المتتبع للأحداث في لبنان وما يجري في مقر الأممالمتحدة في نيويورك يخرج بانطباع أن هناك عملية منسقة لإستهداف أطراف معينة سواء داخل لبنان أو من دول الجوار تخدم مخطات إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة العربية، وخاصة ما يتعلق منها بتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير. يوم الاثنين 12 دجنبر 2005 قتل النائب والإعلامي اللبناني جبران تويني في انفجار هز المنطقة الصناعية إحدى ضواحي بيروتالشرقية. وأفادت حصيلة أولى أن ثلاثة آخرين على الأقل قتلوا في الانفجار. وقالت مصادر أمنية وإعلامية لبنانية إن سيارة مفخخة تسببت في الانفجار الذي وقع في منطقة المكلس القريبة من مكاتب لجنة الأممالمتحدة المسؤولة عن التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وفي رد فعل على الانفجار اتهم زعيم الحزب التقدمي اللبناني وليد جنبلاط باغتيال جبران تويني الذي كان من أشد منتقدي سوريا، والداعين لخروجها من لبنان. من جانبه رفض الوزير اللبناني السابق وئام وهاب اتهام سوريا، وقال إن محاولة اغتيال أحد قادة حزب الله قبل أيام تؤكد تغلغل إسرائيل في لبنان أمنيا، داعيا إلى عدم التسرع في اتهام سوريا. وكانت مناطق متفرقة من لبنان قد تعرضت خلال الشهور القليلة الماضية لسلسلة تفجيرات لم يكشف عمن يقف وراء أي منها، ولكن حزب الله أتهم إسرائيل والمتحالفين معها بالوقوف وراء غالبيتها لزعزعة استقرار البلاد ودفع مختلف قواه الى التصارع. توقيت اغتيال تويني جاء متزامنا مع موعد تقديم القاضي الألماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تقريره الثاني عن نتائج التحقيق ومدى تعاون سوريا فيه الى مجلس الأمن. عملية الإغتيال الجديدة من شأنها حسب بعض الأوساط إعطاء دفعة تعزيز التقرير الذي نسفت مصداقيته بعد تراجع أحد الشهود الرئيسيين فيه عن تصريحاته التي ربطت سوريا بالاغتيال. قبل تقديم التقرير بعدة أيام لم تخف أمريكا و أسرائيل رغبتهما في أن يتيح التقرير الذي سيقوم بتوزيعه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن فرض عقوبات على دمشق والسماح بتمديد التحقيق، وبالتالي يتاح إستغلال الوضعية لكل المناورات. وقد أشار ميليس في مقابلة صحفية إلى أن هذا التقرير لن يكون النهاية بل سيكون تابعا للتقرير الأساسي ويظهر ما قمنا به في الأسابيع السبعة الماضية وكيف تطورت الأدلة. وأعتقد أنه يتطلب الوقت نفسه حتى الوصول إلى التقرير النهائي. وأوضح أن التحقيق في شقه السوري سيتكثف خلال المرحلة الحالية وينكب حاليا مع الفريق القضائي الذي أجرى الاستجوابات في فيينا على دراسة الإفادات التي قدمها الضباط السوريون الخمسة ليقرر في ضوئها ما إذا كان سيوصي بالتوقيف أو سيقرر إجراء جولة جديدة معهم. العديد من المراقبين يرون أن إتهام سوريا بقتل تويني صعب التصديق لأنه ليس من المنطق القيام بعمل من شأنه تمكين خصومها من توجيه اتهامات جديدة والتغطية على تعثر الأتهامات التي اسس عليها تقرير ميليس. وقد أجمعت مختلف ردود الفعل السورية الرسمية وغير الرسمية بشأن الإنفجار الذي وقع صباح يوم الاثنين في بيروتالشرقية على أن سورية هي المستهدف. فبمجرد الإعلان عن نبأ الإنفجار سارعت سورية الى إدانة هذا العمل الإجرامي على لسان مصدر إعلامي والذي اعتبر أن الإنفجار يأتي في توقيت مقصود لتوجيه الإتهامات إلى سورية معربا عن ألم سورية لحوادث التفجير والإغتيال المدانة التي تستهدف أمن لبنان واستقراره والسلم الأهلي في ربوعه وجدد حرص دمشق الدائم على السلم الأهلي والأمن والإستقرار في لبنان.