قال حسن أوريد "إن المشهد السياسي والثقافي بالمغرب تغير وأن مايكتب باللغة العربية اليوم يتفوق عدديا ونوعيا في ميادين مختلفة عن اللغة الفرنسية مؤكدا أن المستقبل للغة للعربية وأنها أصبحت ضرورة. ورد على جواب عبدالله العروي سنة 1992 عندما استضافته القناة الثانية وسئل عن المشهد الثقافي فقال "أحسن ما يكتب يكتب باللغة الفرنسية"بأن هذا أصبح متجاوزا بناء على التطور النوعي للعربية الذي حصل في ميادين العلوم المختلفة بالمغرب وخارجه .. وأضاف الكاتب، خلال تقديم كتابه الجديد "الإسلام السياسي في الميزان" حالة المغرب نمودجا يوم الجمعة 11نونبر 2016 بمكتبة الألفية بالرباط، أن هذا الإصدار سبق أن ألفه باللغة الفرنسية تحت عنوان "مأزق الإسلام السياسي" سنة 2015، ونظرا لما يعرفه المجتمع العربي من تحول مهم في المشهد الثقافي وفيما يخص علاقته بالدين توقع المؤلف أن يثير كتابه نقاشا حول مجموعة من القضايا في هذا الاتجاه. وتوقف أوريد عند محطات التحول التي مر منها العالم العربي بداية من القرن العشرين حينما كان الشعار المرفوع هو "الوطن للجميع والدين لله" خاصة بأرض الشام ومصر، ولاحظ أنه بعد سنة 1967 تغيرت الأمور وأصبح الشعار"الإسلام هو الحل"بمصر كما توصل الكاتب إلى أن المغرب تأثر هو الآخر بما وقع وبدأتتنشط وتنهض فيه بعض الاتجاهات ذات المرجية الإسلامية، والحركات الإسلامية. وأشار إلى أنه انطلاقا من سنة 1984 برزت جهود لحركات إسلامية مغربية تتوخى أسلمة الحداثة كالعدل والإحسان وشباب الشبيبة الإسلامية إضافة إلى حركات أخرى ، وتوقف عند شباب الشبيبة الإسلامية الذي انخرط فيما بعد في حزب العدالة والتنمية معتبرا أن الشبيبة لم تكن مناوئة للحداثة ولكنها كانت تريد أن تستوعبها من خلال طبيعتها ووسيلتها وقدم دليلا من الواقع الحالي وقال " الدليل أن حزب العدالة والتنمية حاليا لا يعتبر نفسه حزبا إسلاميا ولكن ذو مرجعية إسلامية ". وخلص الباحث إلى القول "نحن في مرحلة ثالثة"مشيرا إلى أن إرهاصات هذه المرحلة بدأت بالمغرب وانتقلت إلى تونس في إشارة لقضية الفصل بين السياسي والدعوي عند الحركة الإسلامية بالبلدين حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب وحركة النهضة بتونس،موضحا أن هذا التمييز لا يعني الانسلاخ عن الجدور الثقافية والحضارية، ومؤكدا على أن هذه هي الأطروحة التي انتهى إليها كتابه الأخير. كما اعتبر أن حدث التفجيرالذي عرفته مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي سنة 2003 دق ناقوس الخطر وجعل الدولة تضاعف من اهتماماتها بالحقل الديني وتأهيله.