شكلت زيارة وزير التربية الوطنية الأسبوع الماضي لمدينة مراكش لتدشين المقر الجديد لثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل فرصة سانحة لبعض الأطر التربوية والتلاميذ للتعبير عن سخطهم الكبير واستيائهم العميق من جراء نقلهم من وسط المدينة إلى ما عبر عنه أحدهم ب الجايحة في تعبير دقيق عن بعد المقر الجديد عن مركز المدينة وانعدام وسائل النقل ، كما عبرت بعض التلميذات عن مشاكل أخرى تتعلق بضعف تجهيزات المطعم ومراقد الداخلية، ومشكل الملاعب الرياضية ، فيما دعا إطار تربوي إلى حل مشاكل الأعوان والمدرسين العاملين بالثانوية. وشدد البعض إلى كون نقل الثانوية إلى فضاء آخر غير وسط المدينة يعتبر ضربة قاسية في حق التعليم الأصيل الذي ارتبط أكثر ما ارتبط بالفضاءات الروحية، خاصة مسجد الكتبية الذي كان متنفسا لعدد من الطلاب والطالبات، في حين تنعدم أية معلمة دينية من مسجد أو غيره في محيط المدرسة الجديدة، مما قد يؤثر كثيرا على النفسية العامة لتحصيل المواد وخاصة الشرعية منها. وقال آخر إن التصريحات الرسمية في واد والواقع في واد آخر، في إشارة إلى ما عبر عنه الحبيب المالكي وزير التربية الوطنية أثناء التدشين بالقول إن التعليم الأصيل يشكل جزء من ذاكرتنا الوطنية، والذي خرج نخبة من المغاربة الذين ساهموا في الحركة الوطنية وانخرطوا في حركية البناء قبل الاستقلال ومنذ الاستقلال والآن. من جانب آخر، حث الوزير في كلمة مقتضبة خلال زيارته لتدشين المقر الجديد للثانوية بمدينة مراكش، والتي شيدت على مساحة هكتار ونصف الهكتار بتكلفة بلغت ثلاث ملايين و418 ألف و876 درهم، حث كل من والي الجهة ورئيس الجهة ومجلس المدينة على ضرورة التعاون والتنسيق لتجاوز المشاكل التي تعرفها المؤسسة، مبرزا أن ما نقوم به فهو من أجل بناتنا وأبناءنا ونعتبر نجاحهم هو نجاحنا لا نجاح وزير كيف ما كان ولا نجاح حكومة كيفما كانت، مضيفاً أننا نعطي اهتماما خاصا للتعليم الأصيل، فلا نعتبره مكونا من منظومتنا التعليمية، بل مكون أساسي يساهم في تجديد منظومتنا التعليمية، وأكد وجود لجنة مركزية مكونة من ثلة من علمائنا وخبراء متخصصين تهتم بملف التعليم الأصيل.