حققت الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء اليوم انتصارا كبيرا في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس بحصولها على 40 مقعدا من اصل 81 مقعد مجموع المقاعد في المؤتمر العام، فيما حصلت حركة الشبيبة الجناح الطلابي لحركة فتح على 34 مقعدا فقط بفارق يقارب من 1000 صوت. ويأهل هذا الفوز الكتلة الإسلامية لقيادة المجلس القادم برئاسة مرشحها الطالب في كلية الهندسة محمد عدس، كما تظهر النتائج تراجعا كبيرا في شعبية حركة الشبيبة الطلابية، بعد أن حصلت في العام الماضي على 38 مقعدا. كما أظهرت النتائج حصول كل من الجماعة الإسلامية المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي وجبهة العمل التقدمي المحسوبة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتلة الوحدة الطلابية المحسوبة على الجبهة الديمقراطية على مقعدين، فيما حصلت المبادرة الطلابية المحسوبة على المبادرة الوطنية- مصطفى البرغوثي على مقعد واحد، ولم تحصل كتلة اليسار الموحد المحسوبة على حزب الشعب وفدا على أي مقعد. وفور ظهور النتائج ارتفعت اصوات التكبير في أرجاء جامعة النجاح وسجد الطلبة سجدة الشكر لله تعالى، ثم انطلقت مسيرة حاشدة نحو دوار المدينة مزينة بالأعلام والبيارق وأصوات التكبير. وأوضح بلال سلامة عميد شؤون الطلبة في الجامعة إلى أن نسبة التصويت بلغت 84% من الطلبة البالغ عددهم 14 ألف طالب وطالبة، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية الانتخابات في الجامعة خصصت غرفا صفية للانتخاب ووضعت اثنين وخمسين صندوقا للتسهيل على الطلبة. ومددت اللجنة فترة الاقتراع والتي كان من المقرر أن تنتهي الساعة الثالثة عصرا لمدة نصف ساعة إضافية لتمكين المتأخرين من التصويت. واعتبر محللون فلسطينيون انتخابات النجاح لهذا العام حساسة بالنسبة للفصائل الفلسطينية الكبرى وخاصة حركتي حماس وفتح، حيث أنها تجري قبل أسبوعين من انطلاق المرحلة الرابعة للانتخابات المحلية والتي تجري ضمنها انتخابات بلدية نابلس كبرى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. ويرى المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الدكتور عبد الستار قاسم بأن هذه الانتخابات تعتبر مهمة نظراً لتوقيتها المبرمج أصلا بمعزل عن الانتخابات البلدية والتشريعية، مشيرا إلى أن نتائج انتخابات مجلس الطلبة لهذا العام لا بد وان تنعكس آثارها على نفسية الناخبين للانتخابات البلدية والتشريعية. ويضيف "إذا كانت نتائج الانتخابات التشريعية المصرية تؤثر على مزاج الناس ونفسياتهم، فكيف بانتخابات النجاح؟". وأشاد قاسم بالأجواء الهادئة نسبيا التي جرت فيها الانتخابات هذا العام على الرغم من احتدام المنافسة بين حماس وفتح قائلا: "الانتخابات لهذا العام جرت في أجواء صحية ودون أي مشاكل أو مشادات بعكس انتخابات مجلس الطلبة للعام الماضي، حيث كانت الأجواء مشحونة جداً وحصلت العديد من المشادات وتبادل الاتهامات بين الطرفين". بدوره يؤكد مرشح الكتلة الإسلامية محمد عدس أن الكتلة الإسلامية وحركة الشبيبة تنظران بأهمية بالغة لهذه الانتخابات لأنها ستأتي قبيل الانتخابات المحلية وقبل الانتخابات التشريعية بفترة زمنية قصيرة، "لذلك فان الكتلة الإسلامية كانت حريصة على تحقيق نتائج طيبة وهذا ما تم بفضل الله". وارجع عدس فوز الكتلة الإسلامية إلى إيمان المجتمع الفلسطيني ودعمه لنهج الإسلام ونهج الحركة الإسلامية ودعم كذلك لمسيرة المقاومة. وأضاف "كنّا متفائلين جدا في هذا العام نظراً لاستطلاعات الرأي الايجابية وكذلك نشاط الكتلة المتواصل والذي لم يتوقف حتى بعد أن شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات كبيرة في صفوف طلبة الكتلة وقادتها. وكانت حركة الشبيبة الفتحاوية قد فازت في انتخابات العام الماضي، وحصلت على 36 مقعدا مقابل 34 للكتلة الإسلامية.