عادت محاولة تسوية الصراع بين حكومة الفلبين والثوار المسلمين في جزيرة مينداناو والمناطق المحيطة بها والتي تسيطر عليها مانيلا الى نقطة الصفر، مما يعني ان الحرب التحريرية التي يخوضها المسلمون منذ زهاء 40 سنة ستستعر من جديد. فقد أعلنت الرئيسة الفلبينية غلوريا أرويو، يوم الأربعاء، رفض الحكومة توقيع اتفاق يمنح المسلمين مزيدا من الأراضي والحقوق في الجنوب الغني بالموارد، وأكد متحدث بإسمها أن مانيلا حلت فريقها التفاوضي، لتنهي بذلك مباحثات مع جبهة مورو الإسلامية للتحرير مضى عليها 11 عاما. وقال جيسوس دوريزا المتحدث باسم الرئيسة الفلبينية غلوريا أرويو: إن مانيلا حلت فريقها التفاوضي، زاعما أن الحكومة الفلبينية سوف تحول سياستها من أجل السلام نحو إجراء حوارات أوسع ومباشرة بدرجة أكبر مع المجتمعات المحلية في جنوب الفلبين. وأضاف دوريزا، في مقابلة مع وكالة رويترز: لن تجري محادثات أخرى. وتعهدت جبهة مورو الإسلامية للتحرير مطلع الأسبوع الماضي باستئناف العمليات العسكرية ضد الجيش الفلبيني بعدما ألغت الحكومة اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه مؤخرا، برعاية ماليزية. وتوعد عبد الرحمن ماكابار أحد قادة جبهة مورو الإسلامية للتحرير بمواصلة حرب لا هوادة فيها ضد حكومة مانيلا التي اتهمها بتعليق اتفاق الحكم الذاتي للمسلمين. وتشن جبهة مورو الاسلامية للتحرير التي تضم 12 ألف عنصر حملة مقاومة منذ 40 عاما لإقامة دولة إسلامية مستقلة في جنوب الفلبين. ووافقت الجبهة على هدنة وبدء مفاوضات مع الحكومة الفلبينية عام ,2003 لكن المحادثات توقفت في ديسمبر الماضي إثر خلاف حول الأراضي التي تطالب بها جبهة مورو والتي كانت في ملك المسلمين واستولى عليها المستوطنون المسيحيون. وتوصلت الحكومة الفلبينية مع جبهة مورو الإسلامية إلى اتفاق يوسع المناطق التي يحكمها المسلمون في جزيرة مينداناو التي تتمتع بالحكم الذاتي، ويضيف إليها نحو 700 قرية، على أن يكون محل استفتاء خلال عام، لكن المحكمة الفلبينية العليا أوقفت توقيع الاتفاق استجابة لطعن قدمه سياسيون مسيحيون في مينداناو بحجة أن الحكومة لم تطلعهم مسبقاً على مضمونه.