تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للشباب والطلبة المنعقد بفاس منذ الثلاثاء 14 دجنبر 2005 بالفوضى التي أحدثتها منظمة طلابية يسارية متطرفة تؤمن بالثورة وسيلة للتغيير بالقوة، لما منعهم المسير من أخذ الكلمة وأعلنوا مقاطعة المؤتمر، كما سجلت الجلسة غياب المنطمات الطلابية المغربية ذات التوجه الإسلامي، وممثلين عن دول غربية. فوسط حضور قليل مقارنة مع تسمية المؤتمر بالعالمي، افتتح التظاهرة التي يتوقع أن تنتهي مساء اليوم الخميس عمدة مدينة فاس حميد شباط بكلمة ذكر فيها بالتوأمة بين القدسوفاس التي أبرمت في 7 مايو ,1982 وبما جاء حينئذ في كلمة رئيس بلدية القدس روحي الخطيب باسم القدس الصامدة، وطن الإسراء والمعراج التي باركها الله عليها وما حولها، واعتبر العمدة أن تلك التوأمة بمثابة ميثاق شرف نجدد العهد على المضي في نهجه والاستمرار في طريقه، وتأسف المتحدث على الوقت الذي جاء فيه المؤتمر، حيث عم العالم العربي الفتور وساده التخلي بدعوى ما يروج إليه من شعارات باطل من قبيل عولمة القضايا وإنسانية المشاكل وخرائط الطريق ...، فأي قيم تحملها هذه الشعارات وشعب فلسطين يعيش تحت سوط الاستعمار مهدد في هويته ومآثره وتاريخه ومصيره يضيف، وتمنى شباط لأشغال المؤتمر أن تكلل بتوصيات واقتراحات تكون رافعة جديدة في درب النضال والكفاح المؤدي لسلام حقيقي وعادل يضمن حقوق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وتحدث السفير الفلسطيني الجديد بالمغرب حسن عبد الرحمن أبو علي عن الوضع المحزن للفلسطينيين وغياب الاستقرار في المنطقة الذي يسببه الصهاينة بتزكية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفاً أن الانسحاب يبقى خطوة منقوصة لعدم البت في قضايا الماء وميناء غزة ومطار رفح و10 آلاف شاب وشابة في سجون الاحتلال الصهيوني، وشكر أبو علي منظمات الأيسيسكو والألكسو واتحاد المحامين والمجلس البلدي لفاس على مساهمتهم المادية والفنية والعلمية لإنجاح المؤتمر. وفي تصريح ل التجديد، قال سفير فلسطين إنه سعيد بوجوده في مدينة فاس مهد التاريخ وتوأم القدس الشريف وعاصمة الثقافة والنضال والعلم، مضيفاً أن حضوره للمؤتمر أول نشاط رسمي له بالمغرب، وعبر المسؤول عن شكره لجلالة الملك على الدعم والمساندة الذي يقدم في هذه المرحلة المفصلية في خطوات القضية القلسطينية للأسباب الدولية والإقليمية الواضحة للجميع، موضحاً أن النضال الفلسطيني لم يعد له بعد واحد هو الجانب المسلح، بل تعدى ذلك للجهاد الأكبر للبناء، لأن القيادة الفلسطينية ملزمة بإعطاء حلول يومية للقضايا المعيشية والسياسية. وقال أمين اتحاد الشباب العربي عبد الهادي الحويج إن المؤتمر جاء في ظرفية خاصة يواجه فيها الشعب الفلسطيني أبشع صور التنكيل، ويواجه جدار الفصل الذي ما زال يفصل بين الإخوان، مؤكداً ألا سلام إلا باسترجاع جميع الأراضي العربية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وفتح تحقيق حول مقتل الرئيس الزعيم ياسر عرفات. وتمنى رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أندلسي بنجلون أن يكون هذا المؤتمر لحظة صدق من أجل أن يجتمع الجميع لنصرة فلسطين، معتبراً إسرائيل أخبث عدو بتحريفها للمراسيم الدولية وعبثها كل المثل... يشار إلى أن المؤتمر من تنظيم المنظمات الشبابية المغربية بتنسيق اتحاد الشباب العربي والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجلس مدينة فاس، ويتضمن البرنامج ندوة واقع آفاق القضية الفلسطينية عشية أول أمس 13 دجنبر الجاري ومائدة مستديرة غزة بين الانسحاب والاحتلال، وجلسة عامة دور الشبكة الشبابية الدولية للدفاع عن القدس، وورشات عمل بعنوان سبل دعم النضال الفلسطيني، والمجلس العالمي للشباب من أجل القدس: الهيكلة وآليات العمل، ووقفة تنظم في الساعة السابعة والنصف مساءاً تضامناً مع فلسطين والعراق وسوريا يوم 14 دجنبر وتنظيم معرض للصور ذاكرة جنين طيلة أيام المؤتمر.