أعلنت الجبهة الإسلامية لتحرير مورو عن قرب التوصل إلى اتفاق حول وطن للمسلمين في جنوب البلاد قريبا، مشيرة إلى أن ذلك سيتم حتى في حال عدم التوصل إلى حل جميع القضايا قيد المحادثات حاليا مع الحكومة. وقال مهاجر إقبال عضو اللجنة المركزية للجبهة -التي تعد أكبر الجماعات الإسلامية المطالبة بالإستقلال - وكبير مفاوضيها في مقابلة مع وكالة رويترز: إن الجبهة واثقة من التوقيع على اتفاق بهذا الخصوص خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه على اتفاقية السلام النهائية أن تنتظر حتى يتفق الجانبان على شكل الحكم في هذا الوطن. وذكرت وكالة رويترز: إن إقبال الذي تحدث إليها من معقله بجوار نهر على مشارف كوتاباتو سيتي، المدينة المالية للمجتمعات المسلمة الفقيرة في جزيرة مينداناو الجنوبية قال إنه من حيث الكم.. انتهينا من حوالي 58 في المائة من الاتفاق. لكنه استدرك قائلا: لكن من حيث الكيف ما زلنا متأخرين للغاية، لأن المرحلة الأخيرة من المباحثات هي أكثر المراحل صعوبة ولم ننته إلا من نحو 05 في المائة من جدول الأعمال.. لكننا نتقدم ببطء. ومن ناحية أخرى قال إقبال: إن الجبهة الإسلامية لتحرير المورو عملية للغاية.. فنحن لن نحاول استعادة أراضٍ ليست في يد المسلمين.. ولكن مثلما كان السكان الأصليون يملكون مانهاتن في نيويورك فنحن نود مناقشة الحصول على تعويضات مقابل الأراضي التي فقدناها. وتابع: ما من شك في أن أجزاء كبيرة من مينداناو وسولو وتاوي تاوي وجزيرة بالأوان هي جزء من أراضي المسلمين الأجداد. ومن المقرر أن يستأنف مفاوضو الحكومة وجبهة مورو المباحثات غير الرسمية هذا الشهر في ماليزيا على أمل التغلب على ما وصف بأنه معوقات بسيطة على طريق إقامة وطن للمسلمين. وتقاتل جبهة مورو منذ السبعينيات من القرن الماضي من أجل الاستقلال عن الفلبين، وتكوين دولة إسلامية تضم جزر مينداناو وسولو وبالأوان ذات الأغلبية المسلمة في جنوب البلاد التي ضمتها مانيلا عنوة إلى أراضيها. وأسفرت المواجهات بين الثوار والحكومة حتى الآن عن مقتل أكثر من 021 ألف شخص بالإضافة إلى إعاقة التنمية الريفية في جنوب البلاد الفقير. ووقعت حكومة مانيلا والجبهة هدنة منذ يوليو 3002 ويتوقع أن يؤدي مزيد من التعاون بينهما بموجب اتفاقية السلام إلى عزل جماعات مسلحة محلية صغيرة مثل أبو سياف التي يعتقد أن لها صلات بالجماعة الإسلامية الآسيوية المتحالفة مع تنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا. وكانت الولاياتالمتحدة، أقرب شركاء الفلبين فيما يتعلق بالمسائل الأمنية في المنطقة وتعتبر مصدرًا رئيسيًّا لها في المساعدات العسكرية، قد وجهت انتقادات عديدة للفلبين قائلة إنها لم تضغط بما يكفي على الجبهة للحمل على مقاتلين أجانب مختبئين في جزيرة مينداناو. وتتمتع بعض الأقاليم ذات الغالبية المسلمة في الفلبين بحكم ذاتي محدود بموجب اتفاقيات سلام، لكنها لم تعتبر تجربة سياسية ناجحة بسبب ضعف التمويل وسوء الإدارة والفساد. ويعيش في الفلبين ذات الغالبية الكاثوليكية نحو 3,4 ملايين مسلم، أي ما يمثل 5 في المائة من سكان البلاد، مقابل 38 في المائة من الكاثوليك، و9 في المائة من البروتستانت، و3 في المائة من البوذيين ومعتقدات أخرى.