الدول الغربية ودول المنطقة. وقد أقر البنتاغون ضمن مخطط الساحل تقديم دعم عسكري تقني ومادي لجيوش الدول المشاركة في المناورات العسكرية بتكلفة 100 مليون دولار سنويا