أعلن المحامي الأمريكي كلايف ستافورد سميث أنه سيرفع دعوى قضائية ضد السلطات المغربية لمقاضاتها عما تعرض له موكله بنيام محمد الحبشي البريطاني من أصل إثيوبي المعتقل في غوانتانامو من تعذيب داخل المغرب على يد عناصر مغربية وبتعليمات أمريكية. وذكر موقع منظمة العفو الدولية أن بنيام محمد الحبشي كان قد اعتقل في 10 أبريل 2002 في باكستان حيث قامت المخابرات الأمريكية البريطانية باستجوابه لاشتباهه في انتمائه لتنظيم القاعدة، وتم نقله بعد ثلاثة أشهر إلى المغرب ليمكث نحو 18 شهرا قبل نقله إلى معتقل غوانتانامو. ويأتي قرار المحامي سميث بناء على عدد من المعطيات أهمها تصريحات موكله الحبشي التي أكدتها منظمة العفو الدولية في شهر شتنبر 2005 في تقريرها بشأن وجود معتقلات سرية في المغرب وبعض دول أوروبا الشرقية استعملتها الإدارة الأمريكية لاعتقال واستجواب العشرات من المعتقلين الموجودين حاليا في غوانتانامو. وأكد سميث أنه سيقاضي السلطات المغربية والسلطات الأمريكية لخرقها اتفاقية مناهضة التعذيب التي أقرتها الأممالمتحدة في الفصل 13 الذي ينص على أنه يحق لكل من يدعي أنه تعرض للتعذيب فوق تراب أي بلد أن يتقدم بشكوى ضد سلطات هذا البلد أمام المحاكم والجهات المختصة، إضافة إلى أن الحكومة المغربية أقرت أخيرا قانونا يقضي بتجريم التعذيب وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وكانت السلطات المغربية قد نفت نفيا قاطعا وجود معتقلات سرية في المغرب استعملتها الإدارة الأمريكية للتحقيق مع معتقلي غوانتانامو. ويتزامن هذا الحدث مع انتهاء هيئة الإنصاف والمصالحة من وضع تقريرها عن حقوق الإنسان للقطع مع أشكال الممارسات المناهضة للكرامة والابتعاد عن الاختطاف والتعذيب. بنيام محمد الحبشي: "لم يخطر ببالي في أي يوم من الأيام أن الأمر سينتهي بي إلى أن أُساق عبر بلدان العالمعلى أيدي الأمريكيين لأواجه التعذيب في مكان لم أزره أبداً، المغرب" وفيما يلي مقتطف من تقرير نشرته منظمة العفو الدولية عن" تعذيب وسوء معاملة المواطن الإثيوبي/المقيم في المملكة المتحدة: بنيام محمد الحبشي في المغرب": وفي وقت قريب من 21 يوليو/تموز 2002، نُقل بنيام محمد الحبشي إلى مطار إسلام اباد وسُلم إلى موظفين رسميين تابعين للولايات المتحدة. حيث جرى تكبيله بالسلاسل ووضع سماعات فوق أذنيه وعَصْب عينيه، لينقل بعد ذلك إلى المغرب. وطوال الأشهر الثمانية عشر التالية، احتُجز، بحسب ما يزعُم، بمعزل عن العالم الخارجي، وأخضع للتعذيب المنهجي بأمر من سلطات الولاياتالمتحدة. وتدعي إحدى صحف المملكة المتحدة أنها تملك سجلات لرحلات جوية بطائرات نفاثة استأجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للقيام برحلات جوية إلى المغرب ومنه في التواريخ التي يعتقد بنيام محمد الحبشي أنه نقل فيها إلى المغرب. وبعد ما يقارب الشهر في السجن في المغرب، يقول بنيام محمد الحبشي إن أحد المحققين المغاربة قدِم إلى زنزانته مع ثلاثة حراس غيره. "أمسك أحد [الحراس] عضوي التناسلي بيده وراح يحدث جروحاً فيه. قام بذلك للمرة الأولى ثم صمتوا لما يقرب من دقيقة ليراقبوا رد فعلي. كنت أشعر بآلام مبرحة، وأصرخ ... من المؤكد أنهم فعلوا ذلك 20 إلى 30 مرة. وكان الدم يغطي المكان". ويقول بنيام محمد الحبشي أن هذه الوجبة من التعذيب تكررت لمرة واحدة في الشهر على مدار الأشهر الثمانية عشر. وبحسب ما ذُكر، كان معذِّبوه يزيدون من آلامه بصب مواد كيماوية على جروحه. ويزعم بنيام محمد الحبشي أنه تعرض أيضاً لما يلي: - الضرب المبرح والمنتظم؛ - الإخضاع للحرمان من استخدام حواسه والعزل في الحبس الانفرادي؛ - التعريض للموسيقى الصاخبة لأيام؛ - الإجبار على تناول عقاقير تؤدي إلى اضطراب العقل عن طريق الحقن بالوريد. وعندما سأل أحد الحراس في إحدى المرات عن سبب تعذيبه، أجاب: "الغرض هو شل عزيمتك، حتى إذا ما غادرت هذا المكان، ستبقى الندوب ماثلة أمام عينيك ولا تنسى أبداً. وهكذا تظل على الدوام في حالة خوف من القيام بأي شيء سوى ما تريده الولاياتالمتحدة". "كانوا يسألونني سؤالاً. فأقول شيئاً ما. فيردون بأن هذا كذب. فأقول شيئاً آخر. فيردون بأن هذا كذب. ولم أتمكن من معرفة ما يرغبون في سماعه".(بنيام محمد الحبشي يصف معاملته في المغرب) (انتهى التقرير)