عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس 26 يناير 2006 اجتماعا طارئا لقادة السلطة بعد الأنباء التي أكدت اكتساح حركة حماس أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني. في وقت أكد فيه مسؤول حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية ان الحركة ستبدأ مشاورات في القريب العاجل مع الرئيس محمود عباس وحركة فتح والفصائل الفلسطينية الاخرى لتحديد صيغة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد ان تاكد فوز الحركة باغلبية مقاعد المجلس التشريعي. وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول موقف حماس من تشكيل الحكومة المقبلة بعد استقالة احمد قريع، قال هنية ان موضوع الحكومة ستوليه حماس اهمية بالغة في الفترة القادمة لكن سنبدأ باجراء مشاورات مكثفة مع ابو مازن وفتح وبقية القوى على صيغة الشراكة السياسية القادمة. واضاف سنبدأ في القريب العاجل مشاورات على اوسع نطاق داخل الساحة الفلسطينية (...) سنجري مشاورات مكثفة مع الاخ الرئيس ابو مازن والاخوة في فتح وبقية القوى والفصائل حتى نتفق على صيغة وشكل وطبيعة الشراكة السياسية في المرحلة القادمة. واكد هنية ان حماس خاضت الانتخابات لتعزيز مبدأ الشراكة. وتابع نحن لا ننظر ان طرفا سياتي وطرفا يذهب وان فتح تذهب وحماس تاتي. نريد ان ناتي معا سوية ونعمل معا لان التحديات امام الشعب الفلسطيني كبيرة والمعركة ما زالت طويلة. واضاف من المبكر ان نقول ان حماس اصبحت سلطة. حماس اصبحت جزءا من المجلس التشريعي وحصلت على الاغلبية في هذا المجلس (...) والمجلس التشريعي اعلى سلطة في النظام السياسي الفلسطيني. واكد مجددا على الشراكة السياسية مع الاخوة في فتح مع الاخوة في الجهاد مع الجبهة الشعبية مع الجبهة الديموقراطية مع كل اذرع المقاومة لان الشعب ينتظر تحولات ايجابية. وذكر اسماعيل هنية ان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل اتصل بالرئيس محمود عباس ليشكره على تنظيم الانتخابات. واضاف ان الرسالة التي نقلها ابو الوليد (مشعل) الى ابو مازن هي ان الحركة تشكر ابو مازن على حرصه على اجراء الإنتخابات ورغبته الاكيدة في أن تكون بوابة لتعزيز الوحدة الوطنية والنظام السياسي. وقال محمود الزهار القيادي في حماس أنه سيكون لهذه النتائج انعكاساتها على التفرد الفتحاوي في القرار الفلسطيني، فيما ستعمل حماس على استئصال الفساد من جذوره، وأكد الزهار أن حماس ستدعو كافة الفصائل إلى برنامجها، وهو ليس برنامج حركة فتح بالتأكيد، بل هو برنامج وطني. ورجح الزهار من جانبه أن يكون لنتائج الإنتخابات انعكاسات محلية وعربية وإقليمية، معتبراً أن النتائج تشكل صفعة للأمريكيين والعدو الإسرائيلي، الذي سيجد نفسه مضطراً للهرولة نحو الفلسطينيين لتقديم تنازلات، فيما سيكون لهذا الفوز انعكاس إقليمي على بعض الدول المجاورة خاصة الأردن، ومصر، وأشار الزهار في تصريحات صحافية إلى أنه التقى في غزة وفوداً أوروبية وأمريكية من بينها وفود راقبت على الانتخابات، أكدت له أن تصريحات سولانا الأخيرة بشأن حماس لا تمثّل الأوروبيين. وأشار الزهار أن النتائج تمكن حركته من تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة بصورة مريحة، متوقعاً أن يكون مستقبل الفلسطينيين على ضوء هذه النتائج أفضل بكثير مما كان عليه الوضع حتى الآن وعلى جميع المستويات، وقال: فيما يتعلق بوضع الحركة، فإن هذه النتائج ستتيح لابنائها أسوة بكافة أبناء الشعب الفلسطيني الالتحاق بالوظائف الحكومية خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، والأمن أيضاً، وهي وظائف كانت ممنوعة عليها في السابق. الردود الصهيونية وفي أول ردود الفعل الإسرائيلية على الأنباء التي تحدثت عن فوز (حماس) قال شمعون بيرس: يتوجب على حماس الإستعداد لوقف المساعدات الدولية للفلسطينيين،، وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوفال شطاينيتس: أنه كان بإمكان إسرائيل منع حركة حماس من تحقيق إنجازات في إنتخابات السلطة الفلسطينية عن طريق منع إجراء الإنتخابات، وتابع قائلا: الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً في حربها مع حماس، وكان بالإمكان منع إجراء الإنتخابات حتى لو كان الثمن مواجهة مع الولاياتالمتحدة، على حد قوله. ونقل عن الدائرة الإعلامية في حزب الليكود الذي يتزعمه بيانيامين نتانياهو قوله: فوز حماس هو نتيجة مباشرة لفك الارتباط وأن الفلسطينيين سيدركون أن الإرهاب والعنف هو الطريق إلى تحقيق إنجازات سياسية مقابل إسرائيل، وجاء أيضاً أن أولمرت وكديما يؤسسون لدولة إرهاب (حماسية) ستكون تابعة لإيران على بعد كيلومترات معدودة من المراكز السكانية في إسرائيل. وقال عضو الكنيست، آفي إيتام أنه على محمود الزهار أن يرسل باقة من الورد لإيهود أولمرت ووزراء حكومته الذين فضلوا الإستسلام أمام الإرهاب، وأضاف: بدلاً من العمل على تصفية قادة حماس، اختارت الحكومة طرد اليهود من أرضهم، لتثبت للفلسطينيين أن طريق حماس والإرهاب تنتصر على إسرائيل، على حد قوله. كما جاء أن رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، عقد صباح يوم الخميس جلسة مع قادة (العمل) الأمنيين، بضمنهم بنيامين بن إليعيزر وعامي أيالون ومتان فلنائي وداني ياتوم وأفرايم سنيه، من أجل مناقشة نتائج الإنتخابات الفلسطينية. ومن ناحيته، قال بن إليعيزر: يجب الإنتظار لرؤية الأبعاد وكيف سينظم الفلسطينيون أنفسهم، والدستور الفلسطيني لا يلزم بمنح الكتلة الكبيرة تشكيل الحكومة، ومن جهته قال رئيس حزب ميرتس يوسي بيلين، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية: انسحاب إسرائيل أحادي الجانب من قطاع غزة ساهم كثيراً في تقوية حركة حماس، لأن ذلك أضعف السلطة الفلسطينية. وأضاف: لا تزال إمكانية التوصل إلى تسوية مع العناصر المعتدلة قائمة، كما طالب القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت بالبدء بإجراء مفاوضات سياسية مع السلطة. وأضاف أنه في حال عدم التوصل إلى تسوية في الفترة المقبلة فإن حماس ستنتصر في الإنتخابات القادمة، ونقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية، أنه بعد إجراء مشاورات يوم الأربعاء، تقرر عدم الرد رسمياً على نتائج الإنتخابات الفلسطينية. ..و2‚1 مليار شيكل خسائر البورصة الإسرائيلية أكّد شموليك شيلح المحرر الاقتصادي بصحيفة معاريف الصهيونية أن فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، أدى إلى تراجع في أسهم البورصة، الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس. وأوضح أن فوز حماس انعكس بالسلب على معدل الإغلاق بالبورصة بنسبة انخفاض وصلت لحوالي 2‚0 في المائة. مُشيراً إلى أن تأثير استمرار ذلك الهبوط سيؤدي لخسائر تصل لما قيمته 2‚1 مليار شيكل. وأضاف المحرر الصهيوني إنه على الرغم من ذلك، فإن المستثمرين يرون أن نتيجة فوز حماس بانتخابات التشريعي الفلسطيني قد تؤدي لنتائج إيجابية، وأكد ذلك المستثمر اليهودي رون سيرني. وقال سيرني لمعاريف لا أحد من المستثمرين وحتى الساسة في إسرائيل، يعلم ما سيحدث من قِبل حماس في المرحلة المقبلة. لكن علينا أن ننظر للتاريخ، فربما تقوم حماس بالتخلي عن سلاحها، والبدء في مفاوضات سياسية مع الحكومة الإسرائيلية، كما أن اليمين لدينا يمكنه صنع السلام، كما فعل بن غوٍرين قبل ذلك. وضرب المستثمر اليهودي مثالاً على أقواله بحركة ءزة الأيرلندية التي تنازلت عن سلاحها عقب فوزها بالانتخابات، ودعا المستثمرين اليهود لعدم القلق بهذه الصورة التي انعكست على أداء البورصة في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس. بوش يرفض التعامل مع حماس حتى... قال الرئيس الأمريكي جورج بوش، عقب صدور النتائج غير الرسمية للانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي أظهرت تقدم حماس، إن إدارته لن تتعامل مع حركة حماس إلى أن تعلن تخليها عما وصفه بالعنف، وأن تُوقف شعاراتها الداعية لتدمير إسرائيل. وأضاف بوش خلال تصريحات صحافية له فجر يوم الخميس، أن أي حزب سياسي يجب عليه أن يلتزم بعملية السلام، في رسالة موجّهة إلى حركة حماس. وحسب الشبكة الإعلامية الفلسطينية، صرّح الناطق بلسان البيت الأبيض سكوت ماكليلان أنه لا يتوقع أن يتغير موقف الحكومة الأمريكية نتيجة للمكاسب التي حققتها حماس في الانتخابات التشريعية. ومن جهة ثانية قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورمك : إن السياسة الأمريكية حيال حماس ستقوم على ثلاثة مبادئ هي: خريطة الطريق، وبيان اللجنة الرباعية الصادر في أواخر ديسمبر الماضي، والتصريح الأخير لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، الذي دعت فيه جميع المرشحين في الانتخابات الفلسطينية إلى التخلي عما أسمته العنف، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وأضاف شون مكورماك أن مجلس الوزراء الفلسطيني القادم يجب ألا يشمل أي طرف لا يلتزم بحق إسرائيل في العيش بسلام ولا ينبذ العنف والإرهاب. وقال الناطق إن هذين الشرطين لا يتوفران في حركة حماس. ويسجل أنه قبل مدة قليلة من ظهور النتائج الأولى للانتخابات، أشاد البت الابيض بالانتخابات التشريعية الفلسطينية ووصفها بأنها تاريخية، الا أنه امتنع عن تأكيد معارضته السابقة لفوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بمقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان انه يوم تاريخي ومهم بالنسبة للشعب الفلسطيني. نحن ندعم الشعب الفلسطيني بقوة كما ندعم انتقاله الى دولة ديموقراطية، وندعم مساعيه لبناء مؤسسات ديموقراطية.