قال طبيب الأمراض العصبية الدكتور سعود زمراك أول أمس بمراكش إن زهاء 350 ألف من المغاربة يعانون من داء الصرع الذي يصيب القشرة الدماغية، ويسبب نوبات عصبية تؤدي أحيانا إلى عجز دائم نتيجة وقوع حوادث سقوط، وقد يؤدي عدم علاجه إلى تطورات خطيرة على مستوى العمل الذهني للمصاب. وبشر زمراك، عضو مكتب العصبة المغربية لمكافحة داء الصرع، بأن الأدوية الجديدة إذا استعملت في وقت مبكر، وبصفة جيدة ومنتظمة، يمكن أن تعالج أكثر من 70 % من الحالات، كما أن الفرق بين الجرعة الطبية والجرعة السامة من الدواء الجديد أصبح كبيرا، مما أصبحت معه نسبة النتائج السلبية لسوء تقدير الجرعة ضعيفة جدا وليس كما كان سابقا. وأضاف الطبيب، في تصريح ل التجديد، بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر المتوسطي حول الصرع بمراكش بأن المريض يعاني أكثر من المعاملة السلبية التي يتلقاها من المجتمع نتيجة النظرة المخطئة للداء، مشددا في الوقت نفسه بأن الصرع مرض عضوي كباقي الأمراض العضوية الأخرى كالسكري والتهاب الكبد، ولا علاقة له بالجن كما يعتقد. وأشار المصدر نفسه إلى أن المشكل الأكبر الذي يعانيه مرضى الداء هو عدم الذهاب بهم لعيادة الطبيب، وتفضيل عائلاتهم اللجوء إلى المشعوذين، مما يؤخر وقت بداية العلاج ويزيد من تعقيد حالة المريض، يضاف إلى ذلك قلة الأطر الطبية المختصة في الأمراض العصبية التي يصل عددها بالمغرب إلى 70 طبيبا فقط. وشددت طبيبة مشاركة في المؤتمر على أن تشمل التغطية الصحية مرضى داء الصرع بنسبة 100 %، داعية عائلاتهم إلى الذهاب بهم لعيادة الطبيب عند حدوث أول نوبة عصبية، خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال الذين قد يعانون من تأخر عقلي وحسي حركي. وتستمر أشغال المؤتمر المتوسطي إلى يوم غد السبت بمشاركة أكثر من 400 خبير دولي في الأمراض العصبية ينتمون إلى أزيد من 25 دولة، والمؤتمر لقاء بين بلدان الشمال التي تمتلك الوسائل والكفاءات، ودول الجنوب التي لا تمتلك سوى الكفاءات... عبد الغني بلوط