تواصل الولاياتالمتحدةالأمريكية تحركاتها من أجل إضعاف حزب الله اللبناني وزيادة الخلافات بين بيروتودمشق وذلك في نطاق مخططتها لإقامة الشرق الأوسط الكبير الذي تعتقد أنها ستضمن في إطاره غياب أي تهديد لإسرائيل لعقود طويلة ومنع نهضة عربية إسلامية. وفي هذا الإطار جددت الولاياتالمتحدة مطالبتها سوريا بالتوقف عما أسمته إعاقة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وهدد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفد وولش الذي زار بيروت في نهاية الاسبوع الماضي بإحالة القضية إلى مجلس الأمن لاتخاذ مزيد من الإجراءات، في حال عدم تعاون دمشق بهذا الشأن. وعقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، قال وولش إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لن تبرم أي صفقة للمساومة على >سيادة لبنان مقابل وعود بإعادة الاستقرار لهذا البلد<. واعتبر أن إبرام صفقة من هذا النوع سيكون >تدخلا أجنبيا< في شؤون لبنان. وأكد >دعم واشنطن إدارة وشعبا ووقوفها بقوة إلى جانب الشعب والحكومة اللبنانية<. وسجل المراقبون أن مساعد مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز رافق وولش في زيارته لبيروت، ويسجل أن هذا المسؤول هو أحد كبار المنسقين مع المخابرات المركزية الأمريكية ولعب دورا هاما في الإعداد للحرب الأمريكية ضد العراق كما كان مسؤولا عن عدد من العمليات السرية للمخابرات الامريكية في أمريكا اللاتينية وخاصة ضد الحركات المناهضة لأمريكا. زيارة وولش لبيروت قوبلت بعداء شعبي وذكر مراسل قناة الجزيرة القطرية إن شبانا من 17 تنظيما سياسيا من بينها حزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وحركة أمل، حاولوا منع موكب وولش من الوصول إلى مقر رئاسة الوزراء للقاء السنيورة، وقد تدخلت قوات الشرطة واستخدامت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وقد رشق المتظاهرون رجال الشرطة والجنود بالحجارة، مرددين شعارات ترفض زيارة وولش ولتدخل واشنطن في شؤون لبنان. وأعرب حزب الله عن استنكاره للاعتداء الذي تعرض له المتظاهرون واعتبره انتهاكا للحريات العامة. وجاءت الزيارة في وقت جددت واشنطن وباريس فيه دعوتهما دمشق للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، حيث طالبت اللجنة بالاستماع إلى الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع.